Beirut
16°
|
Homepage
"بَحصة" معلّم!
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | الخميس 14 كانون الأول 2017 - 1:00

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

إنغمسَ المعنيون بدراسة "بحصة سعد الحريري"، وبينما هم غارقين بتحليل الفحوصات المخبريّة التي اجروها على إكتشافهم، عدلَ المعني عن "جلسة التفجير" بعد أنّ وجّه إلى "بحصتِه" أشعّةً ليزريّة فتّتتها إلى جزيئاتٍ ستذوب في مجرى الوقت مع مرور الزمن.

فعلياً كان الحريري بصدد "بق صخرة" تكونت من جراء ابتلاعه لـ"تلة بحص" منذ إتفاقه مع التيّار الوطني الحرّ على إدارة شؤون البلاد بالشراكة مع الرئيس نبيه بري ومن خلفه النائب وليد جنبلاط الذي غابت عنه المعارضة الساخنة.


المقربون من الحريري يعلمون أنَّ هذه "الصخرة" وفيما لو كتب لها الخروج لكانت داست في طريقها على الكثير من "البحص" الصغير الذي رُشقَ به الحريري لمدّة عامٍ كامل، لكنهم نصحوه بالابقاء على شعرة معاوية مع من لمحَ إليهم بالاتهامات، وليس من داعٍ الآن لخوض معارك جانبيّة.

للحقيقة إنَّ وراء الأَكَمَة ما وراءها، وبالمعنى أوضح لم يقصد الرئيس الحريري "بق البحصة" وفقَ التفسير الدقيق للكلمة، بلّ أرادَ رمي طعم عبر صنّارة في البركة السياسيّة وأنتظار من سيلتقطها وكيف ستكون ردّة فعله عليها.

فإذا بدت على الطريدة بعد التهامها الطعم مظاهر الارتباك والضياع، يكون الحريري بذلك قد أصابَ برميته الهدف وسحبَ منه التأكيد اللازم حول جنس المتآمرين، وإذا لا، يكون قد تقّدم خطوة بإتجاه "البق".

وفي الحالتين أرادَ الحريري من بحصتِه إختبار النوايا عبر إطلاق فأر تجارب لاختبار ردّات الفعل والبناء عليها في الموقف، وهو ما نجحَ به بعد أنّ كوّنَ فكرة قادته إلى العدول عن الظهور بحلقة "كلام الناس" بناءً على رأي مستشاريه.

ولـ"بق البحصة" مهمةٌ أخرى تكمن في ارساء توازنات جديدة بعد دفن القديمة، وهذه لا يمكن دفنها إلّا في جرّها نحو بركة من الرّمال المتحرّكة وتركها تلقي حتفها فيها، أو أقلّه إشغال "الخصوم الجدد" بها، وفي ذلك منفعةً تَقيه من رمي السهام إنّ لم تدفعهم المخاطر للبوح بالاعتراف الأخير.

وثاني المهمات هي ابقاء المنتقدين – المتهمين صامتين عن شنّ الهجمات السياسيّة، بما يخدم مصلحة الحريري الرّاهنة، أي الحكم بهدوء وبـ"صفر" مشاكل لغاية موعد الانتخابات النيابيّة في الرّبيع القادم.

ولمّا كانت الانتخابات هي الهدف، وجبَ بالتالي ترتيب القاعدة وتجهيزها وتدجينها على نحوٍ فاعل سيما وأنّه فُرِغَ من مهمّة رفع معدّلات الأدرينالين في جسدها، فكان لا بدَّ من الترجمة لا محال.

فرُكنَ صوب الدعوة الشعبيّة ووقع الخيار على "منسقيّة بيروت" لما تحمله. ولم كانت أيضاً الاعصاب مشدودة بقدرة الجرعات الاعلامية، إقتنصَ الحريري الفرصة مطلقاً نظرية "البحصة" لينطلق منها بايحاءات تحمل رسائل واضحة وتعيد تحديد الصديق – الحليف من الخصم – العدو.

ولكون الخطاب كان موجهاً وفيه تلميحات غير مبهمة، فسر على أنّه توجيه للسهام نحو مكانٍ واحد، أوحت نتائجه بنيّة لفض الشراكة مع الشريك المسيحي للازرق واستبداله بلونٍ برتقالي مائل إلى الصَفار.

وتأسيساً على كل ذلك، بات شعار تيار "المستقبل" لموسم انتخابات 2018 جاهز ويقوم على نظريّة جديدة نشأت على ترهل خطابي "الحقيقة" و "سلاح السابع من أيّار" المندثران لصالح نظرية "الطعن بالظهر" وتظهير المظلومية والوشاية من "أهل البيت" ثم تسويق هذه النظريّة لدى العامة من الناس كي تسهم في إمتطاء صهوة العودة إلى عرش الزعامة المطلقة.

النظريّة الجديدة ستحمل "الازرق" نحو خطابٍ انتخابي مختلف تنبثق منه عناوين ومواقف جديدة بحد أقل من أدنى في المعارضة التي لنّ تجد لها طريقاً للعبور لكون سقف الخطاب "المؤامراتي" مرتفع وطاغٍ.

وعليه سيصلح هذا الخطاب لاعادة التموضع في خانة سياسية جديدة تفتح المجال لتطبيع مع حزب الله يخدم "الحريرية السياسية" في الظفر بغالبية مريحة تبقيهم على عرش الزعامة السُنّية، كما حصل تماماً أيام الحلف الرباعي الذي يتجدّد اليوم وفق شكلٍ خماسي.. لتكون البحصة "بَحصة معلم".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
فرنجية ليس شيطاناً والياس بو صعب خسارة كبيرة... نائب عوني يحذّر من قنبلة ستنفجر ونداء إلى بري! 9 عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 10 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 6 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 2
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 11 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 7 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 3
واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 12 زياد أسود يكشف خلفيات "فصل" بو صعب وعن "حضانة" باسيل: ما حدا باقي! 8 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر