Beirut
16°
|
Homepage
ورقة مهمّة من سليمان إلى عون... هذا مضمونها!
ريتا الجمّال | المصدر: ليبانون ديبايت | الثلاثاء 07 تشرين الثاني 2017 - 15:21

"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

حدثان بارزان حصلا في اليومين الماضيين، يجب التوقّف عندهما نظراً لدورهما الكبير في تغليب الاجواء التفاؤليّة على تلك التشاؤميّة التي سادت منذ اعلان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري استقالته عبر كلمة مُتلفزة بثّتها قناة "العربيّة" من الرياض، ولا سيّما بعد خُطاب الامين العام لحزب اللّه السّيد حسن نصراللّه الهادئ، والذي فاجأ به كثيرين ممن كانوا يتوقّعون ردّاً قاسياً بعد هجوم الحريري على إيران وحليفها في الداخل اللبناني حزب الله.

الحدث الأوّل تَمثّل في اللّقاء الثنائي الذي جمع رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون ورئيس مجلس النوّاب نبيه برّي في قصر بعبدا، في مشهد توافقي وطنيّ خلق نوعاً من الارتياح عند اللبنانيّين خصوصاً مع انضمام الرئيس برّي الى قرار رئيس الجمهورية في ما يتعلّق بخطوة الحريري، وتشديده على أنّه "بكير كتير كتير كتير" الحديث عن استقالة او تأليف حكومة".


أمّا الحدث الثّاني، والذي يُسجّل للرئيس عون بعدما أجمع الخُصوم قبل الحُلفاء على حكمته في كيفيّة تعاطيه مع استقالة الحريري، فيرتكز على سلسلة اللقاءات والمُشاورات التي دعا اليها الرئيس عون في القصر الجمهوريّ، والتي ضمّت الرؤساء السّابقين للجمهوريّة والحكومة والمجلس النيابيّ ورؤساء أحزاب وفعاليات سياسيّة لبحث المستجدّات كافةً.

وبين هذين الحدثين، "ورقة" مُهمّة قدّمها الرئيس ميشال سليمان، للرئيس عون، خلال اللقاء الذي جمعهما في بعبدا، والتي رأى فيها البعض خارطة الحلّ الى بناء الدولة وتأمين الاستقرار والحفاظ عليه.

مُستشار الرئيس ميشال سليمان بشارة خيراللّه، أكّد لـ"ليبانون ديبايت" أنّ "المطلوب اليوم لا يقتصر فقط على قراءة الاوضاع الرّاهنة ومُناقشتها، والتشاور حولها، وإنّما ايجاد البدائل والحلول العمليّة، بدلاً من الاكتفاء بالوعود الكلاميّة، والتي تكون على قدر خطورة الأزمة، وهذا ما يحاول الرئيس سليمان فعله من خلال الورقة التي قدّمها الى الرئيس عون، والتي من شأنها أن تكتب بعناوينها العريضة وصفة العلاج الأفضل لانتشال البلد من أزماته".

وقال خيراللّه إنّ "هذه الورقة ترتكز على نقاط أربعة أساسيّة، يجب العمل على تطبيقها، إذا أصرّ الحريري على استقالته على أن يكون مُطّلعاً عليها ومُبدياً رأيه بها، فمن جهّة أولى، يجب تأليف حكومة تكنوقراط، من غير الحزبيّين، ومن خارج دائرة المُرشّحين الى الانتخابات النيابيّة، حتّى تعمل بالشّكل الصحيح والشفّاف على ترميم علاقة لبنان مع محيطه العربي وتنظيم الاستحقاق النيابيّ المُنتظر والاشراف عليه. على أن يترأس من جهّة ثانية بيانها الوزاري بند واضح يؤكد على ضرورة تحييد لبنان عن صراعات المنطقة".
مع اعادة التأكيد على التزام الحكومة بإعلان بعبدا وصولاً الى النقطة الرّابعة والاهمّ والتي تتمثّل بالاستراتيجيّة الدفاعيّة، واعادة الامين العام لحزب اللّه السّيد حسن نصراللّه قراءة أوضاعه بما يخدم المصلحة اللبنانية سيما ضرورة انسحاب حزب الله من سوريا، ومنع استغلال لبنان والاستفادة من أرضه تنفيذاً لأجندات خارجيّة".

واعتبر خيراللّه أنّ "ما يحصل في الوقت الحاليّ، سبقَ ان حذّرنا منه مراراً وتكراراً، في اليوم الأوّل على عقد تسوية مبنيّة على أسس غير ثابتة، بعيدة كلّ البعد من الأطر الدستوريّة، من هنا ضرورة العودة الى البنود السّابق ذكرها، لتحويل لبنان الى ساحة حوار آمنة وسليمة ومُستقرّة لا الى حلبة صراع اقليميّة ودوليّة".

وعلى صعيد مواقف الرئيس عون منذ استقالة الحريري وكيفيّة تعاطيه مع هذه الخطوة لا سيّما من خلال رفضه الاستقالة والدعوة الى عقد لقاءات تشاوريّة، شدّد خيراللّه، أنّ "كلّ خطوة تُدرس ويُبحث بها بالأطر المؤسسّاتيّة والدستوريّة، وعن طريق الحوار الوطنيّ، ضروريّة لحماية استقرار لبنان، والتخفيف من الاحتقان، إذ إنه وخلافاً لما يتحدّث البعض، يحقّ لرئيس الجمهوريّة التمهّل بضعة ايام في الدعوة الى اجراء الاستشارات النيابيّة المُلزمة، فهذه خطوة مشروعة ومطلوبة في الظرف الرّاهن".

ويشير في المُقابل، الى أنّ "الجدل القائم حول ما اذا كانت الاستقالة صحيحة أو مجرّد تصريح اعلامي لا قيمة قانونيّة له، فإنّ المواد الدستوريّة هي واضحة تماماً في اعتبار الاستقالة حاصلة بمجرّد الاعلان عنها وليس هناك من استقالة عاد عنها المستقيل الا من خلال اعادة تسميته من جديد. بيد أنّه وبالنظر الى دقّة الحدث، درجت العادة على تقديم نسخة عنها الى الرئيس، ولا يزال الرئيس عون يصرّ على التمهل في الدعوة الى الاستشارات وهذا حقّ مشروع له، خصوصاً أنّ المهلة لا تزال مقبولة ومعقولة".

خيرالله الذي كان يفضل استقالة الحريري من بيروت، قال إنّ "الغائب عذره معه، وهو الشخص الوحيد الذي يملك حيثيّات الاستقالة كاملةً، وكلّ ما يُشاع في هذا الخصوص يأتي من باب تسجيل النقاط السياسيّة والانتخابيّة بين الاطراف المُتنازعة ويصبّ في اطار المُناكفات غير المشروعة. بدورنا نتمنّى عودة الحريري اليوم قبل الغد الى لبنان، ولا أجد اي شيء يمنع عودته في القريب العاجل".

وفي معرض جوابه على التدخّلات الواضحة في الشّأن اللبنانيّ، أكد أنّ "تحويل لبنان الى ساحة صراع بين المحاور الاقليميّة، واستغلال القرار السياسيّ الداخلي تنفيذاً لقرارات وأجندات خارجيّة، سيسمح لمختلف الدول ان تتدخّل بدورها في الشّأن اللبنانيّ خصوصاً أنّ بعضها يواجه بمعركة من فريق لبناني، ما يؤكّد يوماً بعد يوم، أنّ لا حلّ لهذه التدخلات مهما كانت هويّتها الّا بتحييد لبنان، بقرار رسميّ صادر عن رئيس الجمهوريّة والحكومة العتيدة يدخل حيّز التنفيذ بشكل جديّ".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"سوريا الثورة" تثير البلبلة في البترون! (صور) 9 الحزن يخيم على عائلة الحريري! 5 بو صعب خارج "التيّار" رسميًا! 1
إنتشار عسكري "غربي" في لبنان وحشود إيرانية وروسية وصلت.. عماد رزق: بيروت ستقصف وحرب التحرير بدأت! 10 "رح نحمي بيوتنا" و"الله أكبر سوريا"... غضبٌ عارمٌ وثورة سورية قريباً في البترون! 6 الحقيقة بشأن جريمة باسكال سليمان 2
نائب يتعرض لوعكة صحية! 11 "الرجل الطيب الودود"... الحريري ينعى زوج عمته 7 كلاب بوليسية وانتشار أمني... ماذا يجري في الضاحية؟ 3
إشتباك أميركي - سعودي.. البخاري يعلق مشاركته في الخماسية؟ 12 في جونية... سوريّون يسرقون مخزناً للبزورات! 8 إشكال وجرحى في بلدة لبنانية... ما علاقة "الزوجة الثانية"؟! (فيديو) 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر