Beirut
16°
|
Homepage
طرابلس بـ"وجه" سياسي جديد
نهلا ناصر الدين | المصدر: ليبانون ديبايت | الخميس 21 كانون الأول 2017 - 11:00

"ليبانون ديبايت" - نهلا ناصر الدين

مجرّد أن يمرّ اسم طرابلس في أذهان اللبنانيين، يربطون سياسياً بينها وبين شخصيات شمالية، بعضها متشدد والآخر معتدل، إلا أن معظمها إسلامية الطائفة وسُنية المذهب تحديداً، مثل رئيس الحكومة سعد الحريري، ورئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، والنائب محمد الصفدي، والوزير السابق فيصل كرامي، والجماعة الإسلامية، ومؤخراً اللواء أشرف ريفي.

لكن يبدو أن عودة الوضع الأمني في العاصمة الثانية إلى استقراره، واقتراب موعد الانتخابات النيابية خلق بيئة حاضنة لاستقطاب أحزاب جديدة بعضها كان موجوداً في طرابلس وطُرد عقب الأحداث الأمنية هناك، وبعضها يطرق بوابة الشمال العريضة للمرة الأولى، مع عدم تجاهُل بريق النشاط المدني المُلفت في مدينة سيطرت النفحة الإسلامية عليها طوال العقود الماضية.


يربط مصدر مقرب من الجماعة الإسلامية في طرابلس عودة هذه الأحزاب باستتباب الوضع الأمني ونجاح الخطة الأمنية، وبوجود حكومة وحدة وطنية أغلب الأحزاب مشاركة بها، وبربط النزاع بين تيار المستقبل وجزء من قوى 8 آذار التي كانت على خلاف قوي مع تيار المستقبل.

ويرى في الأمور السابقة الذكر أسباباً رئيسية لعودة الأحزاب التي خرجت من طرابلس عقب أحداث 7 أيار 2008، والتي تسبب برفض جزء من الشارع الطرابلسي لوجود تلك الأحزاب في مرحلة سابقة.

وتمنى المصدر نفسه في حديث لـ"ليبانون ديبايت" أن ينعكس هذا الحضور اهتماماً تنمويا واقتصاديا ومشاريعاً على مدينة طرابلس المهملة جدا من الدولة على مدى الحكومات العديدة والمتعاقبة.

ونفى أن تكون عودة هذه الأحزاب قد ساهمت بتقليص دور الجماعة الإسلامية التي لديها مؤسساتها وتيارها وجمهورها، والتي هي ليست ببعيدة عن جو الانفتاح الذي تعيشه المدينة ووجهها الجديد، طارحاً مثالاً على ذلك دعوة الجماعة الإسلامية خلال مؤتمر طلابي لها يوم الأحد الماضي في بيروت لكل التيارات والأحزاب السياسية في لبنان، ومن بينها حزب الله والتيار الوطني الحر وأحزب الكتائب وحزب القوات اللبنانية.

بينما ربطت رئيسة بلدية الظل في طرابلس المهندسة ريان كمون الفورة الحزبية في طرابلس باقتراب موعد الانتخابات النيابية، التي دائما ما تتبلور عبر عمليات تحضيرية للأحزاب سواء الموجودة أو الجديدة، وعبر وعود بمشاريع وخدمات وتزفيت طرقات وغيرها.

ولا تنفي كمون في حديث لـ"ليبانون ديبايت" أن يكون للأحزاب العائدة للحضن الطرابلسي منتسبين طرابلسيين "ولكن ليس بنسب كبيرة"، وبرأيها أن هذه الفورة لا تشكل قلقاً على المستقلين المدنيين في طرابلس.
و"لكن هناك مطبات أخرى يواجها المجتمع المدني المستقل في طرابلس، يمكن حصرها بخيبة أمل الناس بالمجلس البلدي الحالي الذي يدّعي أنه من المجتمع المدني بينما هو مسيّس ولكن بلباسٍ مدني، وبانقسام المجتمع المدني في طرابلس بين مجتمع مستقل ومجتمع مسيّس من تحت الطاولة، فثلاثة أرباع المجتمع المدني الطرابلسي هو منتمٍ لبعض التيارات السياسية ويتحرك بحسب الوضع".

وشددت على أن دور المجتمع المدني إزاء التكاثر الحزبي في طرابلس هو توعية الناس حول سؤال أساسي وهو "ماذا قدمت هذه الأحزاب لطرابلس ولأهلها أو للبنان ككل".

وتلفت كمون إلى أن المستقلين هم أقليات في طرابلس، وفعلياً يعملون من قلبهم لطرابلس وتهمهم المدينة كهدف، أما بروز دورهم في المدينة رغم عددهم القليل فيعود لنشاط هؤلاء، ومجهودهم على الأرض، ومراقبتهم الدائمة للسلطة المحلية في طرابلس.

وتؤكد أن هذه المطبات لن تحول دون خوض المجتمع المدني المستقل في طرابلس المواجهة فـ"الحرب لا تنتهي عند أية انتخابات مهما كانت نتيجتها ولذلك نحن مستمرون والطريق لا زالت طويلة".

بوجه سياسي جديد تستقبل طرابلس الانتخابات النيابية المقبلة، على أمل أن يكون الضجيج الحزبي داخل المدينة متوازياً مع حجيجٍ انتخابي ينعكس طوافه إنماءاً طالما تعثّر على حافة الشمال.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"إنجاز هائل" لحزب الله... إعلام إسرائيلي يكشف! 9 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 10 مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 6 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 2
"بهدف التستر"... الأقمار الصناعية تظهر ما قامت به إيران! 11 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 7 تشريح عقل جنبلاط وكشف ما في داخله... "دمار وخراب بانتظار اللبنانيين"! 3
عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 12 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 8 الأمور لم تعد تحتمل... "الخطر" يُحيط بـ "بلدة شمالية"! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر