Beirut
16°
|
Homepage
صفقة إنتخابية بين القومي والتيار
المحرر السياسي | المصدر: ليبانون ديبايت | السبت 10 آذار 2018 - 1:00

"ليبانون ديبايت - المحرر السياسي

لا تغدو الازمة الناشئة بين التيار الوطني الحر والحزب السوري القومي الاجتماعي بسبب التمثيل على المقعد الانجيلي في دائرة بيروت الثانية سوى تفصيل صغير لا يفسد في الود قضية بين الطرفين، إذ أن نوايا التحالف تتغلب على اسباب الفراق.

القومي يتصرف على ان المقعد لا زال بحوزة مرشحه فارس سعد، حتى ان ماكينته الانتخابية في الدائرة تتصرف وفق هذا النهج دون اي تعديل يذكر، في المقابل تعمّم ماكينة التيار ان المقعد آل اليها ببركة حزب الله وتدخلٍ رئاسي.


الاجواء هذه لا تعكس صفاء النوايا في دائرتي المتن الشمالي والشمال الثالثة، حيث عقد الطرفان العزم على التحالف المتبادل بينهما على قاعدة تجيير الاصوات في اماكن التواجد، لكن يبدو انه قد جرى استثناء دائرة كسروان – جبيل من هذا الاتفاق بفعل المد والجزر بين حزب الله والتيار هناك، اذ علم "ليبانون ديبايت" ان القوميين يميلون صوب تجيير ما يقارب الـ2500 صوت لمصلحة مرشح الحزب الشيخ حسين زعيتر الذي يعاني من الحصار.

بالعودة الى دائرة المتن الشمالي، فقد ظفر المرشح القومي المستأثر بتمثيل حزبه في الدائرة، غسان الاشقر ببركة التوكيل الرسمي عن المقعد الماروني، لينضم الى لائحة تحالفيه تجمعه مع التيار الوطني الحر وحزب الطاشناق.

ولعل درب اختيار الاشقر الذي كان قد اعلن غزوفه عن الترشح عند بداية السباق، كانت شاقة ولم تأتِ الا بعد ان اصطدم القومي بحائط فقدان خيارات انتقاء ممثل لشغول هذا المقعد.

بداية كانت قيادة الحزب القومي ممثلة برئيس المجلس الاعلى اسعد حرادن، تفضل ان يذهب المقعد صوب الوزير السابق فادي عبود الذي يمتلك بطاقة حزبية لكنه غير ممارس لوجباته، لكن علاقته مع حردان تغني عن كل ذلك.

واجهت القيادة الكثير من الاعتراضات التي يمكن وضع غالبيتها تحت خانة التشكيك بولاء عبود وعدم صفائه الحزبي، على اعتبار انه عضو بتكتل التغيير والاصلاح، ما دفع بالقيادي القومي انطون ابو خليل للترشح في وجهه.

خصصت جلسة للمجلس الاعلى للتصويت على الخيارات المتاحة والفائز بظفر بالتمثيل فمرت جميع الدوائر بسلام الا المتن الشمالي ومقعدها الماروني، فجرى تحديد جلسة اخرى للبت بامر هذا المقعد، فاختير السبت الموافق لـ3 من الجاري موعداً لها.

هنا دخل القومي في مغالطة دستورية وفق الرأي الشائع في صفوف حزب سعادة، إذ يمنع النظام الداخلي ان يجري التصويت على نفس الاسماء في جلسة ثانية، ومعنى ذلك ان الاسماء التي لا تنال العدد الكافي من الاصوات، لا بد من استبدالها وطرح اسماء اخرى، وهذا ما لم تجر مراعاته في مسألة المقعد المشار اليه، ما اعتبر خرقاً دستورياً تمّت مواجهته.

وامام هذا الواقع دخل الحزب القومي في ازمة حقيقة بما خص تحديد المرشح عن المقعد الماروني زاد منها تعدد التفسيرات الدستورية.

وما زاد من ويلات القومي، ان الاتفاق الشفهي المقعود مع التيار يلحظ اعطاء القومي مقعداً مارونياً لمصلحةً لدى "التيار" الذي يجد في عبود خياراً ممتازاً نظراً لعضويته في التكتّل، لذا بات صعباً ان تعاد المفاوضات من جديد لاستبدال المقعد بآخر، على ما يؤكد قيادي قومي.

ويكشف لـ"ليبانون ديبايت" ان حزبه اخطأ عندما اختار ان يقبل بشرط التيار في التمثّل عن المقعد الماروني، الذي يعتبر حظوظ حزبه عليه متدنية نسبة الى المعركة المتوقعة التي ستدور بين المرشحين الموارنة الذين هم من الزعامات والاسماء اللامعة، بل كان يفضل اعتماد المقعد الكاثوليكي الذي ستكون نسبة المعركة عليه اخف وطيساً.

ولكون بات صعباً على القومي ان يستبدل المقعد او ان يدخل في اطار تفاوضي جديد خشية ان يدخل في دوامة تنازلات قد يجبر عليها، ذهب نحو خيار انقاذي تمثل باقتناع النائب السابق غسان الاشقر تقديم ترشيحه عن المقعد كونه يستطيع العبور في تصويت المجلس الاعلى نسبة الى الدور الذي يتمتع به، لكنه ووفق المعلومات، لا يعبر عند القوميين الذين تململوا من ترشيح نفس الشخص في كل دورة!

وهكذا كان، إذ اعلن الاشقر قبيل نهار السبت الفائت عودته عن الغزوف وترشحه مجدداً فتحققت النبوئة في المجلس الاعلى ونال نسبة الاصوات الكافية لتبنّيه ليقدم بعدها ترشيحه رسمياً الى وزارة الداخلية ثم يدخل على اللائحة.

مقابل ذلك، يتضمن الاتفاق وفق ما تسرب مصادر قومية لـ"ليبانون ديبايت"، ان يتمثل الحزب القومي بمرشح على لائحة التيار في دائرة الشمال الثالثة (الكورة – زغرتا – بشري – البترون) –اغلب الظن انه من الكورة- على ان يقوم القوميين بتجيير اصواتهم لها.

ومن الجدير ذكره ان القومي كان يفاوض تيار المردة بخصوص تمثله على لائحة "فرنجية"، وقبلها كان قوميون ضليعون بالشأن الانتخابي يقدمون دراسات لقيادتهم تشير نحو امكانية خرقهم لاكثر من مقعد انتخابي في عدد من الدوائر يتمتعون فيها بتمثيل او حيثية، في حال جرى "لعب" الصوت التفضيلي كما يجب، لكن لم يأخذ بتلك الدراسات كنتيجة طبيعية للتحالفات.

أما عن تجربة القومي مع التيار منذ التقارب بينهما عام 2005، فوفق الرأي السائد "قومياً"، لم تكن مشجعة ابداً، إذ يتهم القوميين نظرائهم البرتقاليون بخذلانهم في مراتٍ عدة.

ففي عام 2005 رسب المرشح غسان الاشقر الذي كان عضواً في لائحة التيار بالمتن الشمالي بعدما حلّ كأول الخاسرين الموارنة خلف مرشح حزب الكتائب آنذاك الشهيد بيار الجميل، إذ يقال ان وحياً نزل على الرابية وقضى بتشطيب الاشقر واستبداله بالجميل.

وفي عام 2009 تكرر نفس الامر تماماً لكن بمفارقة ان البديل الذي اخذ من القوميين كان رئيس حزب الكتائب الحالي سامي الجميل.

وكما في المتن كذلك في الكورة خلال المعركة الفرعية التي جرت عام 2012، إذ يُتهم العونيون بالكسل في مساندة المرشح القومي وليد العازار الذي خاض المعركة امام مرشح القوات آنذاك، فادي كرم وخسرها بفارق ضَئيل.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بعد خبر توقيف قاصر... توضيح من "لجنة أهل متوسطة عانوت" 9 خرج من الأنفاق... السنوار يتفقد غزة (صور) 5 "الجنون" يضرب نيسان... خنيصر يتحدّث عن أمرٍ نادر ويكشف "مفاجأة"! (فيديو) 1
"بهدف التستر"... الأقمار الصناعية تظهر ما قامت به إيران! 10 تشريح عقل جنبلاط وكشف ما في داخله... "دمار وخراب بانتظار اللبنانيين"! 6 سيناريو يهدد دولار الـ 89 ألف ليرة.. خبير اقتصادي يكشف عن الخطة المقبلة! 2
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 11 الأمور لم تعد تحتمل... "الخطر" يُحيط بـ "بلدة شمالية"! 7 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 3
"بسبب شائعة"... حرق منازل واعتداء على أقباط في مصر 12 "إنجاز هائل" لحزب الله... إعلام إسرائيلي يكشف! 8 حقيقة الخلاف بين باسيل وبعض نواب كتلته! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر