"ليبانون ديبايت" - روني ألفا

سلامٌ من صَبا المُرقّطِ أرقُّ وأجراسُ النّصرِ للقائد تُدَقُّ.

لم تولدِ الكلماتُ للطلاءِ الأجوَفِ ولم تكُ أيضاً لدفنِها في الصُّدُور.

في العيدِ الذي يرتديكَ سترةً تثيرُ جزعَ الذئاب المفخّخَةِ بزنانيرِ الغُبار،يأتيكَ شعبٌ مُدَجَّجٌ بجِباهٍ باسقةٍ كجبهتِك، بعيونٍ شاخصةٍ إلى كلِّ شبرٍ منتفضٍ على الهوان وبقاماتٍ مستقيمةٍ مثلُ قامتكَ المتهوِّرةُ في الوطن.

في يومِكَ هذا، وانتَ تُقيمُ شعائرَ الولاءِ لبعبدا الكرامةَ، أُخاطبُكَ دونما مرامٍ ودونما مآربَ علَّك تقرأُ الخطاب:

كُنْ أنتَ كما أنت، بلا زيادةٍ ولا نقصان،غرامٌ بلا مشارفَ لأقدامٍ تحفرُ آلهةً من سيادةٍ في وعورةِ وجودِنا الصعب، ماءُ تضحيَةٍ يَستحيلُ دون قانا الى نبيذٍ في كأسِ لبنان، خطىً بلا طوائفَ وطأت قمراً من سيادةٍ بألفِ قيراط، بندقيَّةٌ بلا طلقاتٍ هباء تنهمرُ مطراً أسودَ فَوْقَ الراياتِ السود.

في يومِكَ أُحييك، ضابطاً بلا تلوّثٍ، بلا أحلامٍ مدنيةٍ، وبلا مُحاباةٍ لربطاتِ عنقٍ طاعِنةٍ في الرياء.

ربّي، أعطِنا خبزَنا كفافَ جيشِنا، وأعطِنا وطناً يشبِهُ صباحاتِه المطهوّةِ على دموع الأمهات الثكالى، هنَّ اللواتي لا يتذكّرهنَّ دهاءُ الساسةِ الا في دجلِ اليافطات على مشارِفِ صناديق الإقتراع.

في فيءِ المنصةِ التي ستعتليها بعد حين، أدعو لسيوفِكَ بأمنيات السيفِ المسلول، ولنجومِكَ أن تنثُرَ رذاذَ الأرزِ على غطيطِ كلِّ رضيعٍ ينتظره الوطن على قارعة الرجاء المتهدَّجِ كغصّة، وأدعو مع آلافٍ من الذين يتسولون الضوءَ حتى ينفرطَ ضبابُ اليأسِ ويبزغَ ماردُ الرجاءِ فوق قبورِ الانتظار.

تحيّةٌ أيها القائدُ مضمومةٌ بوابلٍ من الغضبِ المدوّي، برشقاتٍ من تأوهاتِ المتعبينَ من وطنٍ عذَّبهم حتى تلوَّنوا بسكوتِ الثَّكالى، علّنا نتعمشقُ بقوسِ قزحٍ ترسُمهُ لنا، أنتَ ورفاقٌ لَكَ، أنتم الَّذِينَ تتقنونَ التلوينَ بالأخضرِ والأحمرِ والأبيض فوق شَحتارِ أيامِنا المتفحِّمة.