Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
المهمّة المستحيلة في بيروت
عبدالله قمح
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الخميس
18
كانون الثاني
2018
-
1:00
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
لا أحد يحسد السعودية على وضعها اللبناني الراهن. هناك قانون انتخابي يفسّر على أنه يخدم حزب الله. ثمة رئيس يقبع على رأس السلطة هو حليف لحزب الله. هناك تشتّت لدى المحور الداخلي الخصم لحزب الله.
رئيس أكبر تيّار سُنّي يُتّهم "سعودياً" ومن خلفها من حلفائها الداخليين أنه يُساير حزب الله ويصفه بـ"عامل استقرار" أي يقرن القول بالفعل. فاعليّة المكوّنات السياسيّة الاخرى المخاصمة لحزب الله في ما خصّ الوقوف بوجهه تكاد منعدمة، حتى أن السُنّة الاخرين ممن يسعون للتقرّب من السعودية وتبؤو مناصب مهمة، لا يمُنون على كشكين بقرية، فكيف لهم أن يقفوا بوجه الحزب؟
هل السعودية مرتاحة؟ لا! هل حلفائها مرتاحون؟ أيضاً لا، إذاً "مش راكبة كيف ما برمتها" مع السعوديّة بوجه الحزب، وما يزيد ويلاتها أن كل الرياح تسير بعكس تيّارها، فما العمل؟
يسرب بين الفينة والاخرى أنباء عن مساعٍ سعوديّة لاعادة احياء فريق الرابع عشر من آذار تحت مسمّيات شتّى، تكذبها حيناً مصادر وتؤكدها احياناً أخرى. الثابت في ما يدور خلف الكواليس أن هذا الوحي ينزل كلّما أتى مسؤول سياسي سعودي ليستلّم دفّة الملف اللبناني ثم تنضب حين يأفل عنه.
هكذا حصل مع الموظّف السابق، الوزير ثامر السبهان، وهكذا متوقّع أن يحصل مع الوافد الجديد، المستشار في البلاط الملكي، نزار عَلولا، الذي يتوقع أن يحط في بيروت قريباً. لكن مصادر سرّبت لـ"ليبانون ديبايت" أن الموعد عدل عنه مرحلياً بعد فضح أمره وتناوله في الاعلام.
وبانتظار تحديد موعدٍ جديد وكي لا نستبق الامور، نود لفت عناية الوافد الجديد، أنَّ ما يطّلع به الآن كان زميله السبهان قد اطلعَ به سابقاً، وكانت النتيجة أن صعدَ بالسياسة السعودية على مطبّات خطرة، فاُبعد عن منصة تويتر لاسابيع ثم جرى اقصاؤه لاحقاً.
مبعث الكلام نقدمه كنوعٍ من أنواع النصح للزائر كي لا يذهب كثيراً مع الموجة، خاصة إذا صح ما يسرّب من هنا وهناك حول حلوله ضيفاً موكلاً مهام الاشرف على الانتخابات النيابية. وهنا يصبح الجواب على السؤال اعلاه "ما العمل" مبيّناً، "التدخّل المباشر بأمور الانتخابات"، والمفارقة أن التدخّل يأتي من بلد لا انتخابات تجري فيه!
ترفض مصادر الحديث عن شكل زيارة عَلولا، حتى انها لا تدري ما اذا كان سيحطّ رحاله عند الرئيس سعد الحريري أم لا. جلّ ما يخرج عنها أنه قادم لترتيب الاوراق الانتخابيّة المبعثرة على الساحة.
لا بد من لقاء يجمعه مع الحريري إذاً لا من شيء إلّا لأن الرّجل يمثل -شاؤوا أم أبوا- الحالة السُنيّة، أمّا التكهّن بشكل اللقاء وما سيتمخّض عنه يصبح عندئذٍ ضرباً في المجهول.
الامور الراهنة تشير لاستمرار الغضب السعودي من الحريري ضمن سقف مضبوط لا يغلق الباب على مفاجأة أو اختراقات يُمكن التماسها من لفتت القائم بالأعمال السعودي السابق في بيروت وليد البخاري الذي اعاد نشر فيديو للشهيد رفيق الحريري سبق أن نشره الرئيس سعد مرفقاً بكلمة "اشتقنالك".. واشتقنالك هنا لها مدلولات كثيرة لا تبدأ عند الاشتياق لدور الرئيس الشهيد ولا الشوق لعودة نجله الى الحضن السعودي!
وتأسيساً تصبح زيارة عَلولا إلى الحريري ضرورّية، إذ في جعّبة الضيف الكثير من الكلام الذي يمرّ من ضرورات "المصلحة" في اعادة ربط اطراف 14 آذار وتعارض مصالح الحريري الراهنة لذلك نسبة لابرامه تحالفاً مع التيّار الوطني الحرّ.
عند هذا الحد تصبح الزيارة مفصليّة وفيها أمران، أمّا أن يخرج الضيف السعودي بجواب مرضاً عنه، وأمّا لا، فيحصل عندها الافتراق الانتخابي بين الحريري ومرجعيّته لتفتح الابواب أمام "تسونامي شخصيات" ستهجم عليه لتضربه بقوّة كما يحصل في لعبة "angry birds" تماماً.
الثابتة الوحيدة لغاية الساعة، أن عدّة شغل عَلولا بدأت معالمها تتضح خاصة اذا ما قرأنا في فنجان "العشاء الاخير" الذي اقامه السفير الامارتي ببيروت حمد الشامسي في منزله ودعيَ إليه السفير السعودي الجديد وليد اليعقوب إلى جانب سفراء عُمان الكويت ومصر.
وبينما تردّد مصادر أن العشاء هو "لقاء تعارف بين السفير السعودي الجديد وحشد من السياسيين اللبنانيين والدبلوماسيين العرب الضليعين بالشأن اللبناني"، يُمكن لهوية الشخصيّات الحاضرة أن تنسف هذه النظرية، إذ يتبيّن انها على معرفة سابقة بـ"اليعقوب" أبّان عمله كمساعد للسبهان.
وفي المناسبة تُكال لهذه الشخصيات الحاضرة كـ" فؤاد السنيورة، النائب الحالي سامي الجميل والسابق فارس والكاتب الصحفي رضوان السيّد" الاتهامات حول الضلوع بـ"مأزق الرئيس الحريري في الرياض".
وفي حين يؤكد أكثر من مصدر أن الحديث الانتخابي لم يغب عن اللقاء، حيث استفاض الضيوف اللبنانيين بشرح بعض الوقائع، تقول اوساط متابعة أن من حضر يمكن تصنيفهم كنواة "الفريق الذي سيمثل وجهة النظر السعودية في الانتخابات، وسيتمخض عنه مرشحين يدورون بفكله".
الدخول السعودي إلى الانتخابات المغطّى اماراتياً كان محلّ انتباه ثم ردّ من وزير الخارجية جبران باسيل الذي رفع السواتر امام "تحرّك السفيرين" واطلق سهاماً من النوع السام كتنبيهه العاملين في المجال الديبلوماسي، "من أول الطريق، ان يلزموا حدودهم وان يلتزموا بالاصول الديبلوماسيّة والاتفاقات الدوليّة" لافتاً نظرهم أن "الايّام التي كان يتدخل فيها السفراء ويعيّنون نواباً، انتهت، والآن اللبنانيون هم من سينتخبون نوّابهم وليس السفراء".
وفي وقتٍ فُهم أن المقصود هي السعودية أكثر من غيرها، فسّرت مصادر أن لدى "فريق رئيس الجمهورية" معلومات –ربما- عن خطط سعوديّة يجري العمل على تأمين ارضية تنفيذها.
وبينما البحث جارٍ حول ماهيت هذه الخطط، يسري اعتقاد بأن الكباش السياسي بين السعودية من جهة وفريق رئيس الجمهورية ومعه حزب الله من جهة ثانية آخذ في الاستعار كلما اقتربنا من موعد الانتخابات التي تبدو مؤشراتها تميل نحو حصول حلفاء عون - حزب الله على 75 نائباً.
ومقارنةً مع حسابات البيدر، تبدو مهمة السعودية في "فرملة" هذا الوقع شبه مستحيلة، وكل ما يمكن أن تفعله هو تحقيق ما يجري تداوله على اكثر من صعيد، ويدور حول رصد نوايا سعوديّة لانشاء "كتلة انتخابية متراصة" تكون "Balance" وعلى تماس مع كتلة الحريري وحلفائه الجدد في التيّار، واللافت في حديث المصادر، أن اعضائها سيتوزعون على ثلة المعارضين المعرفين وشخصيات سنيّة ستكون غالباً من "الحرس القديم للحريري".
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا