"ليبانون ديبايت"

لا تنظر القوات اللبنانية بارتياح واطمئنان إلى البيان الحكومي حول النأي بالنفس، وهو إن كان يلاقي تطلعاتها في شقّه البياني إلا أن ما يقلقها هو الشق العملاني منه، للأمر أسبابه كما يقول مصدر قواتي، فالتجارب السابقة لا تبشّر والخروقات الفورية للبيان لا تؤشّر إلى إلتزام حزب الله بموجباته.

يبدي المصدر رغبته وأمله في رؤية تغيير بالتعاطي من حزب الله تجاه الدولة، ولكنه يؤكد أن القوات لن تقف مكتوفة الأيدي ومكفوفة الأعين، وهي تسجّل الخروقات، وسوف تطرحها وتحمّل الأطراف مسؤولياتهم في ضمان التقيّد بوعود العودة عن الإستقالة وهي غير مستعدة لتكون شاهد زور أو غير مبالية حيال الأحداث والتطنيش، طالما القاضي راضي، فما كان يجوز قبل إستقالة الرابع من تشرين الثاني لم يعد جائزاً بعد الخامس من كانون الأول، وهي إذ تضع ما حدث في عوكر من أعمال شغب في خانة تحدي الدولة، ولكنها تبدي قلقها وخشيتها من مواقف ترتبط مباشرة بحزب الله، منها على سبيل المثال لا الحصر:

-تصريح الشيخ نعيم قاسم من طهران بعد ساعات على إعلان البيان الحكومي.

-الجولة المسلّحة لأمين عام "عصائب أهل الحق" الشيخ قيس الخزعلي في المناطق الحدودية.

-الفيديو المسرّب لعناصر مسلّحة عراقية وأفغانية من "سرايا السلام" في الجنوب اللبناني بما يتطابق مع تهديد حزب الله باستقدام مئات آلاف العناصر الإسلامية.

يعتبر المصدر القواتي هذه التصرفات خرقاً مقصوداً وغير مسبوقاً للنأي بالنفس ويرمي إلى توجيه رسائل لمن يعنيهم الأمر أن لا يخدعوا أنفسهم بإمكانية النأي بالنفس، فالمشروع الذي يتبع له حزب الله لا إعتبار فيه للدولة اللبنانية ومؤسساتها ولا لمصلحة اللبنانيين، والأخطر هو في خرق القرارات الدولية وأبرزها القرار 1701 الذي يمنع دخول عناصر غير لبنانية إلى منطقة عمليات قوات الأمم المتحدة فضلاً عن عدم وجود عناصر لبنانية مسلّحة، ويخشى المصدر أن يكون ما تسريبه هو عيّنة بسيطة عما يجري فوق وتحت الأرض من سياحة دينية وعسكرية لا تجعلها الأراكيل سياحة ترفيهية.