Beirut
16°
|
Homepage
حرب حزب الله ــ إسرائيل... عرض عضلات
فيفيان الخولي | المصدر: ليبانون ديبايت | الجمعة 05 كانون الثاني 2018 - 0:03

"ليبانون ديبايت" ــ فيفيان الخولي

حرب الخطابات التصعيدية بين حزب الله وإسرائيل مُغرية في مضمونها لما تحمل من عناصر تشويقية تحفّز كثيرين للدخول إلى دهاليز هذين العالمين المدججَّين بالعتاد والمنظومات العسكرية الأكثر تطوراً.

لكن في الواقع، لن يجرؤ أي من الطرفين على كبس الزناد بوجه الآخر لأسباب عدة، على الرغم من أن هذا التخويف والتهويل تجسّدا على الأرض عبر فيديوهات على الحدود اللبنانية ــ الفلسطينية تمثّلت بانتشار عناصر عراقية وأفغانية وسورية حليفة للحزب تهدّد وتتوعّد "العدو".


وعلى الطرف الآخر وقف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، حاملاً "كرتونة" تختصر التحضيرات العسكرية الإسرائيلية بعبارة باللغة العربية "إنْ تجرأتم فاجأناكم".
لا تخلو وسائل الإعلام الإسرائيلية، يومياً، من تحليلات لخبرات عناصر حزب الله التي اكتسبتها في المعارك السورية، أضف إلى شاحنات الأسلحة التي تصل للحزب من إيران بشتى الطرق. كما يتحدث مسؤولون في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي عن التحضيرات والخطط والاستراتيجيات الإسرائيلية استعداداً للدفاع عن أرضهم.

أما أحدث تهديدات الحزب جاءت على لسان أمينه العام حسن نصرالله، منذ يومين، أن أية حرب مقبلة لن تكون فقط مع حزب الله بل سيشارك فيها مئات الآلاف، والمقاومة تتحضّر في حال جاء هذا اليوم لتحويله من تهديد تاريخي إلى فرصة تاريخية لتحرير القدس، مشيراً إلى أنه إذا حصلت حرب كبرى كل الاحتمالات واردة بما فيها الدخول إلى الجليل.
واعتبر نصر الله أن قواعد الاشتباك في أية حرب ستكون خاضعة للمراجعة وللظروف والأحداث، مضيفاً أن من أهم عناصر المعركة مع العدو هو المفاجأة و"المقاومة تحتفظ لنفسها بالمفاجآت في الميدان.

المفاجئات المرتقبة من الطرفين لا تعدو كونها عرض عضلات وفقاعات إعلامية لتجييش بيئتيهما الحاضنتين، وكسب الرأي العام الإسرائيلي والدولي من ناحية محاربة تنظيمات إرهابية دفاعاً عن الأرض، مقابل نيل استعطاف الناس باعتبار أنّ تضحيات "المقاومة" لاستعادة الأراضي الفلسطينية المحتلة من العدو الذي يهدد في الوقت عينه تلك اللبنانية.

تُقرع طبول الحرب في شتى أنواع وسائل الإعلام خدمة لحزب الله وإسرائيل، ولكل منهما مصالحهما المتبادلة في التصعيد. لن يطلق الحزب أية رصاصة إلى الداخل الإسرائيلي لأنه هذه المرّة بات "يعلم" الكارثة التي تحدثها أية خطوة نحو الحرب، باعتبار أنها ستطاول لبنان والمنطقة، ولن يُسمح له دولياً ولبنانياً بإدخال البلاد في نار جديدة.

كما يدرك الحزب تماماً أنّ هذه اللحظة ستُستغل ضده في المنطقة العربية حيث يحاول بسط نفوذه، وتقوية تنظيمه. مصادر عسكرية تؤكد أن الحزب يتّبع استراتيجية التهويل للتعبئة، وأصبح الجميع يتاجر بالقضية الفلسطينية ويجول بها في دول الممانعة لكسب الرأي العام. وما قاله نصرالله بالأمس إن الصاروخ لن يعيد القدس، هو الواقع والمنطق المتوجب الاعتراف بهما.

عاملا المال والطائفية متوفران لدى الحزب وكافيان للتلاعب بالرأي العام واقناعه أنّ الظروف غير ملائمة لشن الحرب لوجوده في سوريا وأسباب إقليمية أخرى، وهي غير مقنعة ولا تدخل الا في اطار اظهار الحزب نفسه على أنه دائماً متأهب لهذا الهدف.

في المقابل، تبرز إسرائيل للدول الكبرى صورة تعرّضها للخطر، وأنها محاطة بالإرهابيين لنيل الدعم المعنوي والمادي، ما يجعل الدول الحليفة تهبّ للدفاع عنها، مستغلة بذلك حجة الخطر للسيطرة على العالم العربي. بالاضافة الى أن هذه الدول معنيّة بالدرجة الأولى في تقويض نفوذ إيران والكيانات والدول والتنظيمات التي تدعمها.

مخطئ من يعتقد أن إسرائيل ستطلق الرصاصة الأولى لأنها تعيش عصرها الذهبي الذي أهداها إياه المشروع الإيراني في الشرق الأوسط، والدليل ما يحصل في المنطقة اليوم، فقد حوّلت إيران ومعها حزب الله العداوة بين إسرائيل والعرب إلى عداوة بين العرب وإيران، وهذا أهم ما حصلت عليه إسرائيل اليوم من بنك أهدافها، الأمر الذي يمنعها من خوض غمار حرب تدمّر ما استطاعت قضمه، إن في الداخل أو خارجه.

انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 9 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 10 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 6 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 2
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 11 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 7 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 3
"التيار معجون عجن بالغش"... جعجع يستنكر! (فيديو) 12 عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 8 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر