"ليبانون ديبايت":

هل تحول مشروع تأهيل ساحة ساسين الى مشروع صراع بين عائلة ساسين وعائلة الجميل وبالتالي بين المطران الياس عودة والنائب نديم الجميل وبين الارثودكس والموارنة في الاشرفية مما يذكرنا بالاشكال الذي حصل بعد رفض المطران عودة تغيير اسم شارع مار متر الى شارع بشير الجميل . ولقد بدأ الاشكال بعد ان جال النائب الجميل على المرجعيات الحزبية ليقدم وليسوق مشروع تأهيل ساحة بشير جميل – ساحة ساسين حيث يقع النصاب التذكيري للرئيس الراحل. تضاعفت الحساسية التقليدية القائمة على الملكية الرمزية والمعنوية لهذه الساحة بين الفريقين، أي ساسين-المطرانية و الجميل-الكتائب بعد ان جال النائب نديم الجميل على المرجعيات الحزبية حاملا مشروع التأهيل والتوسيع المدروس من قبل مستشارين مكلفين من بلدية بيروت دون مشاركة الأطراف الأخرى المعنية.

واعترضت عائلة ساسين على هذا المشروع بعد ان اكتشفت ان المهندس المعماري (الماروني) الذي طور المشروع بصيغته النهائية كان قد اختير من النائب الجميل و بالتالي تغيرت الصيغة الاساسية لمشروع التوسيع الذي قدم أساسا من المهندس نزيه طالب (الارثودكسي) الى الراحل ميشال ساسين و المرجعيات ونواب المنطقة والذي كان لقى قبولا منهم. وبعد ان اكتشفت عائلة ساسين التعديلات على المشروع الأساسي وتغيير المهندس المعماري المشهور الذي كان قدم عمله مجانا اعترضت عائلة ساسين وجالت بدورها على مرجعيات المنطقة لتسجيل أسباب اعتراضهم وطلب اجراء تعديلات جزرية على المشروع الذي جال به الجميل.

جرى اجتماع طارىء في مطرانية الروم الارثودكس شارك فيه المطران عودة وعائلة ساسين وبعض أعضاء البلدية طالبوا فيه العودة الى مشروع نزيه طالب . كما جرى اجتماع في المجلس البلدي بحضور رئيس المجلس البلدي وعائلة ساسين شرح فيه المهندس المعماري المكلف تفاصيل المشروع كما شارك في الاجتماع على طلب ساسين وعيتاني الوزير ميشال فرعون الكاتوليكي "الجامع" بمحاولة تكليفه بوساطة لتقريب وجهات النظر كونه كان تابع المشروع الأساسي للمهندس "طالب" صاحب الفكرة الأساسية قبل التغيير الذي حصل. واتصل الوزير نيقولا تويني بالاطراف عارضا المساعدة لحل الاشكال.

وبعد تجميد المشروع بدأت إشكالات على اكثر من صعيد في المجلس البلدي وخارجه حول أسباب "تملك" للنائب نديم الجميل للمشروع بدل مشاركة اطراف أخرى تابعته منذ البداية بالإضافة الى تغييره مع امتعاض المطران وعائلة ساسين المبدئي كما احرج عيتاني نظرا لتطور خلاف مذهبي-تقني بين اطراف مشاركة في المجلس وذلك بعد ان اعلن المشروع. ويتم حاليا مراجعة الدراسة بحثا عن اتفاق وإخراج يؤمن اطلاقه مع عودته الى كل أصحاب الفكرة الأساسية وإعلان جديد بصيغة متفق عليها يشارك فيه الجميع مع الحفاظ على "ارثودكسية" الساحة باشكال سياسي-مذهبي يعود الى عقود...