"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

تشتهر المتن بوصفها "أمّ المعارك المسيحيّة"، إذ إنّ هذه الدائرة تضمّ ثمانية مقاعد نيابيّة تتوزّع على أبناء الطائفة، بأربع مقاعد مارونيّة، مقعدين ارثوذكسيَّيْن، مقعد كاثوليكيّ، وآخر للأرمن الارثوذكس، ما يجعل المُنافسة شرسة بين "التيّار الوطنيّ الحرّ"، و"القوّات اللبنانيّة"، و"الكتائب"، و"السّوري القومي الاجتماعي"، وعدد من الشخصيّات السياسيّة المُستقلّة ذات الحضور القويّ والشعبيّة اللافتة.

اليوم، تتحضّر دائرة المتن، لخوض معركة جديدة بعد طول غياب وتمديد، والعين على المقعد الكاثوليكي، إذ بدأت تنضج الاسماء، وتظهر الى العلن، وسط منافسة جدّية سيشهدها هذا المقعد نظراً الى حماسة المُرشحين الذين يطمحون للوصول الى الندوة البرلمانيّة للتحدث بصوت النّاس ومشاكلهم الكثيرة وتنفيذ عهود سيقطعونها خلال فترة الانتخابات.

وفي هذا السّياق، أشارت مصادر مطلعة لـ"ليبانون ديبايت" الى أنّ "الوطني الحرّ يُعدّ الحزب الوحيد الذي حسم خياره عن المقعد الكاثوليكي من خلال تبني ترشيح ادي معلوف، نجل الشهيد العميد الركن بولس معلوف، ورفيق درب المُناضلين في التيّار، وهو من الوجوه الشّابة الواعدة التي يعلّق العونيون آمالهم عليها في المتن الشمالي". وترتفع حظوظ معلوف في حال التحالف العوني - القواتي الذي يعني حسم المقعد له مقابل ترشيح القوات لـ "ادي ابي اللمع" عن المقعد الماروني، وهذا وارد بعد التطور الجديد والايجابي الذي طرأ على العلاقة في الآونة الآخيرة.

وأضافت أنّ "من بين الاسماء المطروحة، صهر آل الجميّل السّابق رجل الاعمال ميشال مكتّف الذي ترأّس سابقاً مجلس الأقاليم والمحافظات في حزب الكتائب، والذي يدور اسمه بشكل لافت في الفلك القوّاتي، علماً ان حزب القوّات لم يحسم خياره في هذا المجال، وما إذا كان سيتحالف مع الكتائب. عندها، قد يعمد الى الذهاب بمرشّح آخر، تفادياً لأية استفزازات عائليّة. في حين يتسرّب اسم وزير الإعلام ملحم الرياشي الا ان الترشيح لا يزال غامضاً، في الوقت الذي يبرز فيه اسم الوزير السّابق الان حكيم والمُرشّح جورج قسيس كتائبيّاً".

المُرشّح ادي معلوف، وهو ابن شقيق النائب إدغار معلوف، أوضح لـ"ليبانون ديبايت"، أنّه "خاض المراحل التمهيديّة الثلاث التي ينصّ عليها النظام الداخلي في التيّار قبل اختياره مرشّحاً عن المقعد الكاثوليكي في المتن، إذ إنّه حلّ بالمرتبة الاولى كاثوليكيّاً في الانتخابات الداخليّة المُخصّصة لحاملي البطاقات، وكذلك في استطلاع الرأي الذي شمل الحزبييّن والمُستقلّين الذي أكد حجزه بعد هذه الخطوات المقعد الكاثوليكي".

معلوف الذي يشغل منذ سنوات منصب مدير قطاع المأكولات والمشروبات في كازينو لبنان، وناضل حزبيّاً فنقابيّاً ومحلّياً، أكّد "التزامه بخطّ التيّار الوطنيّ الحرّ، والعمل لمصلحة لبنان والقضاء خصوصاً، من خلال الاطلاع على الملفّات المطروحة والعمل على تنفيذها وتلك التي تعني المنطقة وأهلها، ولا سيّما المُتعلّقة بالشأن السياحي والبيئي والرياضي، وغيرها من العناوين العريضة التي ترتبط بالمشاكل الكثيرة التي يعاني منها المواطن المتني واللبناني عامةً، لناحية البنى التحتيّة والانماء والاستشفاء والكهرباء والغاز والنفط وفرص العمل".

ولفت الى أنّ "التركيز الاكبر اليوم عند التيّار يصبّ في الشقّ الاقتصادي، الذي بات اولويّة، ويعدّ بمثابة مفتاح الحلول لأزمات كثيرة أتعبت المواطن لسنين طويلة"، مُستبعداً حصول مفاجآت على صعيد المتن بعكس غيرها من الدوائر".

بدوره، أشار ميشال مكتّف الى أنّ "الصورة لم تتوضّح بعد خصوصاً لناحية التحالفات التي قد تبدأ بالظهور خلال شهر تقريباً، ومن المُتوقّع أن ينحصر التنافس بين لائحتين أو ثلاثة لوائح"، لافتاً الى أنّ "مسألة ترشّحه منفرداً أو ضمن لائحة لم تُحسم بعد، علماً أنّه يُفضّل الترشح ضمن لائحة حزبيّة قريبة الى خطّ 14 آذار على قاعدة "ما بعرف اشتغل إلا ضمن مجموعة".

ولفت مكتّف الى أهميّة تحالف "الكتائب" و"القوّات" خصوصاً على صعيد المتن حتّى تكون المعركة مُتعادلة، والاّ سيكونان في دائرة الخطر، وستبقى لائحة "الوطنيّ الحرّ" هي الأقوى. من هنا تكمن مصلحة الحزبين في الالتقاء لرفع حظوظهما الانتخابيّة، خصوصاً أنّهما ولدا من رحم واحد، ويعملان وفق العناوين العريضة نفسها والمبادئ ذاتها والثوابت التي يؤمنان بها، بغض النظر عن الخلافات التي تطاول بعض التفاصيل، وسبق أن ترافقا سويّاً في مراحل تاريخيّة ووطنيّة كثيرة".

وأضاف "هناك تقارب في وجهات النظر خصوصاً مع بعض القوى المستقلّة، لكن الصورة لم تتوضّح بعد، علماً أنّ الجميع بحاجة لبعضهم البعض، فلا أحد يمكنه تأمين الحاصل الانتخابي وحده، فهو مرتفع والصوت التفضيليّ واحد، وتركيبة اللوائح تعدّ أمراً اساسيّاً للمقترع". وأوضح أنّ "العونيين هم الأقوى، لكن التحالف معهم غير وارد نظراً لوجود اختلاف سياسيّ كبير، في حين أنّ القوّات والكتائب هما الحلقة الاضعف من هنا ضرورة تحالفهما سويّاً".

أما المُرشّح جورج قسّيس الذي يحمل شعار "من الشعب والى الشعب"، لفت الى "أنّ هناك مساع للدخول في لائحة حزبيّة الاّ ان الامور ليست واضحة حتّى الآن، خصوصاً أنّ التنافس المتني يطاول كلّ المقاعد التي توجد فيها أكثريّة المكوّنات السياسيّة".

قسّيس صاحب النضال الكتائبي والباع الطويل في السياسة والمشاريع الخدماتيّة، والمُقرّب من أهالي المتن بشكل خاصّ، اعتبر أنّ "القرار اليوم بيد الشعب اللبناني لإيصال الشخص المُناسب للموقع المناسب، وهذه فرصته الكبيرة انطلاقاً من القانون الجديد القائم على النسبيّة وجوهره الصوت التفضيلي". ودعا الشعب الى "العودة عمّا كان عليه سابقاً، يوم كان ينادي بصوت عال، ويثور ذاتيّاً على الظلم والفساد، وينتفض بمجرّد حصول اي تغيير يطال حقوقه ويمسّ كرامته ولقمة عيشه، بعكس ما هو عليه اليوم حيث بات صوته مكبوتاً ومكتوماً".

وأكّد أنّ "الانسان في لبنان هو هدفه الاوّل والاهمّ، حتى يعيش بكرامة في بلده، بعيداً من الطبقيّة والتمايز والتفاوت والوساطة والتمييز، ليكون المجتمع واحداً، عادلاً ومتساوياً في الحقوق والواجبات".