"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:

كارثة سببها انفجار قسطل للمياه أمام مطعم "البيت القديم" على الطريق البحرية في المعاملتين. مشهد غير مألوف تداولته مواقع التواصل الاجتماعي أدى الى تحويل الطريق لمدة ستة أيام بسبب الحفر الكبيرة التي يصل عمقها الى حوالي المتر ونصف المتر، إذ أدت الى عرقلة حركة السير بالاتجاهين، وشل الحركة على امتداد الطريق. وغمرت المياه قسما كبيرا من شارع المعاملتين في جونية، وتحول الشارع أشبه بنهر من المياه المتسخة.

القوى الأمنية اتخذت تدابير السير اللازمة الى حين استكمال تصليح العطل، كما وعد رئيس بلدية غزير ان فرق الصيانة في البلدية ستعمل على ردم الحفرة وتزفيت الطريق من جديد فور الانتهاء من التصليح. لكن المشكلة تبقى الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمراكز السياحية المجاورة والمطاعم والطرقات، من يعوّض على هؤلاء؟ ومن المسؤول عن هدر المال العام في مشاريع البنى التحتية غير المؤهلة؟

ما حصل هو انفجار قسطل المياه الرئيسي الذي يغذي ساحل كسروان في المعاملتين –غزير، بالتالي انقطاع المياه عن المنطقة، وقطع الطريق، لأسباب لم تتضح حتى الساعة. الّا انه وبحسب ما أشارت اليه صاحبة مطعم البيت القديم المجاور لمكان الحادثة في حديث لـ"ليبانون ديبايت" ان السبب يعود إلى مشكلة تقنية في القسطل الأساسي الذي وضعته الشركة التي باعت القساطل للمتعهد. وتكفل الأخير بالمشروع منذ تركيب شبكة المياه الحديثة عام 2007.

حجم الأضرار التي لحقت بالمطعم المجاور لا يمكن تقديرها. فالمشهد وحده داخل مطبخ مطعم البيت القديم يكفي لتوقع ما حصل. في هذا الإطار، علّقت صاحبة المطعم على الانفجار قائلة "ظننا لوهلة ان هناك قنبلة ما انفجرت، نظرا لقوة الصوت وحجم الحفرة والأضرار على الطريق. ناهيك عن الانهيار الذي حصل في المطبخ. والله ستر انه لم يكن هناك زبائن ولا عمال في المطعم في هذا الوقت والا كانوا دفنوا بمكانهم جراء ما حدث".

وأشارت إلى حال المطعم الذي غرق مطبخه وحماماته بحوالي متر ونصف من المياه، ما أدى الى تعطل البرادات، والأدوات الكهربائية، والطعام والأواني الموجودة. الفيديوهات المصورة والصور خير دليل. أما عن التعويض للمتضررين، كشفت صاحبة المطعم عن انه لم يزرها أحد من المسؤولين، نواب أو مرشحون، ليطمئن عليها ويكشف على حجم الأضرار بنفسه، "غريب على الرغم من ان الانتخابات على الأبواب. علّهم نائمون غير آبهين للخسائر التي لحقت بنا".

وأوضحت ان "من كشف على الأضرار وزارنا عارضا المساعدة في التخلص من المشاهد الكارثية مشكور، مثل رئيس بلدية غزير المحامي شارل حداد، وصاحب شركة سابا مخلوف مر أكثر من مرة للاستفسار عما يتوجب عليه للمساعدة، ومندوبة من مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان فرع جونية التي أظهرت تعاطفا كبيرا. وطلبت منا ارسال صور تظهر الأضرار وارسالها لمصلحة المياه للكشف عليها وذلك يوم السبت الماضي، يوم وقوع الحادثة. لكن حتى الآن لم يبلغنا أحد بشيء جديد".

أبدت صاحبة المطعم المتضرر أسفها ان تحلّ عليها هذه الكارثة "في ظل الركود الاقتصادي وخصوصا في هذه الفترة التي كنا نحضر فيها لمناسبة عيد المعلم، ويليه عيدا مار يوسف والأم، لكن الحجوزات أُلغيت. بالإضافة الى انقطاع المياه عن الشارع، وأصحاب المطاعم والمحلات يقومون بشراء المياه الى حين حل المشكلة، وعودة المياه الى مجاريها.

شارع بأكمله أقفل أسبوع، مطاعم تضررت، وعلى جميع الأحوال التحقيق لا يزال جار للتأكد من حقيقة ما حصل، وتحديد الجانب الذي تقع عليه المسؤولية في هذا الاهمال الحاصل، على أمل ألاّ تكون الشوائب شملت جميع القساطل المركبة في الشبكة، حتى لا يتكرر هذا المشهد وسط شارع يضج بالمواطنين، وتشمل الخسائر أرواحا بدلا من ان تقتصر على الماديات.