Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
حرب "إلغاء" في طريق الجديدة
نهلا ناصر الدين
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الجمعة
15
كانون الأول
2017
-
0:00
"ليبانون ديبايت" - نهلا ناصر الدين
يوم انشق وزير العدل السابق أشرف ريفي عن تيار المستقبل، كان يعلم أن المواجهة السنية السنية لن تكون سهلة بينه وبين ابن الشهيد الذي لا يزال يتمتع بالشعبية الأكبر سنياً، أقلها في بيروت الثانية.
للحرب الشعبية انزلق اللواء، محاولاً التمدّد حتى آخر معاقل التيار الأزرق في لبنان، معلناً حرب الزعامة السنية لافاً نفسه بعباءة مبادئ الرئيس الشهيد رفيق الحريري من دون انفتاحه واعتداله، فلم يشأ ابن البيت السياسي العريق أن ينازل ريفي في الشارع، فأُوكِلت المهمة للأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري. وبدأت المبارزة بين الرجلين، شهدت خلال المرحلة الماضية صولات وجولات تواتر إيقاع حدّتها تبعاً للأحداث.
وجاءت الاستقالة ثم التريث والعدول عنها لتزيد طين المواجهة بلّة. بلّةٌ قوامها وحولُ خيانة وطعن بالظهر. فهل كان متوقّعاً من ريفي المنشق أن يبادل رئيس الحكومة سعد الحريري مشاعر الحب والمودة في لحظات المحنة السعودية؟ بالتأكيد لا. فالانقلاب الذي يتحدث عنه الحريريون ليس بجديد على اللواء ريفي، وعداوة ريفي للحريري التي تجاوزت حدود المملكة ليست ابنة اليوم بل وليدة الأمس القريب ووليدة مواجهة متعددة الأوجه سلكها كل من رأسَي حربة النزاع أحمد الحريري وريفي.
من أوجه هذا الصراع، يظهر الوجه الانتخابي المزدوج، فريفي يعمل انتخابياً في بيروت الثانية عبر مكتبه الانتخابي بإدارة الصحافي زياد عيتاني. ويعقد لقاءات عدة مع أهالي بيروت في بشامون وعرمون. في المقابل يحاول أحمد الحريري العمل انتخابياً في معقل ريفي في طرابلس، أما جولات ريفي التي وصلت إلى البقاع الغربي فقابلها جولات معاكسة لأحمد الحريري شمال لبنان.
ولا ننسى حرب استعراض الصور ما بين المناصرين في مناطق مختلفة على مبدأ "بيي أقوى من بيّك"، وفي مقدمتها الصورة الشهيرة لأحمد الحريري وهو يدخن الأرغيلة مع حشد كبير من الشباب البيروتي في طريق الجديدة.
وعن الحرب الافتراضية بين مناصري الطرفين، فحدّث ولا حرج، عاثت المنافسة جفاء بين أصدقاء الأمس، وأصبح كل من على متراسه الافتراضي يقتنص الفرص للتصويب على الآخر وكأنهم لم يجتمعوا يوماً تحت لواء علم أزرق واحد.
وأخيراً، يبدو أن الجرة "انكسرت" نهائياً بين الحريريين والريفيين، وتحولت من حرب جفاء إلى إلغاء. فما إن هدّد الحريري بـ"بق البحصة" حتى خرج ريفي "شاداً اللحاف صوبه"، قائلاً، "لم نتعوّد أن نقول كلامنا إلا جهاراً عبر كل وسائل الإعلام، وموقفنا واضح ولم نتعود أن نطعن في الظهر، وسبق ونصحنا رئيس الحكومة بعدم السير في قرار الإنتحار، إلا أنه إختار الإنكسار والخيانة والإنهزام، فما هو سبب هذه الحرب المستمرة".
ثم جاء الرد قاسياً من الجهة المقابلة: "هناك الكثير ممن يدعون أنهم اساس حالة رفيق الحريري، وهم بالكاد كانوا يقفون على باب رفيق الحريري وبالكاد يعرفوه، اتحدث هنا عن ريفي وغيره. وهناك الكثير، على شاكلة ريفي وغيره، ممن كانت زوادتهم من سعد الحريري، ثم باعوها واشتروا فيها خناجر ليطعنوا بها سعد الحريري"، قالها أحمد الحريري يوم الأول من أمس في حديث تلفزيوني، واصفاً هؤلاء (ريفي وغيره) بـ"الخردة السياسية".
وتزامن انتشار هذا التصريح مع اندلاع حرب لافتات فتح أحمد الحريري الباب العريض لها بتصريحه الناري ضد ريفي، فعمدت مجموعة من الشبان إلى تعليق لافتات في الطريق الجديدة طاولت ريفي بشكل مباشر ونعتته بالخائن وطالبته بعدم المزايدة على "أسياده".
في المقابل، دعا ريفي مناصريه لعدم الرد وتمنى في تغريدة له عبر تويتر "على جميع الأصدقاء والمناصرين عبر وسائل التواصل عدم الرد على الحملات لأن المواجهة الأساسية هي مع مشروع الوصاية، وليس مع من ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا متراساً لها."
بينما قام موقع أيوب نيوز المحسوب على ريفي بالرد على تصريح أحمد الحريري الأخير عبر مقالٍ نشره يوم أمس بعنوان "أحمد الحريري مديراً لحملة ريفي الانتخابية".
يبدو أن الصراع الناعم طوال الفترة الماضية انفجر حرب إلغاء في الشارع البيروتي، وتحديداً في طريق الجديدة، حرب غير مضمونة النتائج، رابحها قد يكون خاسراً إذا ما استعرت أكثر مع اقتراب مواد الانتخابات النيابية القابلة للاشتعال منها.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا