"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:

انقلاب سيارة، تدهور مركبة، جريمة قتل، اختفاء، سرقة، خطف... كلّها جرائم حضنها اوتوستراد المتن السريع منذ انشائه حتى اليوم، والسبب العتمة التي تسوده ليلا لغياب الانارة اللازمة. وتلك العتمة تجذب كافّة انواع الحوادث والجرائم والكوارث. فمنذ انشاء اوتوستراد "الموت السريع" منذ أكثر من 10 سنوات، تتوالى المآسي عليه لفقدان حس المسؤولية لدى المعنيين بالسلامة العامة وغياب الإنارة والصيانة عنه.

إنارة الطريق واصلاحها من مسؤوليّة وزارة الأشغال العامّة والنقل الغافلة عن مسؤولياتها، ما دفع بعض البلديات المعنية بالمنطقة لوضع حلول ولو مؤقتة وعلى نفقتها الخاصة من اجل انارة الطريق محاولة للحد من الحوادث شبه اليومية.

شرح رئيس بلدية بعبدات الدكتور هشام لبكي لـ "ليبانون ديبايت" ان المشكلة تكمن في عاملي النظافة والصيانة والانارة على هذا الأوتوستراد، فمنذ تعطّل كابلات الكهرباء والاهمال من قبل المعنيين سار، ووعود بحلول جديدة تتوالى على مسامعنا، ولا تنفيذ حتّى الآن."

يضيف "تم استدعاءنا كرؤساء بلديات المتن منذ حوالي الستة أشهر لمناقشة مشكلة الأوتوستراد، قيل لنا حينها إن الحكومة لزّمت مبلغ مليار ليرة لبنانية لصيانة الأوتوستراد والانارة، لكن لا تحلموا ببداية تنفيذ المشروع قبل رأس السنة. وها قد حلّت 2018، على أمل ان يكون الحل فعليا قد أصبح على الأبواب".

اوتوستراد المتن السريع هو الشريان الأساس في قضاء المتن، ويمتد من نهر الموت إلى بعبدات واصلا ساحل القضاء بوسطه وأعاليه وبالبقاع، لذلك غياب الدولة عن مسؤولياتها دفع بعض البلديات الى القيام بمبادرات فردية بهدف ايجاد حلول ولو وقتية لمشاكل هذا الطريق، فقد تكفّلت بلدية جديدة في تنظيف الاوتوستراد بكامله، كما فعلت ايضا منطقة مار شعيا التي قامت بلديتها هي الأخرى الأمر ذاته.

أما بلدية بعبدات، فبالإضافة الى تنظيف الاوتوستراد، اخذت على عاتقها إنارة جزء منه وتكبّدت كامل التكاليف، في محاولة منها للحد من الحوادث التي تتعرض لها ابناء منطقتها.

يشير لبكي الى انهم كبلديات ومواطنين، قد رفعوا الصوت مرارا للوصول الى حلول، لكن الملف لا يزال عالقا نظرا لصعوبة الصيانة اذ ان الكابلات المعطلة هي في الامدادات الأرضية، زُرعت عند انشاء الطريق من دون اشراف مؤسسة كهرباء لبنان، اي ان هناك حاجة لحفريات وصيانة في البنى التحتيّة للتمكن من اصلاحها.

وطالب لبكي من نواب قضاء المتن، الوقوف الى جانبهم ومساندتهم لنيل حقهم، لافتا الى ان هذا الدور لا طالما كان من شيم نوابنا في المنطقة.