"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

من دار الواسعة – بعلبك، الى جديتا البقاع الى لبنان الارز.. حمل المُلازم الاوّل مروان صباغ، راية الشرف والتضحية والوفاء، والدفاع عن ارض بلاده وكرامة شعبه واضعاً نفسه في خدمة المؤسّسة العسكريّة، وفي طليعة المُدافعين عن بقاء الوطن وانقاذه من براثن الارهاب والفتن، والتطرّف والاجرام...

مروان المُلازم برتبة بطل، أصيب الاسبوع الماضي خلال قيام وحدات من فوج المغاوير في الجيش بتنفيذ عمليّات دهم لتوقيف مطلوبين وضبط ممنوعات وقمع مخالفات في منطقة دار الواسعة - البقاع، إذ تعرّضت آليته لإطلاق نار من قبل المطلوبين، وهو الان يُصارع الموت، بعدما صارع الاعداء ووقف بشجاعة في الجبهات القتاليّة في عرسال والمناطق البقاعيّة السّاخنة، فتمكّن من الخروج رافعاً اشارة النصر، بوجه "دواعش" الدّاخل والخارج والعصابات.

في العناية الفائقة، يقبع مروان، منذ أيّام، إذ يخضع للعلاج الطبيّ الدقيق، مُتسلّحاً بالعناية الالهيّة لتنقذ حياته كما فعلت يوم تعرّض لكمين ونجا بأعجوبة من الموت. بينما تنتظر زوجته لميس شحادة والعائلة داخل أروقة مستشفى الرّوم، بإيمان كبير الخبر السّعيد والبشرة السّارة، واحتضان عريسها من جديد ومصدر فخرها. أمّا بلدة جديتا التي تعتزّ بابنها قبل دخوله المؤسّسة العسكريّة واحتفلت بوطنيّته وشجاعته ووفائه لبلدته وبلده، يوم ارتدى البزّة العسكريّة، وفرحت فيه، من جميلة الجميلات، ها هي اليوم ترتدي الامل والايمان وتضيء شوارعها وطرقاتها وشرفات منازلها بالشموع، وترفع الصلوات، وتُقيم مسيرات وقداديس على نيّة شفاء وعودة بطلها الى ساحة الوطن الذي يحتاجه كثيراً.

لميس، التي أقسمت قبل سنة وثلاثة أشهر على البقاء الى جانب زوجها في السرّاء والضرّاء، ها هي اليوم تمسك بيد مروان في هذا الظرف الصعب والمؤلم، وكلها ايمان وامل بخروجه من المستشفى ليعيشا سويّاً الحب والسعادة كلّها في السنين المُقبلة، قالت لـ"ليبانون ديبايت"، بغصّة وفخر "زوجي بطل، نفتخر به، تماماً كما تفعل المؤسّسة العسكريّة التي من اجلها، نحن مستعدّون للتضحية حتى آخر نفس وبكلّ ما لدينا".

ودعت لميس الجميع للصلاة على نيّة شفاء زوجها، وعودته الى احضان الوطن والعائلة والمؤسّسة العسكريّة وبلدته جديتا وأهلها وأبنائها الذين يقفون الى جانبهم في هذا الظرف الصعب، قائلة "انا انتظر عريسي وزوجي وحبيبي، فالعمر أمامنا طويل ولم نعش منه حتّى السّاعة الّا القليل.. القليل".

أما الصهر "سندة الظهر" ايلي شمعون الذي تقوى به نادين شقيقة مروان، فأكّد لـ"ليبانون ديبايت"، أنّ "وضع صبّاغ مستقرّ، لكن الخطر لا يزال موجوداً، إذ إن الاصابات التي تعرّض لها دقيقة جدّاً، وتلقّى رصاصاً متفجّراً خرق يديه، فيما الاصابة الاخطر أتت في فمه وطاولت الشظايا جانباً من الرأس".

وقال شمعون: "كلّنا اتّكال على اللّه، وعلى صلوات الناس التي زادتنا قوّة، لأن ما مرّ به مروان خطير جدّاً، فهو نجا بأعجوبة نتيجة تدخّل العناية الالهيّة، وننتظر عودته السريعة الينا، لأن الحياة تليق به"، متوجّهاً بالشكر الى كلّ شخص وقف الى جانب العائلة ولا يزال يفعل حتّى اليوم، والى أهالي وابناء جديتا الذين ينظّمون يوميّاً مسيرات شموع وصلاة لشفاء عريسها، على أمل ان نكافيهم في الافراح مستقبلاً".

بدورنا، نتمنّى الشفاء العاجل، لمروان وزملائه في المؤسّسة العسكريّة الابطال الذين بفضل تضحياتهم لا يزال قلب الوطن أرضاً وشعباً ينبض ويعيش ويستمرّ بأبنائه وأحفاده.