Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
عودة خليجية إلى لبنان... بتنسيق أميركي
فيفيان الخولي
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
السبت
04
تشرين الثاني
2017
-
0:00
"ليبانون ديبايت" ــ فيفيان الخولي
باتت الاستراتيجية الخليجية العربية الجديدة، بقيادة السعودية، واضحة المعالم في كلٍّ من الساحات اللبنانية والعراقية والسورية. لكن عودة المملكة بهذا الزخم من الباب اللبناني، والتي بدأت من خلال زيارات قيادات سياسية للرياض، تتبعها أخرى مرتقبة لشخصية دينية مسيحيّة هامّة، وصولاً إلى زيارة الرئيس ميشال عون إلى الكويت، غداً الأحد، فضلاً عن زيارات شخصيات سياسية عدّة، بينها رئيس الحكومة سعد الحريري إلى واشنطن، تعكس قناعة وإرادة سعودية، عبر تنسيقٍ أميركي، بعد قمة الرياض، بوجوب الانتقال من مرحلة "اللامبالاة" إلى المواجهة لاستعادة الدور العربي وتقليص تصاعد النفوذ الإيراني في المنطقة.
في هذا السياق، يرى المحلل السياسي سامي نادر أن هناك تغييراً أساسياً في الاستراتيجية السعودية لإدارة الملف العربي، وبدأت في إعادة التقييم، ورسمت معالم مرحلة المواجهة مع إيران في اليمن، لكنها دخلت بمرحلة عملية أكثر خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية، والتي تخلّلها انعقاد قمة الرياض.
ويشير إلى أن السعودية تتهيّأ لمواجهة إيران بشكل عدائي أكثر، الأمر الذي يتطلّب منها حضوراً، إذ استخدمت، سابقاً، سياسة "استدارة الظهر" للعراق ولبنان، لأنّها لم تكن قادرة على فهم التناقض الحاصل في التسويات اللبنانية بين "مع وضد حزب الله". ويوضح أن السعودية أدركت اليوم أن سياسة "الرحيل" لن تُجدي، فبدأت الانخراط، وبناء تواصلٍ مع القيادات، وإعادة إحياء التحالفات اللبنانية القديمة.
لكن هذه التحركات لا تساعد المملكة على تحقيق الهدف، على اعتبار أن حزب الله المدعوم إيرانياً، يفرض وجوده على الساحتين السياسية والعسكرية، ولا رادع أمامه، خصوصاً في ظلّ التسويات، هنا يؤكد نادر أن مجرد الحضور بالنسبة لدول الخليج أفضل من الغياب الذي تملأه حتماً طهران. ويقارن سياسة الخليج بتلك التي اتبعتها الولايات المتحدة مع لبنان، إذ لم تولِ الأخيرة اهتماماً بالجيش اللبناني كما فعلت هذه الفترة، عبر دعمه بالسلاح، لافتاً إلى أنّه لا يمكن ترك الساحة للخصم، ويجب التخطيط للعودة في مرحلةٍ ما.
ويعتبر أن هذه العودة الخليجية، بالتنسيق مع أميركا، لا تقوّض النفوذ الإيراني في لبنان بل توازيه، كما أن إيران ليست لديها مصلحة بانهيار لبنان، لأن حزب الله يشكل الحاضنة لها وهو من قلب نظامها، فإذا انهار الاقتصاد اللبناني مثلاً سينهار البلد بمن فيه، مُؤكّداً أنّ حصار الولايات المتّحدة لإيران من خلال فرض العقوبات الاقتصادية يقلّص دورها لكن لا ينهيه.
أمّا المحلل السياسي الكاتب اللياس الزغبي، يرى أن الاهتمام الخليجي بلبنان ليس طارئاً بل يتصل على مدى عشرات السنين، وتحديداً العلاقة بين السعودية ولبنان والكويت ولبنان، ولا تنفصل بقية دول الخليج عن هذا الاتصال، خصوصاً الإمارات. لذلك لا يمكن وضع الزيارات السابقة للقيادات السياسية، وتلك المرتقبة لكل من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي للرياض، والرئيس اللبناني إلى الكويت إلّا ضمن إطار العلاقات الطبيعية والمتينة.
لكن يمكن التوقّف عند مسألة التوقيت، وفقاً للزغبي، إذ لا شك أن الخليج على أبواب استعادة دورٍ رائدٍ في العالم العربي بقيادة السعودية، وهذا أمر واضح ومحسوم من خلال انتقال المسؤولية العليا إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وهذا الدور المتصاعد للخليج بقيادة السعودية له ساحات متعددة ومنها اللبنانية.
ولا يُخفى تعرُّض الساحة اللبنانية لتصاعد النفوذ الإيراني، أي الإقليمية، على الرغم من أن لبنان مؤسس وعضو وازن في ميثاق جامعة الدول العربية، ودستوره ينص على أنّ هويته عربية. وعلى جميع المسؤولين اللبنانيين أن يأخذوا بعين الاعتبار، من دون أن يكونوا في حالة عداء مع إيران أو غيرها من الدول، أن لبنان لا يمكنه إلّا أن يكون ضمن المحور العربي، بحسب الزغبي.
ويلفت الكاتب ذاته إلى أن الإشكالية المطروحة اليوم هي أن لبنان مدعو إلى حسم موقفه وموقعه الطبيعي في العالم، ولا يمكنه أن يقوم بأيّة علاقات خارجية على حساب التضامن العربي، موضحاً أنّه لا شك أن هناك قوى أمر واقع وهي إيران وذراعها المباشرة حزب الله، ذات نفوذ متنامٍ ومتصاعد في لبنان والمنطقة، وهذا الأمر يقلق لبنان والدولة العربية والخليجية.
ويؤكد على أن دول الخليج تستعيد أمراً طبيعياً ولا تعتدي على دورٍ لم يكن لها، وما تقوم به هي إعادة الأمور إلى نِصابها كي لا ينزلق لبنان نحو المحور الإيراني. ويشير إلى أنَّ المواجهة على المستويين الإقليمي والمنطقة قائمة بين مشروعين؛ عربيّ مدعوم من أميركا، وإيراني من خلال التدخّل المباشر في الدولة العربية.
ويتوقّع الزغبي تبدلاً نوعياً في الموقف اللبناني، ولا يبقى كلام رئيس الجمهوريّة عن ربط وجود حزب الله بحلّ أزمات الشرق الأوسط والقول إنّ الوحدة الوطنية تفرض ذلك، فلا الوحدة ولا الاستقرار يوجبان التخلّي عن الدستور، خصوصاً بعد هذه الزيارات، وأن يُصار إلى تعديل وتصحيح المسار اللبناني، بحيث تتوقّف مسيرة الانحدار والانزلاق نحو إيران والعودة إلى البيئة العربية الطبيعية.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا