Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
"الاختراق الناعم للبنان".. داعش بـ"رايات بيضاء"
عبدالله قمح
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الاثنين
11
كانون الأول
2017
-
0:57
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
قبل أن تنتهي "غرفة العمليات الروسية" من إعلان نهاية تنظيم "داعش" في سوريا وأنه لم يعد يُسيطر على أيّة قرية، كان في شمال غرب محافظة كركوك العراقيّة ينشأ تنظيم موازٍ لاصحاب "الرّايات السود" يَتخذ من "الرّايات البيضاء" شعاراً له.
وبينما لم يستطيع أحد التكهّن بشكل التنظيم الجديد لنذرة المعلومات الامنيّة حوله، لكن ما توفّر منها يؤكّد وجود صِلات تشابه بين التنظيمين واسلوبهما وافكارهما، ما حدا بامنيون للاعتقاد أنَّ "المتشددون الجدد" ليسوا إلّا امتداداً لاسلافهم في "دولة الخلافة" ولكن ضمن إطار وشكل جديدين.
في هذا الوقت، كانت الرّوايات تتوارد من شرق سوريا وتشير إلى تسرّب الارهابيين خارج حدود المنطقة، وما عزز من هذه الاقاويل أنَّ أعداد القتلى التي اُحصيت بعد إنتهاء المعارك هناك، كانت أقلّ بكثير من أعداد المقاتلين الذين قيلَ أنّهم متواجدين في المنطقة الذين حُكِيَ عنهم الكثير، ما أظهرَ وجود قطبة مخفيّة.
وما عزّزَ فرضية التسرّب، هو تقاطع معلومات أمنيّة جرى تسويقها، -روسيّة بشكلٍ أساس-، مسنودة على معطيات، تشير إلى قيام الطائرات الاميركيّة بسحب قياديين من "داعش" من دير الزور والبوكمال والرقة قبل سقوطها، وأخرى تتحدث عن تفشي بقايا المسلحين في دول الجوار بعد انتقالهم من معاقلهم بشكل متخفٍ، فذهب البعض حد الاعتقاد أنَّ هؤلاء ليسوا إلّا عُملاء زرعتهم وكالة الاستخبارات المركزيّة في جسد التنظيم.
يتضح إذاً أنَّ "داعش" كان مخروق أمنياً، وهذا ما يفسر طبيعة عمله في مناطق محددة دون غيرها ووفق أجندة مرسومة بعناية، وهذا يؤكّد أنّه لم يكن سوى "شركة مساهمة" اُنشأت بهدف تنفيذ أجندات امنية متصلة بمصالح الدول المشغّلة، ومع انتفاء الحاجة اختفت العناصر تلقائياً بطريقة سريعة تماماً كظهورها.
الحديث عن تسرّب "الدواعش" ليس وليدَ اشاعات بلّ مُثبّت في قواميس المسؤولين، فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرّح مؤخراً عن معلومات تقول أنَّ "عناصر داعش في الرقة انتقلوا إلى سيناء المصريّة". ولكون المعلومات نطق بها رئيس دولة، يُفهم أنّه يستند على معلومات استخباراتيّة وصلته، لكن من أوصلهم إلى سيناء؟!
يقودنا السؤل إلى جواب واضح: "الذي كان يصعد بقادة الدواعش ليلاً إلى طائراته قد يكون هو من أوصلهم!"
ومع بدء تداول أنباء "نشوء التنظيم الجديد" يعزّز الظن من أنَّ نقل المسلحين الهدف منه إعادة استثمارهم ضمن شكل جديد وفي مناطق جديدة، وهذا ينسحب على لبنان أيضاً.
وحيث لا معلومات مثبّتة هنا تقول بتسرّب "دواعش" إلى الداخل اللبناني، لكن هذه الفرضية موجودة، وما يدعم وجودها هو توقيف متورطين مع "داعش" في منطقة شمال لبنان مؤخراً، اكدت اعترافاتهم الاوليّة أنهم عملوا على خط نقل "دواعش" من شرق سوريا إلى لبنان "بطرق ما" وهؤلاء إستقروا بمناطق حواضن أمنيّة رخوة كالمخيّمات الفلسطينيّة مثلاً.
واللافت، أنَّ من دخل البلاد مؤخراً، هم مسلّحون من غير التقليديين، أي من أصحاب الاحترافية التقاليّة - اللوجستيّة، ما قد يترتب على وجودهم أو تسرّبهم إلى الداخلاللبناني انعكاسات غير محمودة.
لكن المصادر الامنيّة اللبنانيّة تشدد على أنّها "في أعلى درجات الحيطة والحذر، وهي مستمرّة في حربها الوقائية الاستباقيّة" والتي أدّت إلى "تمزيق الخلايا النشطة في الداخل عبر توجيه ضرباتٍ مباشرة على الراس افقدتها توازنها وعناصر قواتها وجعلت من خططها التنفيذيّة عقيمة".
وثمة أحاديث أمنيّة تشير بوضوح إلى إختيار "رُعاة داعش" سلوك درب إستراتيجية "الاختراق الناعم" التي تؤسس لتغلغل هادئ في الكيانات الضيّقة ذات الوضع الامني المُهتز أو تلك التي يمكن الاستفادة منها بتاسيس أمني ما يخدم المصالح الجديدة للمشغلين.
وهذا التسريب يتناسب مع طبيعة لبنان وطبيعة المهمة الوظيفيّة التي ستكول إلى هؤلاء، إذ يتبين أنَّ جزءً من الارهابيين الذين دخلوا لبنان مؤخراً مختصين بعمليات إغتيال على وجه الخصوص.
وقد نشط هذا التسرّب منذ سقوط الموصل، وتعاظم حينما إقترب "الحلفاء" من قواعد التنظيم العسكريّة - الامنيّة في الرقة - دير الزور - البوكمال، فارتفعت مستويات هذا التسرّب.
وظهر أيضاً بعد هذه الفترة، أنَّ ثمّةَ تغييرات طرأت على "عقل داعش العسكري والامني" خَلص إلى إتّباع تكتيكات جديدة، ما أوصى بتعديل الذهنيّة الامنيّة في التعاطي مع الواقع المُستجد.
وهذا إتضحَ من خلال الاصدار المرئي الأخير الذي بُثَ عبر الانترنت وكان من حيث "القيمة" مختلف عن ما ساد في اصدارات التنظيم السابقة، وقرأ على أنّه إعلان واضح عن "التكتيك" الجديد الذي سيعتمده التنظيم أو شقيقه الوليد ذو الرايات البيضاء".
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا