Beirut
16°
|
Homepage
"الحريري" يُطلّق بالثلاثة
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | الجمعة 01 كانون الأول 2017 - 0:00

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

بصرف النظر عن بعض المواقف "الرومانسيّة" التي يُطلقها الرئيس سعد الحريري بين الفينةِ والاخرى متقصّداً مغازلة السعوديّة، لكن خلف هذا الغزل أوجه غير سليمة وتدل قلّتها عن أنَّ الامور ليست على ما يُرام أو أقلّه لم تَعد كما السابق.

تمريره لمصطلح "سعودية" خلال مواقفه الثلاثة الاخيرة وتغييبه عن أخرى له قراءته الداخلية المرتبطة بتعزيز شروط التفاوض على طاولة الترتيبات المحلية التي ستقود حتماً نحو تدشين المرحلة الثانية من حكم الحريري الثاني.


لكنَ آخرون يعتبرون أنَّ الحريري لا زالَ في حضن المملكة، لكنّه يتمتّع بهامش أوسع من الحرّية ببركة "العباءة الفرنسية" التي دخلها مُنتشياً، ما سمح له بالتباين بنسبة محدودة لا تخرج عن السقف.

من أصل ستّة خطابات أدلى بها "الشيخ سعد" في مسافة لا تتجاوز الاسبوع بعد عودته، لم يأتِ على ذكر السعوديّة إلّا مرةً واحدة وذلك أمام وفد "دار الافتاء" الذي زاره مؤخراً لكي يبارك له "تحريره".. إذاً هناك مشكلة "غير طبيعية" تحصل.

الثابت في مدلولات هذا الامر، أنَّ العلاقة ليست جيدة بين الطرفين، أو أنَّ الجرح الذي احدثَ لا زالَ عميقاً ومعرّض للالتهاب.

حقيقةً المسألة أبعد من كونها جرح بين "زعيم وخلفيته"، بل تصل حدَّ التموضعات السياسية التي جعلت من الرئيس الحريري يقرأ في الكوب الممتلئ وليس من الفنجان الفارغ.

فبعد سنوات من دخوله الحقل السياسي، بات يعرف من أين تؤكل الكتف، ما يعني أنّه بات أدرى بدروب مصلحته أكثر من ذي قبل، وفهم (كما فهم والده الشهيد بعد حين)، أنّ الدخول في التركيبة اللبنانية يعني تقديم التنازلات المتبادلة، ولا يصلُح التربّع على عرش الزعامة مجاناً.

انطلاقاً من هنا بدأت ترتسم معالم تغيّر سياسة الرئيس سعد الحريري، بدءً من يوم اختياره السير بترشيح النائب سليمان فرنجية، وصولاً لتبني ترشيح العماد ميشال عون ثم وصول الاخير إلى رئاسة الجمهورية. مثل ذلك الطلاق الاوّل "الملطّف" بينه وبين الرياض.

بين الفعلتين تبدّل "الحريري" كثيراً وبات شخص "قابل للنقاش" ما حدا بجهات سياسية موضوعة ضمن خانة "المناوئة له سياسياً"، لركلجة سياساتها وضبط أوقاتها على ساعة "الحريري الزرقاء".

تراكمات كل ذلك اوصلت بالنتيجة إلى تدحرج رئيس الوزراء أكثر وأكثر نحو خندق حزب الله وحلفائه ما سرّع بالانقضاض عليه سعودياً. هنا لا نسمح لانفسنا بازالة أسباب أخرى للانقضاضة منها الشق المالي – الداخلي السعودي.

في النتيجة حصل ما حصل مع الحريري. التف عليه السعوديون بعد أن التمسوا شرودهُ عنهم وقاموا باحتجازه كي يعود إلى رشده، ثم "أكل" طعنة محلية من القريبين لم ينلها من أخصامه اللدودين، ما مثل طلاقاً ثانٍ مصحوباً برصاص متفجّر.

التمركزات السياسية التي حصلت خلال "أزمة الحريري" رسمت الطريق نحو اجراء تغيير في "العقل الحريري" أوصلَ للتفكير بضرورة اجراء هندسة في تركيبة التحالفات.

من كان يظن أنَّ الحريري سيقول يوماً أنه "يصدق نصراللّه" (نعم أصدقه – قالها خلال مقابلة مع cnews الفرنسيّة) أو يعترف بأنَّ "حزب الله لديه أسلحة لكنه لا يستخدمها في الداخل" (وفقاً لما صرّح لمجلة باري ماتش الفرنسيّة). جاء كل ذلك في أوج النزاع السعودي مع حزب الله!

يتقاطع ذلك مع الاسلوب الجديد الذي يعتمده الحريري في علاقته مع الحلفاء القدامى. فمثلاً، سُرّب أنَّ الحريري أعلن خلال الجلسة الاخيرة لكتلة المستقبل، أنّه "بصدد التحالف مع التيار الوطني الحر حصراً"، ما يعني اختيار شريكه المسيحي الضروري في أي تحالف.

وطبعاً، لا تجوز المزاوجة بين حليفين مسيحيين من نفس التوجه. فيفهم أنّ الحريري بدّل توجهاته من معراب إلى الرابية.

وفي الرحلة إلى الرابية لا بد لهُ من أنّ يمرَّ في الضاحية الجنوبية، مباركٌ بسيارة خبرت الطرقات نحو عين التينة جيداً. وعليه، تصبح الطبخة واضحة.

ما يوحي بكل ذلك، أنَّ تعامل الرئيس سعد الحريري مع الدكتور سمير جعجع مختلف عن السابق بنحو 180 درجة. لم يتلقَ اتصال تهنئة بعد وصوله إلى بيروت من "الحكيم"، ولم يبادر للاتصال به.. بل سادَ الهرج والمرج في العلاقة بين "التيّارين السياسيين".

ولا بد أنّ يتمخضَ عن ذلك تموضعات جديدة بدأت تظهر معالمها في الافق، فتبدل قناعات الحريري نحو السعودية ثم ابتعاده عن "جعجع" وملاطفة حزب الله بمواقف "شاعرية"، يخدمان فكرة التقرب من "الحزب" واجراء اعادة تموضع سياسية شبيهة بتلك الذي نفّذها الرئيس الشهيد رفيق الحريري نحو حزب الله عام 1996.. ما مثل الطلاق الثالث الذي يُكافح المتضرّرين أن لا يكون خلعياً.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
الإستماع إلى نانسي عجرم بإشارة القاضي عقيقي! 9 خرجوا عن الطاعة.. أم كبش محرقة جديد؟ 5 "معلومات عن هبوط طائرة إسرائيلية في مطار بيروت".. تقرير يكشف الحقيقة "الكاملة"! 1
التيار والسعودية 10 جثة "مقطّعة" في هذه المنطقة! 6 مخالفة دينية في قرية بقاعية! 2
يُرجّح أنه لبناني... معلومات عن طاعن الكاهن العراقي بأستراليا (فيديو) 11 مستجدات جريمة العزونية ...ما علاقة الزوجة السابقة؟ 7 بعد إتصال تلقتّه ابنة شقيقته... ما مستجدات جريمة العزونية؟! 3
لقاء الصدفة 12 "سريٌ حتى التنفيذ"... معلوماتٌ عن موعد الرد الاسرائيلي! 8 جريمة قتل في العزونية بتوقيع سوري... والأمور قد تخرج عن السيطرة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر