Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
القاهرة بمهمّة لبنانية صعبة... استمالة حزب الله تجنُّباً للحرب
فيفيان الخولي
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الخميس
09
تشرين الثاني
2017
-
1:14
"ليبانون ديبايت" ــ فيفيان الخولي
تجري المشاورات اللبنانية ــ اللبنانية بحذرٍ ووعي كاملَين في محاولةٍ لحلّ العقدة المحيطة باستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري ووضعه في الرياض. لكن الجميع يدرك أنّ القضيّة ليست داخلية بحتة أساساً، ما يُحتّم دخول أطرافٍ عدة على خط الاستشارات، وتحديداً التحركات العملية تجنباً لتأزّم الوضع، الذي من شأن تفجُّره أن ينقل لبنان من حرب سياسية إلى عسكريّة يصعب إنهاؤها.
كما أنّ الهدوء الحذر لن يخدم أيّة جهةٍ داخلية كانت أم عربية أم إقليمية، مع مرور الوقت، لذلك تتّجه الأنظار، اليوم، إلى القاهرة، التي تتّبع استراتيجية مسك العصا من الوسط في علاقاتها الخارجية، للقيام بدور الوسيط، بضوء أخضر سعودي، بين طهران الداعمة الرسمية لحزب الله وبين الرياض، وسط احتمال زيارة خاطفة مرتقبة للحريري للقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للتباحث في هذا الشأن. علماً أنَّ الحريري كان سيلتقي السيسي في مصر، خلال وجود رئيس مجلس النواب نبيه بري هناك، إلّا أنَّ عودته المفاجئة إلى المملكة وإعلان الاستقالة ألغيا التحركات السياسية. أضف إلى تصريح السيسي، منذ يومين، أنه لن يتخذ اية اجراءات عقابية ضد حزب الله، رافضاً، في الوقت عينه، التدخل الإيراني بالمنطقة.
وعلاقة مصر، حالياً، بالسعودية أكثر من جيدة، لكن ذلك لا يمنعها من إبقاء حبل التواصل مع إيران، المنافسة الأولى للمملكة في الشرق الأوسط، على اعتبار أنَّ مصر تتجنّب أيّ صراعٍ مباشر مع القيادة الإيرانية، في الوقت الذي لا تملك فيه القاهرة أيّة وسائل اتّصالٍ سياسية مباشرة مع حزب الله إلّا من خلال برّي وبعض الشخصيات السياسية، في الوقت الراهن. أما أمنياً، فهذه المسألة مفتوحة ومباشرة عبر أجهزة المخابرات بين الطرفين المصري وحزب الله، وفقاً لمصادر مصرية رفيعة المستوى في حديثها مع "ليبانون ديبابيت".
مصدرٌ مقرّب من السلطات المصرية يوضح لـ"ليبانون ديبايت" أنّ "سياسة مصر في الأزمة تميل نحو التهدئة، ومحاولة معالجتها بين أطرافها في أسرع وقت". ويلفت إلى أنَّ احتمال قدوم الحريري في زيارة إلى مصر وارد بهدف التنسيق والتشاور، وللتأكيد أيضاً على أنّه حرٌّ في تحرّكاته الإقليميّة ولا يخضع لأيٍّ من أشكال التوقيف".
ويؤكد، في الوقت ذاته، على أنّ مصر حريصة على تماسك المحور السنّي المعتدل في مواجهة أيّة توجهات طائفية في المنطقة.
في السياق ذاته، يرى العميد الركن المتقاعد، الخبير الإستراتيجي سليم أبو إسماعيل لـ"ليبانون ديبايت" أنّ "الحديث المتداول اليوم عن أنّ مصر لن تسعى إلى توصيف حزب الله بالإرهابي، يشير إلى أنّ هناك محاولات مع القاهرة لتكون وسيطاً إلى حدّ ما، مستقبلاً، من خلال إيران، بين الأفرقاء اللبنانيين في ما يتعلق بدور حزب الله والدول المجاورة. ولا شك أنَّ مصر على علاقات جيدة مع المملكة، والأخيرة قدّمت للقاهرة سُفناً حربية متطورة بمبلغ بليار دولار، وتزوّدها بالعتاد والأسلحة العسكرية".
ويوضح أنّ الأمر يتطلّب عمليّة تنسيقٍ بين مصر والمملكة والأردن ولبنان، وغيرها من الجهات، لأنَّ الوضع خطيرٌ ويجب الدقّة في التعاطي معه. ومن شأن هذه الوساطة أن تعيد حزب الله إلى سياسة النأي بالنفس المُعتمدَة في لبنان، وعدم تدخّله في شؤون الدول الأخرى، وخصوصاً في اليمن، إذ أثبت السعوديون دور الحزب فيما يتعلّق بالتدريب والتنظيم للحوثيين المعادين للمملكة. وهناك حديثٌ عن أنَّ حزب الله كان وراء إطلاق الصاروخ الأخير باتّجاه مطار الرياض، الذي اعترضته السعودية، وهذه مؤشرات تؤكّد للرياض أنَّ حزب الله يقوم بدورٍ خطيرٍ ضدّها.
ويشير العميد أبو إسماعيل إلى أنَّ القنوات السياسية والدبلوماسية متعدّدة، والرئيس السيسي يمكنه التواصل مع بري وغيره وصولاً إلى القادة الإيرانيين، والجميع يعلم أنَّ حزب الله يحظى برِضى إيران التي تؤشّر وتُعطي الدور السيادي له، لذلك يكون الحوار معها للتأثير على حزب الله للعودةِ إلى لبنان بشكلٍ لا يتعارض مع سياسة الدولة اللبنانيّة. ويُشدِّد على أنّه "لا بد من الإشارة إلى أنّ الوضع معقدٌّ وهذا الحلّ الأقلّ سوءاً تجنّباً لأيّ حربٍ أو عملٍ مسلّحٍ في لبنان، فإذا كان ممكناً تنظيم الخلاف مع حزب الله سياسيّاً، فهذا يكون الحدّ الأدنى المطلوب".
وفي تأثير هذه التحرّكات على استقالة الحريري، يلفت الخبير الاستراتيجي ذاته، إلى أنَّ "الاستقالة أثبتت إجماعاً داخلياً من مختلف الطوائف والفئات على استنكارها وعدم إحراج الحريري الذي قدّم استقالته بعدما عَجِز عن التسويات المطلوبة منه. والجميع متعاطفٌ للعودة، وقد يكون الأمر من خلال مصر أو غيرها، لكن لا شكّ أنّ الرئيس السيسي بإمكانه أن يقوم بهذا الدور من خلال القيادات اللبنانية".
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا