"ليبانون ديبايت"

علّق الإعلامي والمحلّل السياسي علي الأمين على خطاب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله المخصص للحديث عن استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، مُشيراً في حديثه لـ"ليبانون ديبايت" إلى أنّ الظروف التي أحاطت استقالة الحريري أتاحت للسيّد نصرالله أن يذهب لخطاب التمهّل، والترقّب لأجواء الاستقالة الحقيقية، ما يُعطي الوقت لدراسة الخيارات المُحتملة لاحقاً.

فـ"بطبيعة الحال مجرّد استقالة الحريري حتى ولو كانت من لبنان، هي مسألةٌ مُربكةٌ وليس من السهل إيجاد خياراتٍ بديلةٍ سريعة، وما حصل بخطاب نصرالله محاولةٌ للاستفادة من الوقت لدرس الخيارات التي يمكن أن تُعتمد لاحقا، والتي تتطلّب نوعاً من الترقّب للوضع الإقليمي والداخلي".

ورأى الأمين أنَّ إيقاع ما يجري في السعودية اليوم من إقالاتٍ لوزراء واعتقال لأمراء وما إلى ذلك، ألقى ظلاله على استقالة الحريري، ما خلق نوعاً من الظروف المختلفة عمّا كانت عليه قبل سلسلة الاعتقالات، و"هي ظروفٌ تؤثّر على تفكيرنا في ما يتّصل باستقالة الحريري ما أعطى الذريعة لكثيرين ليربطوا بين الأمرين".

لا يؤكّد ولا ينفي الأمين أن يكون لاستقالة الحريري علاقة بالأحداث التي تتسارع سياسيّاً في الداخل السعودي، ويرى أنّه أمرٌ ستكشفه الأيّام المُقبلة. لكن "كلّ المقرّبون من الحريري ينفون هذا الأمر ويقولون إنّهم يتواصلون معه بشكلٍ دائم ولكن هذا ليس كافياً لأنّه لا بدّ من إطلالةٍ للحريري. فهناك أشياءٌ مطلوبةٌ بعد الاستقالة ومنتظرة من الحريري يُفترض أن يعبّر عنها وهو لم يفعل ذلك حتى الآن، ما جعل كلّ هذه التساؤلات مشروعة، وإذا ما استمرّ هذا الغياب سيصبحُ لكلّ ما يُحكى عن إقامةٍ جبرية وغيرها أصداء في الواقع اللبناني".

وعلى صعيد التخوّف من حروبٍ داخليّة وخارجيّة، يستبعد الأمين أن ينجرّ البلد لصراعٍ داخليّ، فـ"حزب الله قوّةٌ عسكريّةٌ لها سلطتها ونفوذها وتمدّدها وتمسّكها بمصالح السلطة ولا اعتقد أنّ هناك جهةً ثانيةً يمكنها أو لديها الرغبة أنْ تقف بوجهه عسكريّاً أو أمنيّاً، إلا بالمعنى السياسي".

فأنْ يصبح لبنان ساحة مواجهة "هو أمر له مقدّمات لم تتوافر بعد بالمعنى الميداني، علماً أنّ وضع البلد لا يتيح للذهاب إلى مواجهةٍ أمنيّةٍ وعسكريّةٍ مع حزب الله".

ويلفت الأمين إلى أنّ حصول حربٍ إسرائيليّةٍ على لبنان، تكهّنٌ لا يقدر أحد أنْ يحسم حصوله، ولكن الأكيد أنّه يحتاج أيضاً لمقدّماتٍ وشروطٍ غير واضحةٍ بعد، و"أيّ حربٍ إسرائيليّة يمكن أن تحصل تحتاج لغطاءٍ دولي، وحتى الآن الظروف لا تدفع بهذا الاتّجاه".