"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

يوم الخميس الماضي، تسلّم الرئيس السّوري بشار الاسد داخل قصر الشعب في دمشق، أوراق اعتماد سعد زخيا، سفيراً للجمهوريّة اللبنانيّة لدى سوريا، بحضور وزير الخارجيّة السّوري وليد المعلّم، ووزير شؤون رئاسة الجمهوريّة منصور عزّام، ليكون زخيا بهذه الخطوة، أوّل سفير عربي يعود الى دمشق بعد اندلاع الحرب في سوريا ومنذ إنهاء مهام السّفير السّابق، ميشال خوري عام 2013.

زخيا، الذي وقّع رئيس الحكومة سعد الحريري قرار تعيينه سفيراً، مُرسلاً ايّاه الى الحكومة السّورية التي ردّت بدورها بالمُوافقة، أعرب في تصريح صحافيّ عن مدى سروره لاستلامه مهامه في دمشق "في بلده وبين أهله"، مؤكّداً العمل لاجل مصلحة البلدين والشعبين، ومتوجّهاً بالشّكر لادارة المراسم والسّلطات السّورية على الاستقبال، بعدما تبادل أطراف الحديث مع الرئيس السّوري الذي تمنى له النجاح في مهامه.

وفي هذا السّياق، لفت مُستشار رئيس الجمهورية اللبنانيّة للشؤون الخارجيّة السفير السّابق ​​عبد الله بو حبيب، الى أنّ "هذه الخطوة مُهمّة جدّاً، فهي تأتي في اطار إقامة وتفعيل العلاقات الدبلوماسيّة من خلال تبادل السفارات، ما يؤكّد على استقلاليّة وسيادة كلّ من الدولتين".

وذكّر بأنّ "إقامة هذه العلاقات، كانت مطلباً لبنانيّاً بعد فترة من الخلافات والانقسامات والتوتّرات بشأن هذا الموضوع بين مؤيّد ومعارض له، لغاية استشهاد الرئيس رفيق الحريري، فكانت القمة التي جمعت الرئيسين بشار الاسد وميشال سليمان، والاتفاق على إقامة علاقات دبلوماسيّة بين البلدين، فالتحق السفير خوري بالسفارة اللبنانيّة في دمشق، كما جاء تعيين علي عبد الكريم علي كأوّل سفير سوري في لبنان".

وأوضح بو حبيب في حديث الى "ليبانون ديبايت"، أنّ "العلاقات الدبلوماسيّة بين الدول وتوافد البعثات الدبلوماسيّة الدائمة بناءً على الاتفاق المتبادل بينها، وتشمل مهام السفراء تمثيل الدول المُعتمدة لدى الدول المُعتمد لديها، التعرّف بكلّ الوسائل المشروعة على ظروف وتطوّر الاحداث في الدول المُعتمد لديها ونقلها من خلال عمل تقارير عن ذلك لحكومة الدول المُعتمدة، بالاضافة الى محاورة القضايا العالقة بين البلدين، ومساعدة رعايا بلده والوقوف على حالهم. هذه المهام وغيرها تأتي في اطار صلاحيّة السفير والتي ينفّذها ويطبّقها من دون تكليف من الحكومة المُمثّلة بوزارة الخارجيّة والمُغتربين".

أما بالنسبة الى لبنان وسوريا، رأى بو حبيب أنّ "هناك الكثير من القضايا العالقة بين البلدين، ولكن يطغى على غالبيّتها الطابع السياسيّ، وفي هذه الحالة لا يُمكن للسفير أن يبحث بها تلقائيّاً، وبمُبادرة فرديّة من دون أن يكون مُكلّفاً من وزارة الخارجيّة، وبناءً على تعليماتها".

وشدد على أنّ "ملفّ النّازحين السّوريين في لبنان لا يُمكن للسفير أن يبحث فيه من دون التكليف المُشار اليه، فلا يُمكنه أن يأخذ هذا الموضوع على عاتقه، ومن الصعب في الوقت الحالي أن يتمّ تكليف السفير اللبناني الجديد سعد زخيا بهذه المهمّة، ولا يمكن كذلك توقّع توقيت حصولها نظراً للديناميكيّة التي تعيشها المنطقة والاحداث والتطوّرات المُتسارعة".

واعتبر أنّ "من المهام التي تدخل ضمن عمل السفير ومن الصعب تنفيذها في الظروف الراهنة، هي تشجيع السياحة على صعيد البلدين وتبادل الزيارات، لأن الحالة الامنيّة غير مستقرّة في سوريا بشكل خاصّ، بغض النظر عن أنّ الزيارة عادةً بين البلدين لا تحتاج الى دعوة بشكل عامّ".