Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
"اُمّ كامل" تحوم فوق بعبدا
عبدالله قمح
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الجمعة
17
تشرين الثاني
2017
-
0:00
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
إعتادَ أبناء الجنوب على زيارات "اُمّ كامل" اليوميّة دون أيّة مواعيد مُسبقة. الزيارات تحصل بشكل دوري لا ينقطع أقلّه منذ بداية الصيف الفائت، إذ باتت "الحَجة" ضيفاً مفروضاً عليهم عنوةً، وصوت هديرها يُطرب أذانهم على مدار ساعات النهار والليل، ليتبادر إلى ذِهن "الجنوبي"، أنَّ ارتفاع نسبة الزيارات قد تحمل معها رسائل ما، تتضح معالمها إذا ما قورنت بالاحداث الجارية في البازار السياسي حالياً.
ليست "اُمّ كامل" سوى طائرة إستطلاع صغيرة الحجم أسمها "أم ـ كا"، لكن المهام الملقاة على عاتقها جعلتها أكبر من حجمها بكثير، سيما وأنَّ لها تاريخاً جعلها "حمّالة أوجه"، متساوية مع "الجنوبيين" في الحياة وشريكاً في كلّ عدوانٍ عليهم!
"اُمّ كامل" الطائرة هُناك مثلها "اُمّ كامل ــ البَشر"، الكثير من البَشر، الكثير الكثير منهم، الذين يتحوّلون لا ارادياً إلى "أبو كامل"، والـ"أبو كامل" هذا هو أقرب إلى "البوم"، لا يجلب سوى النحس! مهمّته التنغيص على اللبنانيين داخلياً ليتماهى مع دور زوجته "اُمّ كامل" كما هو بالضبط.
ربما يدري "أبو كامل" أو لا يدري، أنّه يَخدم قضيّة "الزوجة"، خاصةً إذا ما حملت عناوين فاقعة ملؤها تهديدات قد لا تنفع في مثل هذه الاجواء، كمثل ما سُرّبَ قبل أيام من أنَّ "الحرب" واقعة لا محال، وستكون على غرار عام 82، مفرداً السيناريوهات لها.
في أحد المنازل "الجنوبية" الرازحة تحت وطأة صوت "اُمّ كامل" لا يؤخذ هذا الكلام بالحسبان أبداً، فلا الجو الاقليمي أو الدولي يسمح، ولا "إسرائيل" قادرة على تكرار تجربة الـ82!، لاسباب عدّة أبسَطها أنّ ليسَ هُناك "منظّمة تحرير" بل أقصى وأصعب بكثير، وليسَ هناك "سعد حدّاد" أو "بشير"، إلّا إذا ما كانت "إسرائيل" تراهن على "فارس" سَعيد يأتيها من خلف الجبال بجيش جرّار!
لكن كل ذلك لا يبدو أنه ينفع ثُلّة من "المخابرات الخارجية"، التي قرّرت الافراج عن ما في جُعبتها من "حكايا" تكاد تكون أشبه بالترّهات منها إلى المعلومات, فقد سُرّبَ لدى "دوائر سياسيّة ضيّقة" ما فحوه أنَّ المخابرات التركية أوصلت جانباً من معلومات تشير لوجود "نيّة بتوجيه ضربات عسكرية إلى حزب الله داخل لبنان" مقرونةً بموعد حصول الاعتداء الذي حُدّدَ في منتصف الشهر القادم (كانون الأول)، ثم تسلّلت إلى "مجموعة مستشارين" تكفّلوا بتوزيعها مع أنَّ مصدرها نسيَ تقدم الخرائط!
أمّا المثير للتأمل فهو الكشف عن تلقي لبنان "رسائل خارجية مباشرة" في أعقاب استقالة الرئيس سعد الحريري، تقول أنَّ الازمة الراهنة "ليست أزمة استقالة، بل هي عبارة عن هجوم كبير على لبنان" و "هناك قراراً كبيراً اتُخذ على المستوى الدولي الأعلى لضرب لبنان" مع تحذير أنَّ "اللعبة انتهت".
للحقيقة، أنَّ هذا الجانب من المعلومات صحيح، بمعنى أنّه وضع على طاولة أحدى المرجعيات الاساسية، لكن سياق قرأته لاحقاً لم يكن موفقاً.
وعلى ذمة مصادر معنية ذات ثقة، أنَّ هذا الكلام وصل إلى بيروت في معرض إبتزاز لبنان، وتزامنَ مع إعلان استقالة الرئيس سعد الحريري من الرياض، وقد أتى ضمن سياق يهدف لتأسيس جو "إرباكي داخلي لبناني" يقصد منه "غربلة المواقف الرسمية والتخفيف من وطأة الرّد على الخطوات الخارجيّة".
إذاً يفهم أنَّ الكلام كان محض سياسي لا أكثر، ولم يكن ينفع تسريبه إلى أبعد من الدائرة المقصودة كون العليمون يدرون أنّه "كلام سياسي".
هذا في السقطة الاولى أمّا في الثانية، فتمثلت، بحسب القراءة "تحت سقف اُم كامل"، أنَّ المصدر كان جهاز مخابرات أوروبي (الاعتقاد الاكبر أنّه فرنسي) إستناداً إلى تقاطع معلومات أكثر من جهة ومتابعة تقارير اعلامية ذات صلة. والغريب أنَّ الجهاز الفرنسي اختلف جوهرياً عن الجو السياسي الباريسي الذي كان يؤول صوب تقديم المساعدات للبنان بغية استخراج الرئيس الحريري من ما هو فيه لا التنغيص، بعد أقتناع فرنسا بـ"الخلل الوجودي للحريري في الرياض"، وأكثر، أنّه يتعارض كلياً مع السياسات الفرنسية.
لكن المعلومات وإذا ما نظرنا إلى كلام مدير المخابرات الفرنسية الاخير، تذهب إلى تحليل امكان وجود "خلل وظيفي" طرأ على المشهد الباربسي ما أسهمَ في إنتاج هذا الجو وتمريره! على اعتبار أنّ مدير المخابرات رأى عكس ما رأته الاليزيه بقضية الحريري.
عموماً، لا أحد يُنكر من سُكان هذا البيت السياسي الرازح تحت هدير "اُمّ كامل"، أنَّ اللعب على حافة الهاوية جارٍ وعلى أشده في المنطقة، وأنَّ العقل المخابراتي الاسرائيلي يبتدع اساليب جديدة لجزها في الحرب تخدم مصالح.
ويفهم من العصف الذهني للجالسين، أنَّ تسريب صورة قائد عسكري في المقاومة والقول أنّه "مسؤول قوات حزب الله في الجولان" ثم تسريب صورة قياديين آخرين بارزين (طلال حمية وفؤاد شكر) على أنهم مطلوبين أميركياً، ينم عن نوايا مبيته لتنفيذ اغتيالات كحالة كل من الشهداء جهاد مغنية، سمير القنطار ومصطفى بدر الدين، أي أنَّ السقف ليس مقصودٌ منه إستدعاء رد فعل عكسي يُخطط لأن يبنى عليه في فعل دنيء، بشهادة صاروخ "سام 5" الذي اُطلقَ صوب "مقاتلة اسرائيلية" فوق بعلبك قبل مدة ولم يحصل شيء.
المقصود أنَّ حدود هذا اللعب معروفة ولا تتجاوز التوازنات المرسومة. ليخلص التفسير أنَّ ما يجري حالياً من تحليق "اُمّ كامل - الطائرة" أو "أبو كامل - البشر" فوق الجنوب أو بيروت، لا يغدو أبعد من تبادل حملات نفسية وتهديدات، أكثر ما قد تفعله هو التأثير على الانتخابات ربما، لكن لن تصلَ أبعاده إلى حدود الحرب، رغم مخططات "صهر ترامب" جاريد كوشنر الذي وإنّ وجد ضالته في السعودية لكنه حتماً لن يجد أرضية تسويق لدى إدارة نتنياهو.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا