Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
من يَلعب بالنار في صيدا؟
عبدالله قمح
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الثلاثاء
16
كانون الثاني
2018
-
1:00
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
إذا كانت اسرائيل تقدّم المبرّرات لغاراتها التي تستهدف مخازن اسلحة في سوريا تقول أن ملكيتها تعود لحزب الله، مدرجةً ذلك ضمّن خانة "العامل الوقائي ومنع إدخال نماذج اسلحة متطورة إلى لبنان"، فكيف لها تفسير ما أقدمت عليه من "وخزة" في خاصرة جنوب لبنان نهار الأحد الفائت؟
السؤال الذي شغل بال دوائر في بيروت، هل محاولة اغتيال القيادي في حركة حماس، محمد حمدان (أبو حمزة حمدان) تأتي ضمن سيناريو يراد تعويمه في لبنان، أمّ أن المحاولة جاءت بشكل منفصل؟ وكيف سيكون شكل الرّد عليها؟
لا يمكن وصف فعلت تل أبيب إلّا "لعب بالنار" وتفسّر كمن يداعب المسدّس بين يديه ثم تنطلق منه رصاصة لتصيب قدمه! "إطلاق النار" هنا لم يأتِ عن طريق الخطأ، بل عن سابق اصرار وتصميم في اعادة تفعيل معركة الادمغة وجعل لبنان مسرحاً لها.
إن الشخص المستهدف –كما سرّب- هو شخصية بعيدة عن الاضواء وغير معروفة لدى متابعي الشأن الفلسطيني، ما يعني أنّه يلعب ادواراً أمنيّة على صلة بمجموعات الداخل ولا يمكن فك ارتباطه عن المقاومة في لبنان. لذا يصبح الهدف ذات خاصيّة أمنيّة عالية القيمة بالنسبة إلى اسرائيل.
وما يفسّر قيمة الهدف هو الارباك الذي وقعَ به جسم "حماس" في بيروت، بين نفي علاقة حمدان بها ثم تأكيد ذلك وتوجيه اصبع الاتهام إلى تل أبيب.
وفي التفسير الأولي للعمل العدواني، يلاحظ أن شكل العمليّة وطريقة تنفيذها والهدف الذي اعتمد لا يمكن وضعها إلّا ضمن خانة صراع "الأذرع الطويلة" مع المقاومة، كذلك لا يمكن استثناء حزب الله من الحجارة المتطارية من التفجير. لذا تصبح العملية متعدّدة الاوجه.
وثمّة اعتقاد ساد بيروت بعد العمل، أن اسرائيل قد تكون ادخلت تعديلات على رزنامة عملها الامني الذي أخذ أشكالاً متصاعدة منذ دخول الحرب السورية مرحلة المواجهة الشاملة ربيع عام 2013، لناحية نقل المعركة إلى أبعد من حدود سوريا.
لذا انتقلت إلى توسيع لعبة الاذرع الطويلة لتعود مجدداً إلى لبنان. ويرشح استناداً على ما حصل، أن نستضيف مبارزة بالحرب الامنيّة من النوع القاسي منذ الآن وحتى وقت ليس بقصير.
مبعث هذا الكلام الآن له عدة ابعاد:
- وشوك الحرب السورية (بالمعنى الميداني) على الافول لمصلحة "معارك" تفاوض سياسي
- وقوف لبنان على خط تبدّلات ينتظرها في الربيع وتأتيه من بوّابة الانتخابات النيابيّة
- ملاحظات الاستخبارات الاسرائيليّة عن تنامي درجات ارتفاع الغضب لدى فلسطينيي الضفّة الغربيّة من جراء الممارسات وآخرها "ضمّ القدس"
- النصائح التي ترتبط بالابقاء على اشغال حزب الله بالمساءل الجانبيّة وحرفه عن اعادة تمتين العلاقة مع فصائل المقاومة الفلسطينيّة
وللحقيقة، فان مبعث قلق الاسرائيليين يكمن في عدة شقوق بيد أن الاخير ابلغها، إذ أن الاعتقاد السائد في العقل الاسرائيلي يقول بوجوب عدم ترك حزب الله يرتاح من الجبهة السوريّة كي لا يعاود تركيزه نحو الشق الفلسطيني خاصة في ظل توفّر الاسباب الميدانيّة لذلك.
وبصرف النظر عن واقعّية هذا الاعتقاد الاسرائيلي من عدمه، يوضع حديث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كمجال للمقارنة، حيث كشف قبل أيام عن "اجتماعات تُعقد مع فصائل المقاومة الفلسطينية بهدف تنظيم التواصل والتنسيق والدفع لانطلاق الانتفاضة الثالثة، مع تقديم كلّ أنواع الدعم اللازم".
ويبني متابعون الرسم التشبيهي للحادثة، بأنّها تندرج ضمن لعبة قطع الايدي بين المقاومة في الخارج والمقاومة من الداخل، وقطع اليد أمام أي خطوة يسعى حزب الله إلى تعزيزها وتطويرها، أي أن الاستهداف ثنائي الاهداف.
وتبعا لذلك، تشير خلاصات بأن اسرائيل آخذة بالتموضع ضمن إطار جديد في اللعبة يعتبر متابعون أن "حادثة صيدا" ليست سوى تفصيل صغير فيها.
ولا يمكن تجاوز الشق الثاني المرتبط بالانتخابات، إذ أن التقارير المتوّفرة تدور حول تخوّفات تسود خصوم حزب الله من القانون الانتخابي المعتمد بوصفه يعطي افضليّة لحلفاء الحزب ويعيد دوزنة الاحجام على الساحة.
لذا تصبح المصالح مشتركة وذات امتدادات. وللحقيقة، فإن الاعتداء الذي فاجأ الجميع لم يفاجأ المقاومة تحديداً كونها باتت على دراية بالنشاط الاستخباراتي الاسرائيلي الاخير الذي أخذ من صيدا قاعدةً له.
ولا بد من الاشارة أن محاولة الاغتيال تأتي ضمن تقاطعات يعيشها لبنان حالياً وسط تكهنات بامكانيّة ارتفاع "جدار النار" فيه كلّما اقترب من موعد الانتخابات، وهذا يسند على ما قاله وزير الداخليّة قبل أيام، من أن الخلايا الامنّية تعيد تجديد نفسها كل ستة أشهر.
ويصح في هذا المقام لفت النظر إلى عمليّة توقيف عميل أقرّ بأن مشغله الاسرائيلي طلب منه اجراء مسح لطرقات تسخدمها النائب بهية الحريري للتنقل، وذلك في اعقاب استقالة أبن أخيها رئيس الوزراء سعد الحريري بايام.
وهناك تفسير يصح اتخاذة كقاعدة تفسّر أسباب اتخاذ صيدا بالتحديد موقعاً لهذا النشاط، وهو أنّها بوّابة الجنوب، لذا يصبح استخدامها في اللعبة الامنيّة ذات رسائل واضحة تعني أن بوابة الجنوب ليست آمنة فكيف بالجنوب اذاً؟
اللافت بمحاولة الاغتيال، أن جرى فيها استخدام عبوة موجّهة قدّرت زنتها بـ500 كلغ، ما اعاد المشهد إلى ما قبل العام 2004 حين اُغتيل عدد من قيادات حزب الله الذين ارتبطوا عضوياً بالملف الفلسطيني بنفس الطريقة، أي عبوة بالسيارة.
وفي القراءة الاوليّة للتفجير، فالعبوة وُضعَتْ أسفل السيّارة تحت المكان المخصّص لكرسي جلوس السائق وليس داخلها، وهذا يمكن تأكيده من عدم انفجارها عند فتح الباب، بل انفجرت حين كان "حمدان" يقوم بوضع اغراض في صندوق السيارة، ما يدل على ان التفجير تم عن بعد.
ولو كانت العبوة موضوعة داخل السيارة مثلاً، لكان انفجارها قد حدث عند فتح الباب (كاغتيال الشهيد غالب عوالي عام 2004) فتنتفي الحاجة لعميلٍ مفجّر.
وفي حين اعتمدت نظرية التفجير عن بعد، لا زال الجدل قائماً حول كيفية حصول التفجير، هل قام به عميل مسح المنطقة واستقر في نقطة مثالية اتاحت له رصد الهدف واختيار التوقيت المناسب ثم ضغط زر التفجير بجهاز التحكّم، ام ان هناك طائرة استطلاع قامت بالمهمة؟
هناك نظريتان، واحدة يذهب الظن بها إلى امكانية استخدام طائرة استطلاع مسيّرة في تنفيذ العملية، وهي نظرية قائمة لكون اسرائيل اعتمدتها في تنفيذ اغتيالات بحق المقاومين في غزة.
ولاثبات ذلك، تقوم التحقيقات على عناصر فنية وتقنية، حيث يجري سحب معطيات الردارات الموضوعة في المطار للتأكد ما اذا تزامن الانفجار مع تحليق للطيران الاسرائيلي.
وما يزيد من حظوظ هذه النظرية، هو هامش الخطأ الذي حصل في العملية، فالمستهدف نجا باعجوبة من عبوة قاتلة، وسبب النجاة تعود الى الخطأ في تقدير مكان وقوقفه الذي قد يعود سببه الى بعد مكان الرصد ما يجعل مجال الرؤية محدود، وهذا يخدم فكرة التفجير من فوق وليس من تحت.
وهناك نظريّة ثانية معاكسة تماماً للاولى تعتبرها مصادر متابعة أنّها دقيقة أكثر، وتقوم على عامل تسخير العميل الميداني للمهمّة، فقام بوضع العبوة واستنسبَ موقعاً يتيح له مجال رؤية واضح منتظراً قدوم الهدف.
وفي تحليلها لهامش الخطأ الذي حصل، تقول المصادر أن العميل ربما عانى من ضغط نفسي ما وتسرّع لكون المنطقة المتواجد فيها شعبية وخشي انكشاف امره، فتعامل مع الوضع بسرعة وبنتيجة الارباك قام بضغط الزر دون اكتراث بضرورة اقتراب الهدف من باب السيارة وليس صندوقها.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا