"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

تمكّن القانون الإنتخابي الجديد من اعطاء المُغتربين حقاً نُهب منهم، وصودر طوال الدورات النيابيّة السّابقة التي أسكتت صوتهم ومنعتهم من المُشاركة في الحياة السياسيّة اللبنانيّة واختيار مُرشّحيهم على الرغم من أنّ أعدادهم تفوق المُقيمين في لبنان وهم منتشرون بالملايين في كلّ أنحاء العالم.

في 27 و29 نيسان المقبل وقبل أيّام قليلة من موعد الانتخابات النيابيّة المُقرّر عقدها في لبنان، تُفتح صناديق الاقتراع للبنانيّين المقيمين في الخارج من السّاعة السّابعة صباحاً حتّى العاشرة ليلاً، للإدلاء بأصواتهم بواسطة بطاقة الهوية اللبنانيّة أو جواز السفر اللبناني العادي الصالح، في خطوةٍ من شأنها أن تُحدث مُفاجآت كثيرة وتقلب النتائج.

هذا الحقّ الذي أُعطي للمُغتربين اللبنانيّين بعد طول انتظار ومعارك عدّة خيضت لتكريسه وتثبيته في العمليّة الانتخابيّة، فرضَ مع القانون الإنتخابيّ الحاليّ قواعد جديدة على اللعبة السياسيّة وأساليب حديثة على المرشّح أن يعتمدها للتواصل والتقرّب من النّاخبين للتأثير على أصواتهم وضمان انزال اسمه "التفضيليّ" في صندوق الإقتراع، خصوصاً أنّ كلمة اللبنانيّين المُقيمين في الخارج مؤثّرة جدّاً ولطالما كان المُرشّحون يلجأون اليها لضمان فوزهم لكنّ هذه المرّة بطريقة مختلفة، وذلك بحسب مصادر مُطلعة على الملفّ الانتخابيّ.

وتُفنّد المصادر قصدها بالقول: إنّ "أنظار المرشّحين والأحزاب السياسيّة دائماً ما كانت تتّجه الى بلاد الاغتراب التي يَنتشر فيها اللبنانيّون بأعداد هائلة، ما يجعل أصواتهم حاسمة في غالبيّة الدوائر الإنتخابيّة. الأمر الذي كان يدفع الأفرقاء الى ارسال طائرات لاستقدام هؤلاء الى لبنان وتأمين إقامتهم فيه لمُدّة مُعيّنة من الوقت مع تذاكر مدفوعة سلفاً، لحثّهم على انتخابهم، وذلك ضمن إطار المال الإنتخابي الذي يلجأ اليه الحزب والمرشّح لتأمين فوزه وضمان مقعده النيابيّ، فترتفع بذلك حركة السفر في كلّ موسم انتخابيّ".

أما اليوم، تشير المصادر الى أنّ "الوضع اختلف مع القانون الانتخابي الجديد، اذ بدل أن يأتي المُغترب الى لبنان وتُخصّص له رحلات وطائرات، بات المُرشّح هو الذي يذهب اليهم في الخارج. ويقيم جولات مُتواصلة الى الدول التي تضمّ أكبر عدد من اللبنانيّين ولا سيّما استراليا وكندا أفريقيا والولايات المتحدّة وبعض الدول الأوروبيّة، مُصطحباً وسائل الإعلام للإضاءة على خطواته بعدما كانت تُنفّذ بسريّة تامّة".

وفي هذا السّياق، أكّدت المصادر أنّ "اللبنانيّين المقيمين في الخارج يتلقّون الكثير من الدعوات للمشاركة في الاحتفالات والمهرجانات واللّقاءات، والسهرات التي تتميّز بطابعها اللبنانيّ الأصيل والعادات التي اشتاق اليها المُغتربون الذين يُلبّون الدعوة بكثافة خصوصاً أنّهم يعتبرونها ايضاً فرصة للتعرّف على بعضهم والتواصل في وقت لاحق، لا سيّما في البلدان التي يصعب العيش فيها كأفريقيا حيث يسعى الشباب اللبنانيّ الى تكوين صداقات مع أبناء بلدهم".

ولفتت المصادر الى أنّ "غالبيّة المرشّحين حجزوا مقاعد لهم للسفر الى الخارج وحثّ المغتربين على انتخابهم، بعكس حزب الله الذي يُعدّ الطرف غير المُستفيد كثيراً من هذه الناحية نتيجة الحظر عليه من قبل دول كثيرة مع أن الجالية الشيعيّة مُنتشرة في كلّ بلدان العالم ولها صوتها المؤثّر".