Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
"صاروخ بالستي" من بعبدا إلى الرّياض
عبدالله قمح
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الخميس
23
تشرين الثاني
2017
-
1:32
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
أنهى الرئيس نبيه برّي صيامهُ عن الكلام بعد أنّ أفرجَ "مطلع الفجر" عن الرئيس سعد الحريري بسلام، ولتجسيد نتائج "ليلة القدر"، أقلعَ الرئيسان سوياً بسفرٍ قصير من جادة شفيق الوزّان إلى قصر بعبدا، فاستلمَ "الحريري" دفّة قيادة "السيارة" بعد أن لمسَ قربه من خسارة قيادة الحكومة.
دخلَ الرئيس الحريري السيّارة بشكل وخرجَ منها بشكلٍ آخر، فمسافة الطريق اتاحت عقد "خلوة قصيرة" هي خيرٌ من ساعات "الاحتجاز"، انتجت مفاعيل كبيرة" كان أبرز نتائجها "التريّث بقبول الاستقالة".
من المُفارقات العجيبة، أنَّ "الحريري" الذي أعلنَ استقالته "مرغماً" عبر شاشة قناة "العربية" من الرّياض مسود الوجه، أعلنَ "التراجع" عنها يومَئذٍ "حُرّاً" بَشوشاً وعبر شاشات لبنانيّة، ما يجيب على عدة تساؤلات بقيت مجهولة.
مثلت هذه الحالة صفعةً أولى للسعوديّة شاء اعلامها التعبير عنها على طريقته، إذ فسّرت لاسيما "العربيّة" عبارة التريّث بأنّها "عودة عن استقالة"، أمّا "الجزيرة" القطريّة فقاربتها بشكل منطقي أكثر "الحريري تراجع عن استقالته"، ما يعني أنَّ المكتوب قرأ خليجياً من عنوانه.
الأكيد أنَّ حالة الارباك التي دامت في بيروت لأكثر من 450 ساعة كنتيجة عن الاستقالة، إنتقلت مفاعيلها إلى الرّياض. هذا يُفهم من تعليقات بعض الكتّاب السياسيين السعوديين من "شعراء البلاط"، إذ وصلَ كلامُ بعضهم حدّ إهانة الرئيس الحريري بأبيه! وكلَّ ذلك يدل على أنّه صفعهم من حيثُ لا يدرون، بعد أنّ كان الظن سائداً في أنّه سيقدّم الاستقالة ببيروت ثم ينتظر.
إذاً ساهمت "الخلوة" برفع العراقيل والمطبّات ثمّ بلورة تفاهم رئاسي ثلاثي افضت نتيجته إلى إعلان يصطلح تسميته بـ "صاروخ بالستي" قصفَ من قصر بعبدا وسقطَ في الرّياض محدثاً دوي هائل.
مصادر شديدة الاطلاع، تؤكّد لـ"ليبانون ديبايت" أنَّ ما خرج به الرئيس سعد الحريري من قصر بعبدا، كان نتيجة مشاورات 72 ساعة سبقت حفل عيد الاستقلال، دارت على خط باريس – القاهرة – بيروت و باريس – القاهرة – الرّياض ولم تكن طهران عائبةً عنها، افضت في النتيجة إلى إنتاج مخرج يحفظ ماء وجه الحريري ويحفظ الايقاع الداخلي.
وتُلمّح إلى أنَّ تلك الساعات أسّست لـ"إنزال الرياض عن الشجرة" وإنتقال حاضنة "الحريري" إلى باريس ثم تركها تسوّي الامور بالتعاون مع القاهرة ثم مع طهران التي تلقّى رئيسها اتصالاً من نظيره الفرنسي، تقول دوائر وثيقة في بيروت، أنّ عنوانه كان الملف اللبناني. الايجابيات حطّت في بيروت على شكل "خلوة سيّارة" ثبّتت المطلوب وازالت الكثير من التعقيد ثم اُخرجَ المشهد بلقاء بعبدا.
وتسنّى عبر المصادر فهم أنَّ الاتفاق الراهن هو ضمن سقف زمني محدود المدّة، تنتهي مفاعيله بإنتهاء الحراك الفرنسي – المصري، وكان من موجباته أنّ اُدخلّ الوضع الحكومي إلى الثلاجة ريثما يجترح الحل.
وعليه، ستكون الحكومة من الآن وحتى أوائل الشهر القادم، كموعد متوقّع، قائمة على شلل، إذ سَيُصرف النظر عن ارسال دعوات لاجتماعها على أنّ يحتفظ الرئيس الحريري بصلاحياته وأنّ يلتزمَ الوزراء الحضور إلى وزاراتهم ضمن دوام العمل الرسمي وتصريف الاعمال الاساسيّة.
ومعنى ذلك أنّ على الوزراء والجميع اعتبار أن رئيس الحكومة "مُعتكف".
هذه الصيغة ستبقي الوضع مجمداً حتى اوائل العام الجديد، حسبما تظن أوساط متابعة. وتستند تلك الاوسط في ظنّها على عدة أمور منها:
- إنتظار بلورة شكل تسوية الحُكم الجديدة
- دخول عطلة الاعياد حيز التنفيذ
الامران أعلاه يصبان في خانة فرض "جمود سياسي" سيُتيح للمبادرة الفرنسية – المصرية أنّ تأخذَ وقتها.
وفيما لم يُعرف ما الذي سيطلبه الفرنسيون والمصريون، عُلم من مصادر ذات إطلاع وثيق، أنَّ الجهتين قدّمتا ضمنات للرّياض في أنّ يبقى الحريري ضمن السقف المقبول لناحية المطلب السعودي الواضح حول سياسة لبنان، ومقابل ذلك طلب الثنائي "ضمانات" من الرّياض بعدم التأثير أو الضغط على الحريري أو ابتزازه.
ويفهم أنَّ الحريري باتَ بالاستناد إلى الوقائع آنفة الذكر، موضوعٌ بعُهدة باريس التي تكفّلت تغطيته في الرّياض، وهذا ما يقلّل من امكانية ارتكابها "أي فعل غبي" لن يكون في مصلحتها بظل الوضع الراهن.
"الكفّ" السعودي السياسي قابله "كفٌ" آخر من النوع الشعبي، إذ تجمّهرَ مئات المواطنين في بيت الوسط لاستقبال الرئيس سعد الحريري. الحفل ظهرَ يشبه مهرجانات إستقبال الاسرى المحرّرين التي كانَ يقيمها حزب الله في الضاحية!
"الحريري" قرّرَ ردّ التحية بكلمة مقتضبة شدّد فيها على "الاستقرار" ثم نزلَ ليُشارك الحاضرين شخصياً، ما أكّد أنَّ تهمة "التهديدات الامنيّة" لم تكون سوى بالون منفوخ استغل في تسويق حالة الاستقالة.
ومع انجلاء الامور تدريجياً، ثَبُتَ بالوجه الشرعي، أنَّ التدوينات والتغريدات ومصدرها "أنصار الحريري"، والتي احتفلت وهنأت بسلامته عبر وسائل التواصل، ثم الاستقبال الحاشد الذي اُعدَ له، وطريقة لقاءه مع الرئيسين عون وبري وسلامه الحار على منْ حضرَ في قصر بعبدا للتهنئة بالاستقلال، بالاضافة إلى كلّ السلوك الذي حصل، لا يتلاءم بأي وجه من الأوجه مع ادعاء "الحرية" الذي تردّد أنَّ الحريري تنعّمَ بها خلال وجوده في السعوديّة.
فإذا كان الحريري حراً طليقاً كما قيل، وإذا ما كانت القناعة من الاستقالة متوفرة، فلما الحاجة إلى كلّ هذا الاحتفال واصطناع المواقف، ولما قام بالتخلي عن الاستقالة عند "ردّه الاجر" في بيروت؟؟ هنا تتمركز طبيعة الصفعة السعودية الثانية.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا