Beirut
16°
|
Homepage
الخلايا النائمة.. هل تستفيق؟!
ريتا الجمّال | المصدر: ليبانون ديبايت | السبت 11 تشرين الثاني 2017 - 0:00

"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال

طرحت استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، السبت الماضي، علامات استفهام عدّة أبرزها تتعلق بوجود مخاوف حقيقيّة من اندلاع حرب جديدة داخل لبنان، مُتعدّدة الهويّات، إذ إنّ أطراف النزاع كُثر بدءاً من اسرائيل، مروراً بإيران والسعوديّة، اللتين تخوضان معركتيهما حاليّاً على السّاحة اللبنانيّة، وصولاً الى حرب أهليّة ذات هويّة محليّة تنفيذاً لأجندات خارجيّة.

هذه المخاوف، للأسف، دائماً ما تعيش مع اللبنانيّ منذ يوم ولادته الى حين مماته أو "استشهاده". فرياح الحرب تهبّ على لبنان كلّ خمسة عشرة سنة تقريباً، إذ إنّه بمجرّد أن يستعيد وطن الارز عافيته، ويطيب ويبدأ ببناء الدولة وتطوير المؤسّسات، اذ به يعود ويحترق في نيران الفتن والمعارك والتطوّرات الاقليميّة والدوليّة والعربيّة، ليُصبح مُغمّساُ بتداعيات الماضي وبأحداث جديدة سترسم مستقبل مصاباً بالتشوّهات.


اليوم، سؤال واحد يُطرح على لسان كلّ لبناني:"شو الوضع.. رايحين ع حرب؟". الجواب حتماً لن يكون محسوماً أو مضموناً، في كلا الحالتين، لأنّ الصورة ضبابيّة جدّاً، والاحداث مُتسارعة ومُعقّدة، ولا أحد يملك الحقيقة كاملةً، رغم كثرة التحليلات والتوقّعات. بيد أنّ مصدراً أمنيّاً، أكّد لـ"ليبانون ديبايت"، أنّ "المؤشّرات كلّها لا تدلّ على اندلاع حرب في لبنان، فأطراف النزاع منشغلون في حروب المنطقة، وأزماتهم السياسيّة الداخليّة، بما فيها السعوديّة التي تخوض معركة "العرش" والبقاء للإطاحة بالانقلاب. وبالتالي، فإنّ هذه الدول تنتشر على جبهات عربيّة اخرى، وليس بمقدورها تشكيل جبهة جديدة في الداخل اللبنانيّ. من هنا فإنّ الحرب التي تُخاض اليوم تقتصر على تلك النفسية والسياسيّة لا العسكريّة، وعلى لعب اوراق الضغط التي من شأنها أن تُحدث فتنة مذهبيّة في محاولة ليست الاولى من نوعها وقد لا تكون الاخيرة".

وفي هذا السّياق، لفت المصدر الى أنّ "احتمال الحرب مُستبعد، ولكن اشعال الفتنة المذهبيّة وبالتحديد السّنية الشيعيّة، أمرٌ واردُ، وقد يكون مُخطّط له، كما حصل قبل أعوام قليلة ماضية. بيد أنّ الوعي اللبنانيّ والحكمة، والتداعيات الاليمة للحروب السّابقة التي لا يزال اللبنانيّون يعانون منها حتّى اليوم، بالإضافة الى قدرات الاجهزة الامنيّة اللبنانيّة، أبطلت مُجتمعةً هذا المُخطّط الكبير وهي نفسها من سيقضي على أيّة محاولة جديدة من هذا النوع".

وأشار الى أنّ "الخوف ليس من حرب جديدة، وإنّما من ايقاظ الخلايا النائمة التي تنتظر الاشارة الخضراء حتّى تستفيق وهنا خطورة الوضع. فسبق أن شهد البلد خضّات أمنيّة كثيرة نتيجة هذه الخلايا التي كانت تُحرّك داخليّاً وخارجيّاً، ولم ننسَ بعد حالة أحمد الاسير وما قبلها من حالات، وكان الهدف من خلقها وتقويتها تفتيت لبنان وتقسيمه. من هنا ضرورة الوعي والهدوء والانتباه وعدم الانجرار نحو تحرّكات من ايّ نوع كان تفادياً لأيّ مواجهة".

وأضاف أن "هذا ما تسعى اليه بعض الدول لا بل تُراهن عليه، على اعتبار أنّ إشعال السّاحة الداخليّة وحقن الشّارع يُعدّ سهلاً في لبنان نظراً للتوتّرات والانقسامات السياسيّة الحادّة. وكما فعل الحريري في اليوم الاوّل على استقالته عندما دعا مناصري تيار المستقبل الى عدم النزول الى الشّارع ولو بتضامن سلميّ، تجنّباً لأي احتكاك، على جميع القوى السياسيّة أن تستمرّ في ضبط الصفوف والعمل على التهدئة نظراً لدقّة الوضع والنوايا المُبيّتة".

ونوّه في الوقت نفسه الى "الدور الكبير الذي يقوم به رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون ورئيس مجلس النوّاب نبيه برّي وقادة الاحزاب، في تغليب منطق التوافق على التباعد، الامر الذي من شأنه أن يُسهّل كثيراً عمل الاجهزة الامنيّة، إذ إنّ أجواء الوحدة تنعكس ايجاباً على القطاعات والاجهزة كافةّ".

وشدّد المصدر الأمني نفسه على أنّ "الاجهزة الامنيّة اللبنانيّة ومنذ وقت طويل، تحوّلت الى اجهزة رقابة دائمة، بمعنى أنّها في تأهّب مُستمرّ لمواجهة أيّ طارئ، لا بل إبطاله من خلال تعزيز الأمن الاستباقي للقضاء على أيّ مخطّط قبل أنّ تُنفَّذ أهدافه، وذلك حفاظاً على الأرض وعلى أرواح اللبنانيّين ومصالحهم "الماديّة". وقد سُجّل في السّياق الامنيّ، أخيراً، انجازات كثيرة سواء في القضاء على الشبكات الارهابيّة، وتوقيف أعضائها لا بل رؤوسها الكبيرة، وسحب الاعترافات التي ساهمت في كشف الكثير من العمليّات التي كانت قيد التحضير. بالإضافة الى تعقّب الجرائم المُنظّمة وتوقيف الخارجين عن القانون والتشديد في الاجراءات الامنيّة لحماية لبنان".

وأكد أنّ "الاجهزة الامنيّة كافةً تقوم بواجباتها على أكمل وجه، وستبقى العين السّاهرة التي ستحمي الوطن، وستُضاعف جهودها، خصوصاً أنّ التدابير والاجراءات التي تُقام في المناطق اللبنانيّة تُحدث نوعاً من الارتياح عند المواطن اللبنانيّ "القلق"، وتحصّن الاستقرار الأمني. ويبقى على السياسييّن ومناصري الاحزاب، مُضاعفة "وطنيّتهم" وحكمتهم ووعيهم والحفاظ على هدوئهم، لما في ذلك من مصلحة مطلوبة للبنان".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 9 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 5 إنتشار عسكري "غربي" في لبنان وحشود إيرانية وروسية وصلت.. عماد رزق: بيروت ستقصف وحرب التحرير بدأت! 1
بقوة 5.6 درجة... زلزال "يهز" شمال تركيا! 10 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 6 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 2
تقريرٌ يكشف مصادر تمويل حزب الله 11 واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 7 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 3
حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 12 كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 8 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر