Beirut
16°
|
Homepage
عودة سعودية "ناعمة" إلى لبنان
فيفيان الخولي | المصدر: ليبانون ديبايت | الجمعة 29 كانون الأول 2017 - 0:03

"ليبانون ديبايت" ــ فيفيان الخولي

في الوقت الذي يتم فيه إعادة فتح طرقات معراب ــ بيت الوسط ــ بكفيا، تتكثّف الاتصالات بين بيت الوسط والرياض لإعادة العلاقات إلى طبيعتها إثر الاضطرابات التي أحدثتها زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى المملكة، أخيراً، وتداعيات الاستقالة والرجوع عنها.

تؤكد مصادر "ليبانون ديبايت" أنّ الاتصالات قائمة بين الحريري ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ويتم التحضير لزيارة مرتقبة لرئيس الحكومة يلتقي خلالها الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لطي صفحة 4 تشرين الثاني الماضي، وما رافقها من تشنجات بين ولي العهد والحريري على خلفية المصالح المشتركة، أضف إلى الوضع اللبناني الداخلي.


ملامح الحلحلة تجلّت بتوقيع السعودية أوراق تعيين فوزي كبارة سفيراً للبنان في الرياض، بعد انتظار خمسة أشهر على تعيينه، معلّلة سبب التأخير بـ"الإداري" وليس السياسي. وهو ما فسّره البعض باستراتيجية السعودية الناعمة للاعتراف بالخطأ والعودة إلى لبنان، بعدما تكبّدت خسائر جراء أزمة الحريري. أما لبنانياً، تؤكد مصادر بعبدا أنّ أوراق السفير السعودي في لبنان وليد اليعقوب خرجت من الدرج، بعدما استُعمل ملفه مكايدة إزاء ما اعتبرته بيروت تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية، لكن من دون تحديد الوقت لإنهاء هذه المعضلة، واكتفت المصادر بالقول "قربِتْ".

تعود العلاقات الدبلوماسية تدريجياً إلى ما كانت عليه، وإنْ كانت بروتوكولية لكنها فتحت الباب لعودة العلاقة الشخصية بين الحريري والمملكة، ومصالح البلدين، وفق أوساط مستقبلية، التي أكّدت أنّ كلا الطرفين له مصالحه الخاصة والعامة لإعادة فتح الخطوط. وعلى الرغم من الجفاء بين الطرفين يكن الحريري الاحترام للأخوة التي تجمعه بولي العهد.

وتشير إلى أنّ لبنان لا يمكنه قطع العلاقة مع المملكة نهائياً، باعتبار أنّ الأمر لا يصب لصالحه على جميع الأصعدة، التجارية والسياحية، وإن باتت الأخيرة خجولة، أضف إلى مساهمة السعودية بدعم الاقتصاد اللبناني عبر الودائع المباشرة والاستثمار الذي يقدر حجمه حوالى خمسة مليارات دولار، والقروض والمنح التي تضاءل حجمها في الفترة الأخيرة، وتحويلات المغتربين في السعودية التي تبلغ قيمتها حوالى 2 مليار ونصف المليار دولار.

في المقابل، مخطئ من يعتقد أن اللبنانيين في المملكة هم "كبش محرقة"، بل العكس، فهم يغنون السعودية تنوعاً وتوازناً مقابل عدد الأجانب الموجود لديها، أضف إلى أن هؤلاء هم من أكبر المستثمرين، ورجال الأعمال، والأدمغة الشبابية اللبنانية التي من شأنها المساهمة في تحقيق "رؤية ولي العهد 2030" على جميع الأصعدة.

كما تدرك السعودية تماماً أن اخلاءها الساحة اللبنانية، كما فعلت سابقاً، خلال انشغالها في حروب المنطقة، سيفسح المجال لإيران بالتغلغل أكثر، وهو ما لا يريده ولي العهد المتسرّع الذي يطمح لتفكيك أذرع إيران في الشرق الأوسط، خصوصاً حزب الله الذي يعتبر أنه أصبح أكثر قوة وتمكّناً تنظيمياً وسياسياً في لبنان والدول العربية. وزيارات مليشيات عراقية وسورية جنوب لبنان استفزت الداخل والمملكة، وهو ما يجعل خطواتها تتسارع للعودة، وفقاً للأوساط.

وترى مصادر دبلوماسية أن عودة السعودية إلى لبنان المرتقبة مرفقة بخطة جديدة، بعد تهوُّر ولي العهد في الأولى، مشيرة إلى أن مشاوراتها مع الحلفاء اللبنانيين متواصلة على الرغم من التوترات الداخلية القائمة، وهي لن تتخلى عن هؤلاء الذين تعتبرهم "الأوفياء" لمبادئهم. كما تعمل المملكة على تقريب المسافات في ما بينهم وبعض الشخصيات السنيّة ودعمهم لتشكيل حلف يخوض الانتخابات النيابية المقبلة بوجه حزب الله وحلفائه.

على الطرف الآخر، توضح مصادر مقرّبة من حزب الله أنّ عودة السعودية كما كانت عليه قبل 4 تشرين الثاني الماضي ضمن أطر العلاقات الدبلوماسية واحترام سيادة لبنان، متوقعة ومُرحَّب بها، لكن لن يُسمح لها بالتجاوزات كما حصل خلال أزمة الحريري، أو على غرار تدخلاتها في اليمن.

وتؤكد هذه المصادر أن الحزب وحلفاءه يدركون تماماً أن المملكة تعمل مع حلفائها اللبنانيين، وهو ما أثبته كلام الجبير عن الانتخابات النيابية، وفريق 8 آذار مستعد لأي سيناريو مرتقب، باعتبار أن الرياض لم تتخلى عن دعمها لشخصيات لبنانية محسوبة عليها.



تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
لتخفيف استعمال الدفع النقدي... بيان من مصرف لبنان 9 "عبوهن بالباصات وكبوهن بسوريا": سياسي يدعو الى التحرك سريعاً… ونسب مقلقة في السجون اللبنانية! 5 بو صعب خارج "التيّار" رسميًا! 1
بالفيديو: لحظة فرار منفّذي جريمة العزونية! 10 "الموس وصل عالرقبة"... على الحكومة التحرّك فورًا! 6 كلاب بوليسية وانتشار أمني... ماذا يجري في الضاحية؟ 2
بعد أسبوع... لماذا كشفت إسرائيل إصابة مواقع حساسة بالهجوم الإيراني؟ 11 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 7 "رح نحمي بيوتنا" و"الله أكبر سوريا"... غضبٌ عارمٌ وثورة سورية قريباً في البترون! 3
واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 12 بيان "هام" من الشؤون العقارية 8 إنتشار عسكري "غربي" في لبنان وحشود إيرانية وروسية وصلت.. عماد رزق: بيروت ستقصف وحرب التحرير بدأت! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر