Beirut
16°
|
Homepage
"الجماعة الإسلامية" وحزب الله... "سوا"
فيفيان الخولي | المصدر: ليبانون ديبايت | السبت 23 كانون الأول 2017 - 0:03

"ليبانون ديبايت" ــ فيفيان الخولي

طرحت تلبية وفد من حزب الله دعوة الجماعة الإسلامية لحضور مؤتمرها الطلابي العام، أخيراً، تساؤلات عدة حول أهداف هذا التقارب بعد انقطاع القنوات بين الطرفين على جميع الأصعدة، واللقاءات الدورية، منذ تدخُّل حزب الله في الحرب السورية لصالح النظام السوري، في الوقت الذي تواصل فيه الجماعة دعمها للثورة السورية. تلاه تشنُّج وتصريحات نارية بين الطرفين، واتهامات كيدية، كانت آخرها انتقاد الجماعة جولة الإعلاميين الذي دعا إليها الحزب جنوب لبنان، ووصفتها بـ"المصطنعة"، معتبرة أن جميع اللبنانيين يكنون العداء لإسرائيل.

وكان لافتاً أن محور هذا اللقاء لمناقشة الأوضاع العامة في البلد ومسيرة العمل الطلابي لا يستدعي دعوة الحزب، لكن تزامُن هذا التماهي مع انتهاء أزمة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، جعل البعض يربطه بالتغيرات السياسية الحاصلة على الساحة اللبنانية، خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات.


ويرى البعض في عودة نبض العلاقة من قبل "الجماعة" تماشياً مع ركوب الموجة ذاتها مع الحريري، في ظلّ تحالفاته الجديدة، وقناعاته على أنّ العلاقة مع حزب الله "ربط نزاع"، لكنه في الوقت عينه شريكاً سياسياً، وهي حقيقة لا مفرّ منها.

وكما هو الوضع لبنانياً، يُفسَّر عربياً، أي إنّ الجماعة المدعومة مادياً من قبل شخصيات سعودية تؤيد "الإخوان المسلمين"، وبعض هؤلاء موقوفون اليوم في فندق "ريتز كارلتون"، وهم من أكبر الممولين للجماعة، بدأت بالالتفاف نحو قطر، بعد تصنيف "الإخوان المسلمين"، خليجياً، منظمة إرهابية، وبدا هذا الودّ للدوحة جلياً، بعد ورقة الاستقالة التي خلّفت شرخاً كبيراً بين الحريري والمملكة، وتجسدت، أخيراً، بتهنئة وفد من "المستقبل" وآخر للجماعة مسؤولين قطريين في العيد الوطني.

في المقابل، تشكّك مصادر متابعة في هذا التقارب، ولا تجد فيه أي تماهى مع الحريري أو الحزب، بل جلّ ما تسعى إليه الجماعة في هذه الفترة تحديداً، إعادة تموضع مع اقتراب موعد الانتخابات، وهي بذلك تكسب ود الحريري ورضا حزب الله.

لكن ما ساعد على تقوية هذا التقارب مع الحزب التصعيد القائم في قضية القدس، وهي العقيدة التي يلتقيان عندها، ويؤمنان بها، وتستعملها "الجماعة" اليوم ورقة للوقوف في الوسط، باعتبار أنّها تؤيد خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأخير الذي دعا فيه إلى مقاومة الكيان الصهيوني، كما ألمح إلى عودة عناصره إلى لبنان بعد القضاء على تنظيم "داعش"، لكنها في الوقت عينه لا تنسى إشادته برئيس النظام السوري.

"الجماعة" تبرّر علاقاتها مع الجميع بأنها لا تتبع لأية جهة معيّنة، على الرغم من ترشُّح ممثلها على لائحة تيار المستقبل، لكنها تتماهى مع الجميع لتأمين مصلحتها، وفقاً لهذه المصادر، بدء من رئاسة الجمهورية، والحريري، وحتى اللواء أشرف ريفي، وشخصيات بارزة عدة مناهضة للأولى. لكن في ما يخص العلاقة مع حزب الله، فالجماعة تدرك تماماً أن الحزب لن يختار أحداً من شخصياتها للتمثيل النيابي، لكن يكفي رضاه، وخصوصاً في الأقضية التي تمّ جمعها في دائرة واحدة وفقاً للقانون الانتخابي الجديد.

لكن في الوقت عينه قد يكون التقارب بين الجماعة والحزب مبني على نقاط أساسية رغم تبايُن المواقف حول بعض القضايا. فعلى الطرف الآخر، يكمن هدف الحزب من التفاهم في تحصين البيئة السياسية الداخلية في ظل السعي الإقليمي لفرض عيارات التأزيم في الداخل من خلال إعادة الاضاءة على قرارات دولية سابقة او استخراج اخرى جديدة بلباس عربي، وفقاً لمصادر مقربة من الحزب.

بالإضافة إلى حماية وصون البيئة الاسلامية السنية الشيعية للوقوف بوجه قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهويد القدس، وارساء تهدئة على المستوى المذهبي يخرج العلاقة بين الفريقين من مستوى التشنج الذي شاب فترة 2011 - 2016 إلى مستوى الحوار وتقريب وجهات النظر انتخابياً وبين طلاب الطرفين في الجامعات.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
فرنجية ليس شيطاناً والياس بو صعب خسارة كبيرة... نائب عوني يحذّر من قنبلة ستنفجر ونداء إلى بري! 9 عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 10 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 6 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 2
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 11 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 7 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 3
صور "تظهر" حجم الأضرار في القاعدة الإيرانية المستهدفة! 12 زياد أسود يكشف خلفيات "فصل" بو صعب وعن "حضانة" باسيل: ما حدا باقي! 8 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر