Beirut
16°
|
Homepage
اللبناني يعاني... زيارة إلى عيادة الطبيب النفسي "مش جنون"!
كريستل خليل | المصدر: ليبانون ديبايت | الثلاثاء 09 كانون الثاني 2018 - 9:19

"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:

أزمات اقتصادية، وسياسية، واجتماعية، وغيرها يتعايش معها المواطن اللبناني بشكل يومي حتى اصبحت تساهم في بناء وتكوين شخصيته والتأثير والتحكم بسلوكه وصحته النفسية كما الجسدية، حتى أصبح قسم لا يستهان به من الشعب يعاني من الاضطراب العصبي والقلق النفسي والاكتئاب.

صحيح ان في لبنان وعياً لخطورة انتكاس الصحة النفسية عند الفرد، بالإضافة لوجود خدمات لرعاية الصحة النفسية، إلا أن التزمُّت الثقافي والاجتماعي المحيط بالأمراض النفسية يعيق الناس من معالجة اضطراباتهم لا بل يمنعهم من الاعتراف بها والتصالح مع ضرورة معالجتها، وهنا تكمن المشكلة.


تختلف انواع الاضطرابات النفسية، وتتنوع، وتطاول كل الفئات العمرية بالتوازي، فنسمع عن اطفال، ومراهقين، وشباب، ونساء، ومسنين أوصلتهم حالات اليأس الى الانتحار. ناهيك عن امراض الاعصاب والأدوية المهدئة التي اصبحت جزء من نمط حياة المواطن، وعن العصبية والاجرام والاخلاق التي باتت تسيطر بسيئاتها على سلوك الشعب، اثناء القيادة، وفي العمل، كما في التعاطي مع محيطه، فزادت الاشكالات الفردية، والعداوة بين الأفراد.

يؤكّد الاختصاصي في علم النفس العيادي والتوجيه العائلي الدكتور نبيل خوري لـ"ليبانون ديبايت" ان الأمراض النفسية في لبنان كثُرت في الآونة الأخيرة، موضحاً انها باتت شائعة أكثر نظرا لزيادة نسبة الوعي عند الشعب، وخروجه من دوامة الخجل بالاعتراف بانه يعاني من مرض نفسي أو عصبي ما.

يشرح خوري بداية عن تأثير الحرب ومخلفاتها على الشعب اللبناني، وما تبعها من ضغوط اقتصادية وسياسية واجتماعية، بالإضافة الى تعاطي الممنوعات التي راجت كثيرا، فطبعت كل هذه الأمور المجتمع اللبناني بكادر مرضي. ويضيف "في المرتبة الأولى تأتي حالات الإحباط أو الاكتئاب، وهي الاكثر رواجا عند كافة الفئات العمرية، كما هناك اضطرابات القلق، وحالات الرهاب أو ما يُعرف بالفوبيا، والوسواس القهري وهي ايضا كثيرة وتتزايد بشتّى انواعها، كالوسواس القهري على النظافة، او تنظيم الوقت، وغيرها من الحالات التي لعبت دورها بشكل اساسي وهام في عملية برمجة تفكير اللبناني باتجاه مرضي".

عن تخوُّف من يعانون من ازمة نفسية ما اللجوء الى طبيب او معالج نفسي بسبب كثرة الأدوية المهدئة التي باتت بالفترة الأخيرة تُعطى من دون تشخيص مفهوم لنوع وسبب المرض، يشير الدكتور خوري الى ان هناك احيانا سوء تشخيص لحالات ما، ولكن بالمنطق فإن الطبيب عندما يفحص المريض ويجد انه لا يعاني من اي مشكلة فيزيولوجية وجسدية يلجأ الى الطب النفسي. وعلى هذا الاساس يحتاج بعض المرضى الى معالجين نفسيين وآخرون الى أطباء يعالجون بالأدوية المضادة للاكتئاب، والمهدئة والتي تساعد على فرز هرمون السعادة في الجسم.

يحمّل الدكتور خوري مسؤولية زيادة الأمراض النفسية عند الفئة الشابة الى استحقاقات الحياة، وضغوطها اليومية. فالضغوط المدرسية والجامعية تُحمّل الفرد أكثر من طاقته، حتى اضفت المدارس وسائل لتعذيب النفوس بسبب برامجها المثقلة، إذ يدرس التلميذ 7 ساعات في المدرسة ليعود ويتذمر 4 ساعات في المنزل. حتى للفئة الشابة العاملة تؤثر كثافة ساعات العمل، ومحاولة التنسيق بين الجامعة والعمل، او بين المهام والهموم سلبا على الصحة النفسية، وخصوصا ان اللبناني بات يلجأ لوسائل التواصل الاجتماعي للتنفيس على تلك الضغوط وتقليل ساعات نومه الأمر الذي يزيد الطين بلّة.

أصبح سياق حياة اللبناني اليومية ينعكس الى منحى سلبي يؤدي الى ضياع البوصلة، واضطرابات نفسية على كافة المستويات، من ناحية السلوك، وتقبل أي تغيّر، وصعوبات في التأقلم خيبات الامل المتتالية، والفشل، وضعف الحالة المادية بالتالي تخلق حالات من الاحباط تصل بعض الاحيان الى الانتحار، وهي الحالة التي ارتفعت نسبتها وتستمر بالارتفاع في هذه الفترة، يقول الدكتور.

يشدد خوري على أهمية تكثيف الحملات الإعلامية التي تتعلّق بالطب النفسي، لنشر التوعية والثقافة، وزيادة نسبة وعي المجتمع اللبناني، قائلاً "اللجوء الى الطبيب النفسي لا يعني أنّك مجنون، فأولى شروط زيارة المعالج النفسي الذي يعتمد على محادثة الشخص لتشخيص مشكلته، الأمر الذي يستحيل لمن يعاني من اي نقص عقلي، ولا قدرة لديه بالتمييز بين الخطأ والثواب. إذا من يزور المعالج النفسي من الضروري ان يكون بكامل قواه العقلية. وعلى الجميع ان يدرك ان المشاكل النفسية لها حلول وتعالج تماما كالأمراض الجسدية، فكفى خوفاً وتردداً، كلنا بحاجة للصحة النفسية".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
كلاب بوليسية وانتشار أمني... ماذا يجري في الضاحية؟ 9 إشكال وجرحى في بلدة لبنانية... ما علاقة "الزوجة الثانية"؟! (فيديو) 5 الحقيقة بشأن جريمة باسكال سليمان 1
"الرجل الطيب الودود"... الحريري ينعى زوج عمته 10 بعد كشف ملابسات جريمة العزونية... بيانٌ من "التقدمي الإشتراكي"! 6 آلاف المقاتلين السوريين في لبنان ينتظرون "إشارة العم سام"... ومعلومات من أوروبا! 2
من زغرتا… عملية جديدة تُضاف إلى سجل النزوح السوري وابن البلدة في غرفة العناية الفائقة! 11 وكالة اميركية تتحدث عن تلقيح السحب بِفيضانات الإمارات! 7 بو صعب خارج "التيّار" رسميًا! 3
توقيف المشتبه بِهم بِجريمة قتل ياسر الكوكاش! 12 "ما زلت أحفظ شيئاً من الود"... وهاب "يهدّد" خلف الحبتور! 8 الحزن يخيم على عائلة الحريري! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر