Beirut
16°
|
Homepage
إلى إبني في يومِ مولِدِه....
زياد الشويري | المصدر: ليبانون ديبايت | الاربعاء 28 شباط 2018 - 12:44

"ليبانون ديبايت"ــ زياد الشويري

في عيدِكَ التاسع عشر
أراكَ رَجلاً على غفلَةٍ مِن عمرِ أبيك..
تسع عشرة سَنة،
وقلبي يرافقُ سنيّك على الطرقاتِ

وأحلُمُ أن تستيقِظَ على وَطَنٍ يليقُ بالنشيد الوَطَني،
يليقُ بحبِّك لَه،
أنتَ الذي مثّلتَهُ في كل دولِ العالَم
ورَفعتَ عَلَمَهُ في كلِّ الساحات الرياضيَّة.
مِن رياضَة المبارَزَة
التي تُوّجتَ فيها بَطلاُ
ما زلتُ أبحَثُ لَكَ عَن وَطنٍ
لا يتبارَز فيه الزعماءُ إلا على خدمَة الوَطَن..
فلا يبقوا متبارِزينَ بالدّم والحِقدِ
وببطولات فوقَ جَثامينِ الشهداء...
وتسألُني
لماذا لا يتبارزونَ بالنّقاط بدل الرصاص؟
فماذا أُجيبُكَ يا بنيّ؟
ما زلتُ أنتظِرُ الوَطَن
منذُ خمسينَ عاماُ.
وأنتَ تثنيني عَن الترشّح للإنتخابات
أتأمَّلُ بحرصِكَ الرائِع
وأقولُ لَكَ إنَّ لبنان يستحقُ أن نحاوِلَ معهُ
كلَّ أشكالَ الإنتماءِ المبارَك.
لا تخَف، لن أكون من أولئك الذين ينبذهم الناس،
وتعلم مقولتي إن ليس كل أهل السياسة أهلاً للوطن.
إنهُ فِعلُ إيمانٍ برائِحَة التراب
التي تضمّ رفاتَ جدِّكَ
الذي عاشَ ليرى قيامَة لبنان فَلَم يَرَها...
إنَّها عودة كريمة للمهجرين الذين كادوا ان ينسوا مساقط رؤوسهم من كثرة البيع والشراء على رؤوسِهم، والشراكة لا تُعطى مِنّة من أحد، بل تؤخذ بالقرار الحر لتُستحق.. وإذا لم يتحقق ذلك اليوم فعلى أرضنا وبلداتنا السلام..
إنَّها الإرادَة التي تَدفَعنا للذهاب إلى عَمَلِنا كلَّ يوم،
وإلى ان نحلمَ بِغَدٍ فيهِ ما يَكفي من الشمس،
لتضيئَ على الفقراء والأغنياء.
في عيدِكَ التاسع عشر،
سأهديكَ حلماً مؤجّلاً برسمِ الإستقرار.
أواكِبُ طموحَكَ اللامتناهي
ووسطَ بردِ الوَطَن أشعِلُ لَكَ مدفأةً مِن حَطَبِ الرّجاء،
وأستَهيبُ اللحظَةَ التي ستفاتِحُني فيها بالسّفرِ إلى مَوانئَ غَريبَةٍ
وأحارُ ماذا أقولُ لَكَ....
هَل أُثنيكَ عالِماً أنَّ سنيِّكَ الغالية
ستنتظِرُ طَويلاً شكلَ الوَطَن؟
هَل أطلِقُ سراحَ طموحِكَ فأكتوَي بثلجِ المسافات؟
أعودُ إلى مسقِطِ رأسي الدّامور
وعسى عَودَتي إلى عطرِ سهولِها
تعيدُ إليكَ شهيَّةَ التعانقِ والإنخِراطَ في مشروع الإنتِظار.
أقطَعُ قالبَ الحَلوى برسمِ الرّجاءِ المتأخِّر
وأدعو لَكَ بوطَنٍ ينتَظِرُكَ
ويكونُ عَلى قَدرِ أحلامِك
وإذا كنتُ مصرّاً على رفعِ الصّوت
فلأني لا أملكُ سوطاً إجلِدُ فيهِ الخَطايا
التي ارتُكِبَت بحقِّ آلافٍ مِن الشباب بمِثلِ عمرِكَ اليومَ يا بنيّ.
أشعُرَ يا زَميلَ العمر أنني مارِدٌ مِن لَحمٍ ودَم كلَّما مشيتُ إلى جانِبِك
وكلّي إيمان أنَّكَ ستعودُ إلى عطرِ الوَطَن كلّما تهدّدت زهورُهُ
وكلّما هبَّت العواصِفُ لتقتلِعَ إصرارَك بالتجّذر في حبِّه.
كلّ عامَ وأنتَ بخير يا بنيّ
وكلّ عام وأنتَ بطل ،
علَّكَ تعلَّمُ المتبارِزين على ساحة الوطن
أنَّ أجمَل رياضَةٍ في العالَم
هيَ رياضَةُ المحبَّة والعيش الواحِد.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"سوريا الثورة" تثير البلبلة في البترون! (صور) 9 الحزن يخيم على عائلة الحريري! 5 بو صعب خارج "التيّار" رسميًا! 1
إنتشار عسكري "غربي" في لبنان وحشود إيرانية وروسية وصلت.. عماد رزق: بيروت ستقصف وحرب التحرير بدأت! 10 "رح نحمي بيوتنا" و"الله أكبر سوريا"... غضبٌ عارمٌ وثورة سورية قريباً في البترون! 6 الحقيقة بشأن جريمة باسكال سليمان 2
نائب يتعرض لوعكة صحية! 11 "الرجل الطيب الودود"... الحريري ينعى زوج عمته 7 كلاب بوليسية وانتشار أمني... ماذا يجري في الضاحية؟ 3
إشتباك أميركي - سعودي.. البخاري يعلق مشاركته في الخماسية؟ 12 في جونية... سوريّون يسرقون مخزناً للبزورات! 8 إشكال وجرحى في بلدة لبنانية... ما علاقة "الزوجة الثانية"؟! (فيديو) 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر