Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
استراتيجية اسرائيل لتدمير حزب الله
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الاربعاء
13
كانون الأول
2017
-
0:00
ترجمة "ليبانون ديبايت":
نشر معهد هدسون الأميركي للدراسات، تقريراً حول كيفيّة تدمير "حزب الله"، إذ تطرّق القائم بالأعمال الإدارية في القوّات البحريّة الاميركيّة سيث كروبسي الى أهمّ النقاط والطرق والاسباب التي تنهي برأيه وجود الحزب.
1ــ من الناحية الاستراتيجيّة والجيو ــ سياسيّة والايدولوجيّة: اسرائيل - "حزب اللّه":
في وقت مبكر من شهر تشرين الثاني، تقدّم رئيس الحكومة اللبنانيّة سعد الحريري، باستقالته خلال زيارته السعوديّة، بسبب وجود خطر يهدّد حياته، مصدره الجماعات الارهابيّة، من بينهم "حزب اللّه"، الذي يشكّل مصدر قلق ايضاً للحكومة والشعب اللبنانيّ. فتحوّلت الصورة عندها الى اخرى ضبابيّة، في حين تبقى الحقيقة الواضحة منذ سنوات، تتمثّل في وجود دويلة داخل الدولة هي من أكبر الاحزاب وأخطرها في لبنان. من هنا اعتبرت استقالة الحريري تمهيداً لخطوة نحو اندلاع الحرب.
في شهر اذار الماضي، ذكرت بعض التقارير أن إيران تقوم ببناء منشآت للصواريخ في لبنان لدعم "حزب اللّه"، الذي يعدّ منظمّة ارهابيّة. بينما يعتبر هذا الاخير الخصم الاساسي لإسرائيل، التي خاضت آخر معركة لها ضدّه عام 2006، في خطوة لم تنجح في تقليص دعم الحكومة اللبنانيّة لـ"حزب اللّه"، وحلّ هذه المنظمة الارهابيّة التي تشكّل تهديداً أمنيّاً مستمرّاً للبلد، وفقاً للدراسة ذاتها.
منذ ذلك الحين، عقدت شبه هدنة بين إسرائيل و"حزب اللّه"، مبنية على شروط وضعت منها عدم إقدام الحزب على خطف عناصر من الجيش الاسرائيلي، وايقاف شنّ الغارات. في حين وجّه "حزب اللّه" قوّته العسكريّة منذ عام 2011 الى سوريا لدعم نظام الرئيس السّوري بشّار الاسد، الامر الذي أبعد أنظاره بعض الشيء عن اسرائيل، في الوقت الذي تابعت فيه إيران بناء منشآت الصواريخ بطرق جديدة وممرّات طاولت العراق وسوريا، لبناء مشروع قوّة ونفوذ كبير في الشرق الاوسط. في المقابل، عمدت اسرائيل الى شنّ غارات متقطّعة على مواقع تابعة لإيران و"حزب اللّه" في سوريا.
من جهّة اخرى، يخوض "حزب اللّه" حرباً جديدة، إذ إن نفوذ "داعش" الميداني زال مع نهاية عام 2017، فيما باقي التنظيمات غير الكرديّة السورية، لم تعد تشكّل خطراً على نظام الاسد. أما لناحية الاكراد فسيلتزمون بالحملات نفسها ضدّ "أخواتهم" في العراق، في تصرّف لن ترغب روسيا وإيران بالدخول فيه منعاً لحصول اي نزاع مباشر مع الولايات المتحدة.
وأشار كروبسي في تقريره الى أنّ "انتهاء الحرب في سوريا لن يوقف أهداف ايران الجيو - سياسيّة الهجوميّة، من دون ان ننسى ان اسرائيل قبل عام 2011 كانت تعتبر ايران هدفها الاساسيّ.
طهران بدورها، كانت تعمل على اقامة الهلال الشيعي، الذي يمتدّ من حدودها الى العراق وسوريا، وصولاً الى السّاحل اللبنانيّ والحدود البحريّة، إذ كانت تسعى الى إخراج اميركا من منطقة الشرق الاوسط، لتحلّ روسيا على الحدود البحريّة. بيد أنّ الطموح الايراني توسّع كثيراً وبات يهدف الى اقامة امبراطوريّة ايرانيّة رايتها الهلال الشيعي. في حين شكّلت الولايات المتحدة عائقاً أمام بلوغ هذا الهدف، ما دفعها الى نشر القوات البحرية على طول الخليج العربي، لإيقاف التهديد الايراني خصوصاً عند مضيق هرمز النفطيّ وسط انتشار متزامن للقوات الجويّة. ومع ذلك، فإنّ اعداء إيران اي السعوديّة واسرائيل، هم داخل حسابات إيران الاستراتيجية، ما يدفعها الى خوض تحرّكات فوريّة.
وبغض النظر عن التهديد العسكري الذي يشكله التحالف السعودي في ايقاف القوة الايرانيّة، وفقاً للباحث، فإن اسرائيل تشكل تحد لناحية الحدود الامر الذي أشعل الكثير من الحروب مع العرب في مراحل سابقة. مع العلم أنّ الاقتصاد الاسرائيلي هو الافضل في الشرق الاوسط، ويمكنها تحقيق 300 بليون دولار في إجمال الإنتاج المحلي و$34,000 من هذا الإجمالي من دون الثروة النفطيّة، كما انها موضوعة في الصفوف الاماميّة في المجال التكنولوجي ولديها صلة وصل مع الولايات المتحدة للحصول على دعم عسكري. كما ان إسرائيل تمتلك اسلحة نووية، وقدرة على اقامة ضربات ثنائية مباشرة مقارنة مع الوضع غير المستقر في الخليج العربي سواء اقتصاديا او عسكرياً، ما يجعل اسرائيل الخطر الاكبر والتهديد الاول، وهذا يحتم على إيران التي لديها مشروعاً توسعياً في المنطقة ان تلحق الهزيمة بالدولة اليهوديّة.
في المقابل، يدرك حزب الله هذه الارقام وتفاصيل هذه المعلومات، ونشاط اسرائيل على الحدود الشمالية مع لبنان، إذ انه القوة الوحيدة التي واجهتها اسرائيل وشنت معارك ضدها، منذ ان بات الحزب يمتلك قاعدة عسكرية وسياسية كبيرة في لبنان مع تأسيسه عام 1980.
وتعلم إيران انها لا يمكنها غزو اسرائيل او ان تتحدى الجيش الاسرائيلي، مثلما فعلت منظمة التحرير الفلسطينية عام 1982، وكانت النتائج كارثية، في حين يمكنها ان تستخدم قوة المشاة بطرق غير شرعية لإيقاف التطور التكنولوجي عند الجيش الاسرائيلي، والغاء مفاعيل مزايا اسرائيل لناحية الطاقة وغيرها، وهذا ما يسمح لحزب الله بإطلاق الصواريخ على الاهداف البشرية في جميع انحاء اسرائيل.
المخابرات الإسرائيلية تدرك تماماً أنّ حزب الله يملك أكثر من 150000 صاروخ ومنشآت متفاوتة النطاق، قبل الدخول في اي نزاع مستقبلي، وله ان يطلق بمعدل ألف صاروخ في اليوم. في حين يعمل "حزب الله" على توسيع قدراته البحرية. اليوم، ليست فقط السفن الحربية مهددة في اسرائيل وانما ايضاً اي تطوّر ممكن ان تحدثه على صعيد الأنفاق البحرية. ويعد "حزب الله" ايضاً تهديداً لأميركا، التي تصفها إيران بدورها بالشيطان الاكبر.
وفي هذا السياق، يمكن بمراجعة تاريخية للأحداث، معرفة حجم الصراع بين الجمهورية الاسلامية والولايات المتحدة. في الوقت الذي كان لإيران استفادة من الحرب العراقية التي هددت بدورها الاميركيين، وحرية الملاحة ودمرت سفن حربية اميركية.
ويتساءل الكاتب ذاته، لماذا إذا لم تدمر اسرائيل او اميركا الجماعة الارهابية؟ يمكن تفسير القرار الاميركي هذا بسبب نقص الموارد المطلوبة للعمل والمواجهة المباشرة، الى جانب امكان حصول تدخل اميركي في لبنان إثر ذلك، خصوصاً بعد الحرب الافغانية والعراقية. بالإضافة الى ذلك، فإنّ سياسة الرئيس الأميركي الأسبق باراك اوباما في الشرق الاوسط كانت تستند الى استيعاب إيران والضغط على اسرائيل لإبرام اتفاق سلام مع فلسطين.
أما لناحية اسرائيل، فإن تقاعسها يعود الى حرب تموز 2006، إذ كان إطلاق الصواريخ على نطاق واسع عاملاً حاسماً لنجاح "حزب اللّه"، وغيرها من الاسباب التي ذكرها كروبسي، قائلاً ان "استراتيجية حزب الله تسعى الى اجبار الجيش الاسرائيلي في الدخول بعمليات بالمنطقة ذات التكلفة العالية لإنهاك الإدارة الاسرائيلية. وتطرق الى تجارب اسرائيلية فاشلة في لبنان، وحروب كانت سيئة السمعة بالنسبة الى الاسرائيليين امام العالم والمجتمع الدولي منها مجزرة صبرا وشاتيلا، وغيرها من المذابح التي احالت وزير الدفاع الاسرائيلي ارييل شارون الى التحقيق والاستقالة. وبالتالي فإنّ اي ردّ فعل اسرائيلي مطوّل في لبنان، والتعقيدات الموجودة مع المليشيات العراقية وغيرها يخاطر بحصول ردّ فعل مماثل. لذلك نرى ان حكومة نتنياهو حذرة جدّاً في استخدام القوّة، والاعتماد على الغارات الجوية والمدفعية.
2- أنظمة غير منظورة ونظرية جديدة للانتصار:
ويشير كروبسي إلى أن نظرية اسرائيل حول أفضل طريقة لإلحاق الهزيمة بحزب الله، مشكوك بها، فالتفوق التقليدي الساحق للجيش الاسرائيلي لا يمكن ان يضمن فوزه على الجماعات الارهابيّة. من هنا نلاحظ أسلوب رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال غادي إيزنكوت في الاستفادة من هذا التفوق من خلال اعتماد هجمات البنى التحتية بدلا من استهداف المتمردين فقط، والعمل على فرض عقوبات على الدول المضيفة للإرهاب، في خطوة لعزل حزب الله. الا ان هذه الاستراتيجية فشلت بعدما باتت الحكومة اللبنانية أقرب الى الحزب، ولا يزال وزراء حزب الله في مقاعدهم الوزارية. من هنا على الاسرائيليين صياغة نظرية معقولة للانتصار على حزب الله، اذ على اسرائيل ان يكون هدفها تدمير حزب الله كتهديد عسكري.
ولسحق حزب الله على اسرائيل ان تكون مستعدة للانخراط في حملة أرضية مطولة، وكما لوحظ فإنّ الاعتبارات السياسية حالت دون هذا النوع من العمليات لكن الأنظمة غير المأهولة يمكن أن تساعد في تمكين الحملة البرية الإسرائيلية الأطول المطلوبة للانتصار الحاسم على حزب الله. وفي ضوء أهدافها الاستراتيجية المشتركة، فإن الشراكة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن التطوير العقائدي غير المأهولة ستثبت فعاليتها.
في إسرائيل اليوم، تخدم الأنظمة غير المأهولة غرضين واسعين، الاول أنها تحمي الجندي الفرد من خلال توفير وحدات الأرض مع تعزيز الاستخبارات التكتيكية والوعي، وتقديم الدعم الدقيق، ودخول حالات خطيرة للغاية للإنسان. ثانيا، تعطي القادة الإسرائيليين موقعا أفضل وخيارات استجابة ضد الهجمات الصاروخية التي يقوم بها حزب الله، وهذا من شأنه أن يسمح بالمشاركة الحضرية الطويلة الأجل التي يجب على إسرائيل أن تكافح في سبيلها لهزيمة حزب الله.
هذا ويمكن للطائرات بدون طيار المحمولة الصغيرة أن تسمح للجيش الإسرائيلي للنظر حول الزوايا، من خلال الشوارع الضيقة، والنوافذ لتحديد العمليات، ومن شأن الأنظمة غير المأهولة أيضا أن توسع من الخيارات التكتيكية الهجومية للقوات البرية الإسرائيلية.
كم أنّ قدرة جيش الدفاع الإسرائيلي على الحد من الهجمات الصاروخية ستعالج المخاوف المشروعة للجمهور الإسرائيلي، وبالتالي تسهل تحقيق الأهداف الاستراتيجية طويلة الأجل لإسرائيل في لبنان. أما الفوائد التشغيليّة والتكتيكيّة من الأنظمة غير المأهولة للجيش الإسرائيلي، تعزز قواتها المسلحة من خلال إنتاج الطائرات بدون طيار ودمجها.
في المقابل، ليس متوقعاً أن تشارك القوات العسكرية الاميركية في حرب ضد حزب الله، إذ إن البيئة السياسية الاميركية تجعل العمليات العسكرية في الشرق الاوسط أقلّ احتمالاً. لكن يمكن استخدام القوات الأميركيّة الخاصّة التي تعمل بالفعل في سوريا لمساعدة إسرائيل على منع قوافل حزب الله من الدخول إلى لبنان والخروج منه. علماً ان الهجوم الاسرائيلي يواجه عقبات خصوصاً إذا ما قامت روسيا بضغوط بحرية رداً على هجوم اسرائيل على إيران اي من خلال الرد بدلا من المواجهة المباشرة.
وللولايات المتحدة أن تستخدم عاصمتها السياسية لحماية اسرائيل من احتجاج الحكومات الاوروبية التي قد تصدر نتيجة التدخل في لبنان، مع الاستفادة من حق النقض في مجلس الامن الدولي لمنع الاجراءات والتدابير العقابية ضد الدولة اليهودية وبالتالي حماية اسرائيل من الضغوط السياسية الخارجيّة. وهذا ما يشكل ضمانة اميركية لإسرائيل لحرية العمل بغية تدمير "حزب اللّه".
3- الأنظمة غير المأهولة، الإرادة السياسيّة والنزاعات المستقبليّة:
هناك مواجهة مقبلة بين اسرائيل وحزب الله سواء تحت قيادة نتنياهو او بعده، كما لا يمكن لإسرائيل ان تتجاهل التهديد الذي يطاول سكانها والابنية واراضيها ككل، والطموحات الايرانية للتوسع في المنطقة والهيمنة الإقليمية، بحسب الكاتب.
لكن ليس باستطاعة اسرائيل ان تشنّ ضربات صغيرة كردود انتقامية لان الحرب المقبلة تهدف الى النصر النهائي وتدمير حزب الله. من هنا ونظراً لصعوبة المهمة على اسرائيل ان تضع استراتيجية واسعة للقضاء على قدرات حزب الله الصاروخية بدلاً من السماح بإيجاد حل سياسي لوقف اطلاق الصواريخ كما حصل عام 2006.
وسيكون للصراع اثاراً جيو - سياسيّة واضحة، إذ إن ازالة موطئ قدم إيران في البحر الأبيض المتوسط سيكون نكسة كبيرة لاستراتيجيتها المهيمنة، على الرغم من احتفاظ روسيا بقاعدتها البحرية في سوريا.
وإذا تمكنّت إسرائيل من هزيمة حزب الله بنجاح باستخدام أنظمة غير مأهولة، فإنّ الصراع سيؤدي الى دمج منصات غير مأهولة في جميع مستويات الحرب. علماً أنّ الثورة غير المأهولة يمكن أن تغيّر طبيعة الحسابات السياسيّة.
في النهاية، إنّ تجربة اسرائيل في حربها ضد "حزب الله" ستكون اختباراً حقيقيّاً لأثار هذه التغييرات على الصراع المسلّح.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا