"ليبانون ديبايت" - ياسمين بودياب

لو كانت سنة 2017 رواية فنيّة مقسّمة إلى أجزاء، لتنوّعت عناوين هذه الأخيرة بين تهريب المخدرات والفضائح والتطبيع والإعتزال والإستبعاد والعفوية "المؤذية". في حين أحداث جزئها الأخير، قد تكون كفيلة برسم "النهاية السعيدة"، وتعوّض عن كل ما سبق، فتمحي آثار "الكوارث" التي حجزت سطور صفحات أجزائها الأولى.

وقبل أن نطوي الصفحة الأخيرة من هذه الرواية، ونستعين بأخرى جديدة، تخطّ فيها سنة 2018 أولى حكاياتها وأحداثها، لا بد من العودة بالذاكرة إلى الوراء قليلًا، لنسترجع أبرز وأهم الأحداث الفنية التي حصلت في هذا العام، فكانت "سيرة على كل لسان".

بدأت أولى الفضائح في أواخر حزيران، اذ أوقفت فصيلة التفتيشات في سرية قوى الأمن الداخلي في مطار بيروت الفنانة السورية أصالة نصري أثناء مغادرتها البلاد برفقة زوجها وأولادها. جاء التوقيف على خلفية العثور على كمية من المخدرات داخل علبة مكياج، كانت بحوزة أصالة، وبعد الضجة التي تلت توقيفها والتحقيق معها، أُقفل الملف الذي تضمن مزيجاً ما بين الفن والسياسة.

في الفترة عينها، وبعد أيام قليلة من قضية أصالة، عاشت الفنانة غادة عبدالرازق فضيحة مدوية، اذ انتشر فيديو تظهر فيه الفنانة "شبه عارية" على السرير، خلال بثّ مباشر عبر تطبيق "إنستغرام". من جهتها، التزمت عبدالرازق الصمت ولم تعلّق على ما حصل، في حين نقلت بعض المواقع والصحف عن مصدر مقرب منها، أنها "دخلت في نوبة بكاء حادة ندمًا على ما حدث". لتخرج بعدها بفيديو آخر معتذرة عما صدر عنها.

في أيلول، قامت السلطات اللبنانية بتوقيف المخرج اللبناني - الفرنسي زياد دويري في مطار بيروت، وحجزت جواز سفره، ثم أحالته إلى القضاء العسكري بتهمة التعامل مع إسرائيل، على خلفية تصوير بعض مشاهد فيلمه "الصدمة" في مدينة تل أبيب.

في الشهر ذاته، شكّل منشور للفنانة أمل حجازي عبر مواقع التواصل الاجتماعي صدمة لعدد من المتابعين، زفّت من خلاله لجمهورها خبر اعتزالها الفن وارتداء الحجاب، مؤكدة أنها حسمت أمرها، وقرارها جاء عن قناعة تامة.

في اوائل تشرين الثاني، اختلطت السياسة بالفن، فوقعت الفنانة الإماراتية أحلام ضحية الأزمة القطرية ـ الخليجية. استيقظ عشاق أحلام على خبر يشير الى أن مجلس إدارة مجموعة MBC اتخذ قرارًا باستبعادها من لجنة تحكيم برنامج "ذا فويس"، رغم تصويرها معظم الحلقات المسجلة منه. جاء هذا القرار على خلفية تغريدة نشرتها أحلام عبر تويتر، كتبت فيها "الا ليت الفن يعود راقيا كما عهدناه"، تعليقاً على طرح أغنية جديدة بعنوان "قولوا لقطر"، التي أدّاها مجموعة من مطربي الخليج وهاجموا فيها دولة قطر.

في منتصف الشهر عينه، أدّت عفوية المطربة المصرية شيرين عبد الوهاب الى عاصفة من الغضب عمّت بلدها مصر. العاصفة هبّت بعدما نُشر مقطع فيديو لشيرين، خلال إحياء حفلة في لبنان، اذ تلقّت من إحدى معجباتها طلب تقديم أغنية "ما شربتش من نيلها"، لترد شيرين على الفور "أحسن، حتجيلك بلهارسيا". تصريح شيرين "العفوي" أدى الى شنّ حملة هجومية عليها، مع مطالبة نقابة المهن الموسيقية بوقف شيرين عن العمل واستدعائها للتحقيق.

لكن ختام السنة كان مسكًا، مفعمًا بالفرح والتقدّم والحياة. فقد أحيت الفنانة اللبنانية هبة طوجي في السعودية، حفلة غنائية مخصصة للنساء، بدعم من الهيئة العامة للترفيه السعودية. وجاءت هذه الحفلة تماشياً مع "رؤية السعودية 2030"، نحو مجتمع أكثر انفتاحا، التي أعلنها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

كما تناقلت بعض الصحف والمواقع الالكترونية، خبرًا عن أن الفنانة ميريام فارس تنوي إقامة حفلة في السعودية، الشهر المقبل، لتكون فارس ثاني لبنانية تغني في الرياض بعد طوجي، مستبقة حفلة ماجدة الرومي، الى جانب اسماء أخرى طُرحت لتحيي حفلاتها الغنائية "النسائية" في السعودية.