الدفاع عن الحق بات عنواناً فارغاً من مضمونه ضمن مشروع بعض الساعين الى المقاعد العامة ، عبر التسلق على مآسي البعض، متناسين عنوان حملاتهم العريض ومجزئين هذا الحق وغاضّين النظر عن قسم منه لمصالحهم الخاصة التي قد تعلو معهم وترتفع فوق كل الحقوق.

سمعنا رئيس الاتحاد العمالي العام يدافع عن موظفين حُرموا من مستحقاتهم ، سمعناه يتكلم عن الحقوق بعنفوان فتشنا عنه نحن المالكون القدامى في خطابه عنا فلم نجده في كلامه حين جاهر بالنداء لاستمرار احتلال أملاكنا التي هي بالنسبة للكثير منا المدخول الوحيد وثمن الدواء وبدل تعليم اولادنا وسبيلنا الاول والأخير لمواجهة كل الاستحقاقات المادية التي تنتظرنا .

يا حضرة رئيس الاتحاد العمالي العام ، ماذا عن حقوق العامل الذي كدّ وعمل وبنى من مجهوده بناءً ليعتاش منه وليحسّن مدخوله من خلاله وليكون هذا المدخول ضماناً لشيخوخته ومسكناً مستقبلياً لأولاده ؟ أين مكانة الدستور في موقفك من الملكية الفردية وأين مبدأ المساواة في حقوق العمال من دفاعك ؟

نحن نرى رئيس الاتحاد العمالي العام من موقعه مدافعاً عن كل العمال وعن حقوقهم جميعا ومساوياً فيما بينهم والاهم الأهم نراه حريصاً على تشجيع العمال على القيام بواجباتهم ولا سيما منها ما يمس بحقوق بعضهم البعض .

حقوق العامل باستيفاء بدل عادل مقابل عمله ، حقوق العامل بالطبابة ، حقوق العامل بالتعليم لأولاده ، حقوق العامل بالتخفيضات الضرائبية ، حقوق العامل بالعطلة السنوية ولكن بأي قاموس او دستور او فقه وجدت يا حضرة رئيس الاتحاد العمالي العام ان حقوق العامل تمددت لتصل الى السكن المجاني بأملاك الغير ولا سيما ان هذا الغير هو عامل أيضاً وحقوقه مقدسة ومكرسة بالدستور ؟

سمعناك مراراً وتكراراً تطالب وتصرّ على زيادة الحد الادنى للاجور في القطاع الخاص وبالمقابل وبمنطق متناقض تماماً تطالب بتكبيل حقوق المالك القديم ، العامل الذي لا تشمله دائرة دفاعك ، عبر محاولتك حرمانه قبض البدل العادل لايجاراته.

ثقافة احتلال املاك الغير ، نمت فقط في اذهان بعض المستأجرين القدامى ، وللاسف انهم جميعاً من اصحاب المهن الحرة التي تدرّ عليهم الثروات ، وللاسف انهم لم يكتفوا بثرواتهم بل راهنوا على سلب المالك القديم حقوقه كي يستمروا بالسكن المجاني وأكثر من ذلك فإن معظم هؤلاء ، مستأجرين قدامى لغير السكن أيضاً وقد صنعوا جزءًا من ثرواتهم عبر اغتصاب حق الملكية بالسكن وبغير السكن .

من يحمل ملف الايجارات القديمة تحت إبطه ويصول ويجول في تحركاته على المسؤولين، واحد من فئتين : مستأجر قديم طامع بالمزيد من المكاسب على حساب املاك الغير او مالك قديم ساعٍ لتحرير أملاكه من الجبروت والظلم المهيمن عليها بسبب شح ومض ضمير البعض.من ليس بمالك قديم ومن سبق ونفى فرضية كونه مستأجر قديم لا يليق به هذا الحِمل، ولا سيما ان كانت مسوولياته المباشرة كثيرة وضاغطة ، فلينزله عن كتفيه وليعلم ان احتلال املاك الغير لم يكن يوماً يشبه الا الظلم وهو بالتالي لا يجب ان يكون ضمن جدول اعمال من يترأس اتحادًا لرفع الغبن عن من يعمل ويشقى .

المطالبة بحقوق فئة لا تعني أبداً مساعدتها على التنصُّل من القيام بواجباتها .

مرتا مرتا ، تهتمين بشؤون كثيرة والمطلوب واحد .

سناء بولس