Beirut
16°
|
Homepage
بعد الاستقالة.. الحريري زعيم طرابلس "الأوّل"
ريتا الجمّال | المصدر: ليبانون ديبايت | الثلاثاء 07 تشرين الثاني 2017 - 0:00

"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

بينما كان اللبنانيّون يتحضّرون لفصل الشتاء، ويعدّون "العدّة" لاستقبال العواصف الرعديّة والأمطار والثلوج، تفاجأوا يوم السبت بوصول عاصفةٍ سياسيّةٍ قبل تلك المُناخيّة الطبيعيّة، إلى الدّاخل اللبنانيّ، آتية من "القُطب" السّعودي عبر الرياض، لتُغرق الوطن برُمّته وتحصره داخل موجة استفهامات، وتَضرب بُنى الدولة المؤسّساتيّة، ويرتفع معها منسوب القلق ليغطّي أنفاق السّاحة المحليّة.

ووسط زحمة الاتّصالات والتحرّكات والمُشاورات والاجتماعات الطارئة التي انتجتها "العاصفة"، خلال يومين، والمُرجّح أن تستمرّ لأيّامٍ طويلةٍ مُقبلة، والتي دفعت ببعض الوزارات المُختصّة إلى التأهّب أمنيّاً واقتصاديّاً فماليّاً، لا بدّ من التوقّف عند إشارةٍ خضراء تفاؤليّة، في ظلّ المؤشّرات الحمراء التشاؤميّة. فبينما باتت السماء اللبنانيّة مُلبّدة بالغيوم السياسيّة والمخاوف والقلق على المصير والوجود والمُستقبل ومن الفتن، أظهر الطرابلسيّون الذين يُعانون من الحرمان الاقتصاديّ والإنمائيّ والماديّ، أنّهم أغنياء بالحكمة والوعي والمسؤوليّة ومدى حرصهم على أمن المدينة واستقرارها ووحدة أهلها، خصوصاً وأنّ لعاصمة الشمال وضعاً خاصّاً، حيث الانقسام السياسيّ الكبير، والمعركة المُستمرّة على الزعامة السّنية، وعلى رئاسة الحكومة، بغض النظر عن الصولات والجولات التي شهدتها المدينة في فتراتٍ سابقة، ما يجعلها مَحطّ أنظارٍ تزامناً مع أيّ حدثٍ طارئ. فكيف هو الوضع في طرابلس منذ السبت حتّى اليوم ولا سيّما على الصعيدين السّياسي والأمنيّ؟!.


في هذا السّياق، أكّد مُحافظ الشمال القاضي رمزي نهرا في اتّصالٍ مع "ليبانون ديبايت"، أنّ "الوضع مُستتبّ، وهادئ وطبيعيّ، في المناطق الشماليّة كافّة، ولا شيء يستدعي اتّخاذ أيّ إجراءات استباقيّة أو تحسبيّة أو ما شابه ذلك، فلا داعي للخوف أو القلق، لأنّ الاستقرار سيبقى سيّد الشمال"، مؤكّداً أيضاً أنّ "الوضع الأمنيّ ممسوك وعلى مستوى عالٍ من قبل فخامة رئيس الجمهوريّة ووزير الداخليّة والأجهزة المُختصّة".

بدورها، نفت مصادر أمنيّة لـ"ليبانون ديبايت"، أنْ "تكون قد اتّخذت أي إجراءاتٍ إضافيّةٍ أو مُشدّدة في طرابلس، خصوصاً أنّ الأجواء هادئةٌ، وكلّ القوى السياسيّة دعت أنصارها إلى التحلّي بالمسؤوليّة والوعي والهدوء، حتّى إنّ التحرّكات التضامنيّة مع الرئيس الحريري، التي كان يجري التحضير لها، أُلغيت جميعها بطلب من قيادة "تيّار المُستقبل"، الأمر الذي انعكس إيجاباً على الشّارع الطرابلسي". وأكّدت أنّ "لا مخاوف على استقرار طرابلس، لأنّ كلّ القِوى السياسيّة الموجودة في عاصمة الشّمال لا تريد العودة أبداً إلى أيّ شكلٍ من أشكال المعارك أو حتّى التصادم مهما كان حجمه".

أمّا على الصعيد السياسيّ، لفتت مصادر "تيّار المستقبل" إلى أنّ "الحركة في طربلس طبيعيّة، على الأصعدةِ كافةً، فالمحالُّ التجاريّة كما المقاهي والمطاعم والمصارف فتحت أبوابها كالمُعتاد، ولم تتأثّر حتّى السّاعة خصوصاً وأنَّ الرئيس سعد الحريري أعلن عن استقالته يوم السبت في توقيت ذكيّ كانت فيه كلّ الأسواق مُقفلة، بالإضافة إلى الهندسة الماليّة التي وضعها حاكم مصرف لبنان والتي كانت وما تزال تؤمّن الاستقرار الماليّ في إنجازٍ يجب دائماً التوقّف عنده، إذ إنّ تطمينات الدكتور رياض سلامة أحدثت راحةً نفسيّةً كبيرةً للبنانيّين والطرابلسيّين".

وشدّدت المصادر على أنّ "الشّارع كان على بُعد خطوات من تنظيم تحرّكات تضامنيّة مع الحريري وخطوته الجريئة، بيد أنّ تيّار المُستقبل كان واضحاً في قراره بعدم النزول منعاً لحصول أيّ "زكزكاتٍ"، وتفادياً لأيّ تصادم، داعياً إلى الهدوء، والترقّب نظراً لدقّة وحساسيّة المرحلة".

وأشارت إلى أنّ "الأمن مُستتبّ ولا خوف على طرابلس والشمال من أيّ فتنة، والمطلوب اليوم احتواء الأزمة، وأهل طرابلس وَاعُون تماماً إلى ذلك، ولن ينجرّوا إلى أيّ عملٍ من شأنه أنْ يزعزعَ الاستقرار الذي ضحّى الرئيس الحريري كثيراً من أجله وأقام التسوية باسمه ولمصلحة لبنان".

وأكّدت المصادر نفسها أنّ "الشّارع الطرابلس والسّني بعكس ما يُقال هو اليوم مُرتاحٌ أكثر من السّابق حتّى، بعدما ثَبُت للجميع، بأنّ سعد الحريري هو الزعيم السّني الوحيد ولا بديل عنه، وتصرّفات السعوديّة الأخيرة وكيفيّة تعاطيها مع الرئيس الحريري دليلٌ صريحٌ وواضحٌ على هذه الثابتة".

في المقابل، رأت أوساطٌ طرابلسيّة أنّ من أهمّ أسباب الاستقرار في طرابلس، بعد الاستقالة، الخطاب السياسيّ الهادئ نسبيّاً من جميع القِوى السياسيّة، علماً أنّ هذا الاستقرار يبقى مؤقّتاً إلى حين اختيار الشخصيّة السّنية التي ستخلف الحريري، فهذا هو الامتحان الأصعب عند الطرابلسيّين بشكلٍ خاصّ". وتوقّفت عند خطوة رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، بإعلانه عدم نيّته الوصول إلى رئاسة الحكومة ما أبعد الأخير بعض الشيء عن دائرة الصِّراع.

أمّا بين "الريفيّين" و"الحريريّين"، فلا أجواء صلحة على الرّغم من المواقف المُتقاربة، والتسريبات، إذ إنّ مناصري اللّواء أشرف ريفي يعتبرون أنّ ما حصل هو بمثابة مكسبٍ لتوقّعاتهم السّابقة بفشل التسوية الرئاسيّة، وعودة "المستقبل" للثوابت الأساسيّة التي لم يزِح عنها ريفي، في حين يَعتبرُ مناصرو "المستقبل" أنّ "خطوة الحريري هي تأكيد أنّه ليس رهن التسوية وقد تخلّى عن رئاسة الحكومة لمنع استحواذ النفوذ الإيراني على القرار السياسيّ اللبنانيّ".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 9 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 10 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 6 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 2
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 11 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 7 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 3
"التيار معجون عجن بالغش"... جعجع يستنكر! (فيديو) 12 عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 8 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر