Beirut
16°
|
Homepage
كيف هدّد عون السعوديّة؟!
ريتا الجمّال | المصدر: ليبانون ديبايت | الاربعاء 22 تشرين الثاني 2017 - 0:00

"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

بين الصدمة الايجابيّة التي أراد رئيس الحكومة سعد الحريري احداثها من خلال تقديم استقالته، والقلق الذي انتاب اللبنانيّون منذ يوم تلاوة البيان المُفاجئ من الرياض، صدمة من نوع آخر كان بطلها الرئيس العماد ميشال عون، أشاد بها البعيدون قبل المُقرّبين، والغرب أكثر من العرب، تمثّلت بالجرأة الكبيرة والشجاعة الاستثنائيّة والحكمة التي طغت على مواقف أب الجمهوريّة، وقدرته اللافتة على تحويل الأزمة الخطيرة، الى لحظة تضامن شعبي وسياسيّ مع الرئيس الحريري.

تمسّك الرئيس عون والى جانبه رئيس مجلس النواب نبيه بري وغالبيّة القوى السياسيّة، برفض الاستقالة وربط ذلك بحضور الرئيس الحريري الى بيروت وايضاح اسباب الاستقالة ثم تقديمها للرئيس عون خطياً، شكّل عنصر ضغط مؤثّر ومُعطّل لأي محاولة تهدف الى خلق بؤر تأزيم داخليّ، وأفرغ بعض الخطوات من مضامينها، ما مهّد لإحلال لغة "التسويات الافرنجيّة" مكان "التأزيم السعودي". وأتاح لـ"باريس" الدخول على خطّ التفاوض استناداً الى ارتفاع سقف الموقف اللبناني الذي هدّد باللجوء الى مجلس الامن لحلّ المسألة، الامر الذي سمح لها بلعب دور الإطفائي المزخّم بثقل فرض الشروط اللبنانيّة.


وبعد مفاوضات شاقة واتصالات قارب عددها العشرة بين الرئيس الفرنسي ايماونيل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تمكّن الفرنسيون من انتزاع "تسوية" كشف عن بنودها القليل ولا زال الكثير منها مُبهماً. لكن أبرز ما تضمنته أن يتوجه الرئيس الحريري الى فرنسا للقاء الرئيس ماكرون ويبقى ايّاماً قليلة هناك قبل التوجّه الى مصر ومن ثمّ الى لبنان، ليُقدّم استقالته وفق الاصول وبشكل خطّي، أو يتراجع عنها أي بحسب ما سيؤول اليه اجتماعه مع الرئيس عون.

مساء الجمعة، كان من المُفترض أن يصل الحريري الى باريس، حيث تجمّع حشد من الصحافيين الفرنسيّين والعرب والغربيّين، لتغطية ومواكبة لحظة وصول رئيس الحكومة اللبنانيّة قبل أن يتوجّه الى منزله، في الوقت الذي وجّهت دعوات لعدد كبير من اللبنانيّين المُتواجدين في فرنسا لاستقبال رئيسهم والترحيب به والتعبير عن تضامنهم معه. بيد أنّ هذه الاخبار وصلت الى الرياض، التي سارعت بدورها الى تأجيل رحلة الحريري حتى اليوم الثاني بحجج كثيرة منها امنيّة وبعضها مرتبط باللقاء الذي جمعه مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان قبيل مغادرته. وذلك بحسب ما كشفته مصادر خاصّة لـ"ليبانون ديبايت"، الامر الذي بنظرها سيخدم نظريّة الاحتجاز، وسيُستغلّ للتصويب على المملكة ما دفع بها الى احباط هذا التحرّك من خلال تأخير وصول طائرة الحريري.

انطلاقاً من هذه الوقائع، أوصلت باريس عبر قناتها الرسميّة الى بيروت فحوى التأخير السعودي، الامر الذي اثار غضب الرئيس عون، فطلب من المعنيّين نقل رسالة الى الفرنسيّين ومنهم الى السعوديّين، تتضمن ما معناه أنّه اذا لم تحطّ طائرة الحريري في باريس، فهذا يعني ان لا نيّة للسعودية بالسماح للحريري بمغادرة اراضيها، وسنقوم عندها بإلغاء العرض العسكري في بيروت لمُناسبة عيد الاستقلال واستبداله بيوم وطنيّ شعبيّ في كلّ لبنان، للنزول الى الشّارع والمُطالبة بـ"الافراج عن الحريري".

أمام هذا الموقف، شعرت الدبلوماسيّة الفرنسيّة بالقلق على مصير استقرار لبنان، فقامت بفرض مزيد من الضغط على السعودييّن الذين عادوا ووعدوا بأنّ طائرة الحريري ستقلع يوم السبت وهذا ما حصل، بيد أنّ تأخير الموعد أثّر سلباً على الصعيد الصحافي الاعلامي، وأفرغ الحراك الشعبي اللبناني من مضامينه، فحطّت طائرة الحريري بهدوء ودون اي ضجيج!
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"إنجاز هائل" لحزب الله... إعلام إسرائيلي يكشف! 9 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
"بهدف التستر"... الأقمار الصناعية تظهر ما قامت به إيران! 10 مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 6 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 2
عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 11 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 7 تشريح عقل جنبلاط وكشف ما في داخله... "دمار وخراب بانتظار اللبنانيين"! 3
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 12 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 8 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر