Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
أنا مَقدِسي إذًا أنا موجود
روني الفا
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الثلاثاء
12
كانون الأول
2017
-
9:11
"ليبانون ديبايت" - روني ألفا
يحدثُ أن نُسأَلَ أحياناً وبإصرارٍ لا يَخلو من الصلافةِ، عن سببِ دفاعِنا المستَميتِ عن القدس، وَنَحْنُ اللبنانيينَ لسنا من فلسطين.
ويعيِّرُنا بَعْضُهُمْ إذ يَقُولُ أنَّ لبنانَ شبِعَ الى حَدِّ التُّخمَةِ من الدّفاعِ عن فلسطين، وقد آنَ أوانُ العرب وَلَو نَدَروا، ليتسلّموا شعلةَ النِّضالِ نيابَةً عنّا علّنا نستريحُ ونحطُّ رحالَنا في جُزُرِ النأيِ بالنفس ونتشمّسُ باللامبالاة ونتحمَّمُ بأنهرٍ مِن عدمِ إنحياز.
ونُجيبُ أن قضيَّةَ القدسِ لَيْسَت قضيةَ عاصمةٍ أو أرضٍ أو شعبٍ بل هي قضيّةُ الله بكل أقانيمه وتجلياته.
أن تكونَ لبنانياً موجوعاً من جرح القدس فهذه قيمةٌ مضافةٌ لكنها ليسَت شرطاً، إنما الشرطُ الملزمُ أن تكونَ إنساناً.
القدسُ ليست قضيةً سياسيةً بل قضية إنسانية، وتكونُ إنسانيةُ الانسان منتقصةً إن هو صنّفها قضيةً سياسية.
العديد من اللبنانيين يخلطون في باطن وعيهم الجماعي بين منظمة وكتيبة وفرقة وحزب فلسطيني من جهة، وبين فلسطين من جهةٍ أُخرى، فتقومُ عصبيّاتُهُم باغتيال الوطن الفلسطيني، وقلائل هم أولئكَ الذين يَرَوْن القضيّةَ خارِجَ المَحاوِرِ وإيديولوجيات التنوير الحزبية بمختلف حماقاتها.
كان ديكارت يَقُولُ "أنا أفكِّر إذاً أنا موجود"، ويصحُّ الْيَوْمَ أن نقول " أنا مقدسيٌ إذاً أنا موجود".
بالطبع يُمْكِنُ القول "أنا لبنانيٌّ إذاً أنا موجود" ولكن مع رزمةٍ من الطوائفِ المتفجّرَةِ كرمّانات منسيّة على خطوطَ تماسٍ سابقةٍ مرشّحةٍ لجائزةِ أسرعِ تحوّلٍ الى خطوطِ تماسٍ راهِنة...
بالطبع يُمْكِنُ الإعتداد بانتماء لبناني صِرف مع الكثير من أغصان الأرز للزينة والبركة والتمويه، لكن طالما أن وجودكَ غيرُ "مَقدِسيّ" فإنك ستبقى منتقصَ الإيمانِ والعقيدةِ أي منتقصَ الوجودِ من حيثُ أنك إنسان.
من هذه البقعة الضوئية تَكُونُ لبنانيَّتُنا مكتملةً مع فلسطين،بدليلِ مئات آلاف الصلبان الخضراء الموشومة فوق مئات آلاف المَعاصِم والشرايين والأورِدة والمذيَّلة بتواريخِ الحج الى الآب والإبن والروح القدس.
صلبانٌ تؤرّخُ على الأيدي هويّةَ الحجَّ الى القدس هِيَ أسمَى وأَبقى من الحَجِّ الى هوياتنا البيومتريَّة التي تؤكّد تحدُّرَنا من بيروت أو من ضواحيها.
لهذا السبب يصحُّ أن نعتبرَ بيروتَ عاصمَتَنا الوطنية وأن نطَوِّبَ القدس عاصِمَتَنا الإنسانيَّة.
فلنَكُفَّ إذاً عَن رؤيةِ القدس من زاوية لبنانية صرفة، وعندما نكفُّ عن ذلك نتيقّنُ أنَّ ما اعتبرناهُ واجِباً قمنا به وَكَفَى، ليسَ سِوى أوّل المِشوار في غابَةِ البحث عن فلسطين وأوّل النِّضالِ في البحثِ عن مدينةٍ تخلّفنا عن تَطويبِها، مدينةٌ تنتظِرُ منّا مزاراً في كل أزقّةِ ضمائِرِنا يحمينا من غرورِنا القومي المزيَّف ويعيدُنا الى إنسانيَّتِنا ومقدسيَّتِنا ويُصالِحُنا مع الله.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا