Beirut
16°
|
Homepage
لهذه الأسباب تجرّأ ترامب على نقل السفارة
ريتا الجمّال | المصدر: ليبانون ديبايت | السبت 09 كانون الأول 2017 - 0:00

"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

منذ اليوم الأوّل على اعلان رجل الاعمال البليونير دونالد ترامب، ترشّحه رسميّاً للانتخابات الرئاسيّة الاميركيّة، وهو يتعرّض لمَوجة من الحملات المُعارضة لتطرّفه وخطاباته العنصريّة ولا سيّما ضدّ العالم العربي والاسلامي المُتشدّد بشكل خاصّ، بيد أنّ مواقفه هذه لم تقف حائلاً أمام وصوله الى البيت الابيض.

خطابات ترامب التي رافقت حملته وجولاته الانتخابيّة، كانت بغالبيتها تصبّ في ادانة السياسة الخارجيّة والاقتصاديّة لبلاده، وضرورة العمل على اصلاح التدهور الاميركي، تحت عنوان "إعادة العظمة الأميركيّة مُجدّداً". فيما أثارت تصريحاته حول المُسلمين الكثير من الجدل طوال معركة الرئاسة وبعد اعلان "النصر"، الا أنّ هذا "الكره الكبير" لم يحل دون تأسيس علاقة قويّة مع المملكة العربيّة السعوديّة، قائمة على المشاريع والاتفاقات المشتركة على الاصعد كافةً، هي التي وصفها عام 2016 بـ"بالبقرة الحلوب، وقلّل من شأنها في الأجندة الخارجيّة الأميركيّة.


انطلاقاً من هذه الوقائع الصريحة والعلنيّة، اعتبرت أوساط دبلوماسيّة، أنّ "اعتراف الرئيس الاميركي بالقدس عاصمة لاسرائيل، وتوقيعه وثيقة لنقل السفارة الاميركيّة من تل أبيب الى القدس، ليس بالامر المُستغرب أو المُفاجئ، فهو يعبّد الطريق لاصدار هذا القرار منذ فترة طويلة، وسبق أن قام بتأجيل هذه الخطوة في شهر حزيران. كما أنّ ترامب هو "أعظم صديق لإسرائيل" بحسب قول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. لذا كان على العرب والغرب توقّع حصول مثل هذه الخطوة، ومواجهتها قبل دخولها حيّز التنفيذ، بيد أنّ الملف الفلسطيني لا يعدو كونه مجرّد شعارات ومواقف كلاميّة بالنسبة الى الدول العربيّة لم تصل يوماً الى حدّ العمل الجديّ والتحرّك الفعليّ".

وكشفت الأوساط عن أنّ "ترامب يُدرك تماماً أنّ قراره هذا، سيُغضب الخارج، وسيُؤدي الى زعزعة العلاقات مع العالم العربي والاسلامي. لكنّه يرغب في ارضاء المسيحيّين الانجيليّين والمُتشدّدين، وتنفيذ الوعود التي كان قد قطعها لهم، على اعتبار أنّ لهؤلاء الفضل الاكبر في فوزه بالانتخابات الرئاسيّة، ما حتّم عليه الاقدام على هذه الخطوة على الرغم من اختلاف وجهات النظر حولها داخل البيت الابيض وتحديداً مع وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس، المُعارضان الابرز على القرار والمُتخوّفان من تداعياته السلبيّة". وأشارت الى أنّ "مُقرّبين كُثر من ترامب كان لهم تأثيراً على قرار نقل السفارة، ومن ابرزهم صهره جاريد كوشنر الذي يعرف عنه بأنه يهوديّ مُتعصّب".

ورأت الاوساط أنّ "ترامب أراد ايضاً أن يدخل التّاريخ كأوّل رئيس أميركي يوقّع وثيقة نقل السفارة الاميركيّة الى القدس، بعكس الرؤساء السّابقين الذين تطرّقوا كثيراً الى اعلان القدس عاصمة اسرائيل وامكان نقل السفارة بيد أنّ أحداً لم يتجرّأ على التنفيذ الرسميّ والميدانيّ. ويعود السبب الى أنّ الولايات المتحدّة كانت تعمل في الحقبات والعهود الماضية على بناء أفضل العلاقات مع العالم العربي، من باب الحصول على الطّاقة والنفط. فكانت مصلحتها تصبّ في هذا الاتجاه، الامر الذي منع الرؤساء الاميركيّين من القيام بأية خطوة من شأنها أن تُهدّد سلامة العلاقات، بيد أن الوضع اختلف في عهد الرئيس باراك اوباما، وتغيّر جذريّاً في ولاية ترامب".

وفقاً لهذه الاسباب، لفتت الاوساط الى أنّ "أميركا لم تعُد بحاجة الى العالم العربي والاسلامي، فهي باتت تُصدّر وتُنتج الطاقة والغاز المُسيل، ما يفسح أمامها المجال لتنفيذ طموحاتها في المنطقة، وقراره اليوم سيؤدي الى صراع اميركي عربي وسيضرب العلاقات، ولا سيّما بعدما وافقت المحكمة الأميركيّة العليا على التطبيق الكامل للمرسوم الذي وقّعه ترامب والذي يقضي بحظر دخول مواطني 6 دول مُسلمة إلى الولايات المتحدة".

وأشارت الى أنّ "ترامب لم يعد بإمكانه ان يتولّى دور الوسيط في مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، لأنه أصبح اليوم طرفاً مُنحازاً لإسرائيل، ما يُحتّم ايجاد البديل وبسرعة جدّاً". ورأت أنّه "حان الوقت للدول العربيّة أن تتحدّ فعليّاً في هذا الملف، وتعيد النظر بعلاقتها مع ترامب بعد خطوته هذه، ولا سيّما تلك التي تتباهى بالتنسيق معه ما يضعها في دائرة الشكّ حول علمها بقرار الرئيس الاميركي نقل السفارة".

وتتوالى ردود الفعل الغاضبة والرافضة لاعلان ترامب، عربيّاً وأوروبيّاً، ودوليّاً، وترى بغالبيتها أنّ القرار يضع اسرائيل في حالة حرب، وسيُعرّض أميركا لاهتزازات امنيّة، اذ إن هناك أعداد كبيرة من المٌسلمين المٌتشدّدين المُقيمين في الولايات المُتحدّة وقد يتحرّكوا في أيّة لحظة. ومن شأنه أيضاً، أن يرفع من حدّة الاشتباكات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، التي وسط نداء لانتفاضة كبيرة، ولا شكّ أنّه سيُحدث تغييرات كثيرة على مستوى المنطقة ومن ضمنها لبنان.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
ابن الـ 24 عاماً يُفجع زغرتا! 9 تصلّبٌ مفاجئ! 5 "الجنون" يضرب نيسان... خنيصر يتحدّث عن أمرٍ نادر ويكشف "مفاجأة"! (فيديو) 1
ابن الـ12 عاماً يروج المخدرات... ماذا جرى في إحدى مدارس لبنان؟ (فيديو) 10 بشأن تسديد الفاتورة سواء بالدولار أو الليرة... بيان من "كهرباء لبنان"! 6 سرقة أسلحة وذخائر من إحدى فصائل قوى الأمن… حاميها حراميها 2
سيناريو يهدد دولار الـ 89 ألف ليرة.. خبير اقتصادي يكشف معلومات مهمة عن الخطة المقبلة! 11 بسبب الإيجار... إقتحمت وابنها منزلاً وقتلا إثنين! (فيديو) 7 سعر ربطة الخبز إلى ارتفاع كبير... كم سيبلغ؟! 3
"القادم خطير جداً"... العريضي يتحدّث عن "زحطة" كبيرة للقوات! 12 طارد مواطن بهدف سلبه عند أنفاق المطار... هل وقعتم ضحيّة أعماله؟ 8 "حربٌ أهلية"... هذا ما تنبّأ به ماسك! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر