"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:

تزامناً مع يوم المرأة العالمي، استقرت بورصة الترشيحات في المديرية العامة للشؤون السياسية واللاجئين في وزارة الداخلية والبلديات على 976 مرشحا بينهم 111 امرأة. شكّل هذا الرقم صدمة ايجابية للجرأة التي باتت تتحلّى بها النساء في خوض المعركة الانتخابية بعدما كان عددهن لا يتجاوز 15 امرأة عام 2009، وصلت 4 منهنّ إلى البرلمان.

المرأة هي فعلا نصف المجتمع، لكن هذه العبارة لم يكن لها مكان وسط منظومة سياسية ذكورية سائدة، الى ان حان الوقت لتمرّد المرأة ومحاولة الانطلاق من مكان ما حتى تصبح يوما نصف البرلمان، لما تملكه من مؤهلات تتيح لها ذلك. اللافت في لائحة أسماء المرشحات، هو الخروج من دوامة بنات أو زوجات أو اخوات رجال سياسيين، وعامل الوراثة السياسية، وبروز وجوه جديدة من مستقلات وحزبيات واعلاميات مؤمنات بقدرتهن ودورهن.

نجحت المرأة اللبنانية في وظائف ومهام دبلوماسية وقضائية واقتصادية واجتماعية، ولن يتعذّر عليها النجاح في الحياة السياسية والوصول الى البرلمان، وعلى الشعب ان يؤمن بمشاركة فعلية للمرأة حتى لا تبقى النساء "زيادة عدد" على اللوائح.

في هذا الإطار، تساءلت المرشحة عن المقعد الشيعي في دائرة بيروت الثانية نعمت بدر الدين في حديث لـ"ليبانون ديبايت" عما "اذا كانت النساء الـ111 مرشحات كزيادة عدد على اللوائح، فكم من الرجال الـ 865 المرشحين هم زيادة عدد لاكتمال اللوائح؟". واعتبرت ان "المشكلة ليست في ما إذا كان المرشح انثى أو رجل بل أبعد من ذلك بكثير، وهناك أسماء نواب حاليين بالبرلمان لا أحد يعرفهم، والشاطر هو الذي يترك بصمة".

واعترفت بدر الدين أن الحاجز هو العقلية الذكورية السائدة، وهناك فعلا بعض الأحزاب والشخصيات ضمّوا الى لوائحهم نساء لا خبرة لهن بالحياة السياسية ولا حتى اطلاع، ليس بهدف ان يقودون بهن الى المجلس النيابي بل للتباهي والفخر بضم نساء الى اللوائح، وهم على يقين ان أيا من تلك النساء سينال الحاصل الانتخابي المطلوب، وهنا تكمن الكارثة.

وشددت على أهمية تمتع المرأة بالجرأة الكافية للترشح، والاستعداد لخوض المعركة مهما كانت النتائج، ساعية لتحقيق أهداف لم يستطع الرجال على مر الدورات الانتخابية تحقيقها. وطالبت بإعطاء النساء فرصة للوصول، نؤمن بقدرتهن لأنهن يستحققن ذلك. ودعت المرأة ان يكون صبرها طويلاً لأن المنافسة ليست سهلة في ظل قانون انتخابي مجحف ونسبي بالشكل فقط انما استنسابي في الواقع، وهو أسوأ السيء، على حدّ تعبيرها.

أما عن المشاريع الانتخابية التي تتغنى بها النساء المرشحات بمنأى عن شعارات الأحزاب والتيارات وعناوين الحملات العريضة والكاذبة بمعظمها، فهي تحتم المنافسة بين امرأة وأخرى، وليس فقط بين الرجل والمرأة، بحسب بدر الدين التي اعتبرت ان "هذه المعركة مجرد محطة لأنه لم يكن أحد جاهزاً لخوض الانتخابات وسط الأصداء التي تحضر، وأُقر بها القانون الحالي خلال أشهر قليلة لم يستطع فيها الا أصحاب الشركات الكبرى والثروة الطائلة ايصال صوتهم".

ومن النساء اللواتي برزن ونجحن في الحياة السياسية والعمل البيئي، أشارت رئيسة حزب الخضر اللبناني المرشحة عن المقعد الماروني في المتن الشمالي ندى زعرور في حديث لـ"ليبانون ديبايت" الى ان الحزب اعتمد التوازن في ترشيحاته وتحالفاته مع الأحزاب الأخرى التي تشاركنا المشاريع والأهداف والرؤية، بهدف تأمين الحاصل الانتخابي في الدوائر الانتخابية. وأكدت ان كونها امرأة لم يشكل عائقاً أمامها بل على العكس كان عنصر قوة وحافز لها للتقدم وحيازة الدعم والثقة الكاملة من الأطراف المحيطة.

وأضافت زعرور ان المواطن يجب أن يؤمن ويضع ثقته بالمرشحات، لأن الكرة بملعب الناخب اليوم، وهو الذي سيختار من يمثله ويوصل صوته الى داخل المجلس، مرشح كان أم مرشحة. ولفتت إلى أنه "تحالفنا مع حزب الكتائب في المتن، ومع المجتمع المدني في دوائر أخرى يعود إلى البرنامج الواحد الذي يجمعنا، ولأننا نتكلم لغة واحدة مشتركة، خصوصا في ما يتعلّق بالملف البيئي. وهدفنا تشكيل قاعدة جماهرية معارضة، للضغط على الاهمال الحاصل. الربح والخسارة لا يتحكمان بالنجاح في تحقيق هذا الهدف.