Beirut
16°
|
Homepage
من سيكون "الانتحاري" الذي سينقذ القوات؟
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | السبت 25 تشرين الثاني 2017 - 0:00

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

لم يحصل طوال التاريخ اللبناني الحديث الذي يُكتب بعد "الطائف"، أن راكم حزباً سياسياً خسارات كما راكمت "القوات اللبنانية". خسارة تلو الخسارة تحصدها منذ دخولها غمار "المقلع السياسي" عام 2005، وليس هناك من "انتحاري" يملك في يده اجتراح حل ينقذها من ما هي فيه ويوقف عجلة انزلاقها نحو المجهول!

يقول أحد السياسيين أنه لم يصدق أن حزباً شاباً كالقوات، يحاول أنّ يقدم نفسه على صورة الحداثة، يغرق الى هذا الحد في السيل الجارف، فهناك انحلال للثقافة السياسية والنظرة الاستراتيجية لديه، وبدل أنّ يعوّضها باشخاص ذات ثقل وشأن في التنظير السياسي المجدي لانتاج عقيدة سياسيّة تصلح للاستخدام، يوظف مجموعة من أصحاب الوجوه المفعمة بالتطرف السياسي الذين لا يمتلكون اوصافاً برغماتيّة أو حساً دبلوماسياً أو بعد نظر سياسي لقيادة حفنة من الناس فكيف أمّة؟!".


"بعد النظر" الذي يشير اليه السياسي، يصطلح وصفه على مصيبة القوات اليوم التي تأتي كنتيجة لسياسات بعض قومها، تحديداً على الخدوش التي اصابت العلاقة مع "المستقبل"، والتي باتت في أسوأ مراحلها، والسبب في ذلك هو انتفاء القراءة الواضحة والتسرع و "قلة الاخلاص" التي يتحدث عنها "المستقبليون" اليوم في العلن.

انعكس هذا الامر على الرئيس سعد الحريري الذي يشعر راهناً بكمية كبيرة من "الطعنات والخذلان" التي وجهت نحو ظهره اثناء وجوده في "الاحتجاز القسري" بالسعودية، رغم انه سلف الحلفاء الكثير.

يؤكد هذا الجو الكلام "المستقبلي الداخلي" الذي اطلقَ اوصافاً مثل "كتبت التقارير" و "المتآمرين" على من انقلبوا على الحريري، أما ما يعزز أكثر فقدان "الثقة" بين الجانبين، هو غياب أي تواصل مباشر بين الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات سمير جعجع، منذ آخر إتصال حصل في فرنسا.

وما كان ينقص "معراب" الا الكلام "الانفصالي" الذي جاء على لسان وزير الداخلية نهاد المشنوق، ومثل نقطة المياه التي افاضت الكوب، إذ أشار صراحةً إلى أنَّ "المرحلة الماضية تركت ندوباً في العلاقة .. وسبيل حلها هو الحوار".

كلام المشنوق يقرأ سياسياً على أنه "تجميد للعلاقة بين الجانبين حتى يصار الى اعادة ترتيبها" واعادة الترتيب هذه، وفق مصادر مستقبلية، "تمر من الحوار والحديث الصريح والبوح باسرار تلك المرحلة" ما يلتمس منه احلال ثقافة "كرسي الاعتراف" بدلاً عن ثقافة الثقة المتبادلة التي بنيت لاعوام.

ولا تخفي مصادر "التيار" أن أحداً في الوقت الحالي، يظهر استعداده أو أن يأخذ على نفسه الآن فتح هذا الباب، كون "الندوب" التي أشار اليها "المشنوق"، هي من "النوع العميق التي لا يشفيها عامل الوقت، بل تحتاج الى عملية جراحية لتجميلها" لتعود وتؤكد أن "الحلول دائماً موجودة".

على مستوى "القوّات" ثمة بحث عن الشخص المناسب الذي يحمل صفة "الانتحاري" والذي يستطيع ان يبلورة صورة معاكسة تقود الى جرّ الطرفين نحو "طاولة صراحة" تنهي تراكمات المرحلة القادمة وتقود العلاقة الى شيء من التوازن، لكن من هو هذا الشخص المختفي بين ثلّة من "المتطرّفين – السياسيين..؟"

"التريث" الذي انحسب ايضاً على العلاقة مع القوات، يظهر أنه سيطول حكومياً، إذ أن التسريبات الخارجة من الصالونات، تتحدث عن "جمود حكومي طويل" قد يذهب بـ"فترة التريّث" الى ما أبعد من مهلة الـ15 يوماً التي اشير اليها.

والسبب في ذلك، أن "الهندسة" التي يتوقّع اجراؤها على "بنية التسوية" التي تقود البلاد، بحاجة الى وقت لكي تخمر وتصبح صالحة للحكم مجدداً في المرحلة الثانية، وأن أمراً بنوياً من هذا النوع، لا بد أن يطبخ جيداً، كي لا تعود وتطل علينا اسباب السقوط مجدداً.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بعد خبر توقيف قاصر... توضيح من "لجنة أهل متوسطة عانوت" 9 خرج من الأنفاق... السنوار يتفقد غزة (صور) 5 "الجنون" يضرب نيسان... خنيصر يتحدّث عن أمرٍ نادر ويكشف "مفاجأة"! (فيديو) 1
"بهدف التستر"... الأقمار الصناعية تظهر ما قامت به إيران! 10 تشريح عقل جنبلاط وكشف ما في داخله... "دمار وخراب بانتظار اللبنانيين"! 6 سيناريو يهدد دولار الـ 89 ألف ليرة.. خبير اقتصادي يكشف عن الخطة المقبلة! 2
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 11 الأمور لم تعد تحتمل... "الخطر" يُحيط بـ "بلدة شمالية"! 7 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 3
"بسبب شائعة"... حرق منازل واعتداء على أقباط في مصر 12 "إنجاز هائل" لحزب الله... إعلام إسرائيلي يكشف! 8 حقيقة الخلاف بين باسيل وبعض نواب كتلته! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر