"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

دخل التيّار الوطنيّ الحرّ مرحلة المفاوضات الحاسمة قبل إطلاق حملته الانتخابية بعنوان "التيّار القويّ للبنان القويّ"، يوم السّبت في الرّابع والعشرين من آذار المقبل، مُستنزفاً المُهل القانونيّة التي نصّ عليها قانون الانتخاب رقم 44 والتي تُغلق الباب على تسجيل اللّوائح في السّادس والعشرين منه، وفي جعبته بعض المفاجآت.

التّاريخ الذي وقع عليه الاختيار من قبل "الوطنيّ الحرّ" جعل منه آخر الكاشفين عن أوراقه الانتخابية، وذلك بعد زحمة المهرجانات التي شهدها يوم الأحد مع اعلان تيّار المستقبل و"الكتائب اللبنانيّة" وحزب سبعة برامجهم الانتخابية. وتُستكمل يوم الرابع عشر من آذار في مُجمّع بلاتيا حيث ستتوجّه الأنظار الى القّوات اللبنانيّة ومُرشّحيه وما تتضمنه رسالة رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع الانتخابية، مع امكان خطف التيّار بعض الأضواء الإعلاميّة لنقل كلمة رئيسه وزير الخارجيّة والمغتربين جبران باسيل من الفوروم دو بيروت في الاحتفال السنويّ.

في هذا السّياق، أكّد منسق اللجنة المركزية للتواصل الاستراتيجي في التيّار الوطنيّ الحرّ مارك ساسين، أنّ "حفل الأربعاء يقتصر على عشاء سنويّ تمويليّ، سيتخلّله كلمة سياسيّة لرئيس التيّار الوزير باسيل، أما الحديث الانتخابي يُصرّح عنه يوم 24 آذار المُقبل".

واعتبر أنّ "الاحتفال الرسميّ سيكون من حيث الشّكل شبيهاً بكلّ المُناسبات والاحتفالات التي يُنظّمها التيّار لناحية دقّة التنظيم والإعداد، وسيتخلّله عرض للبرنامج الانتخابي وأسماء المُرشّحين، والإعلان عن اللّوائح التي سيخوض بها الوطنيّ الحرّ الانتخابات النيابيّة. ومن المُرجّح أن يُصار أيضاً بحسب الأجواء الرّاهنة الى الكشف عن التحالفات الانتخابية".

ويلفت لناحية المضمون، الى أنّ "الوطنيّ الحرّ يتميّز بتركيبته المُتنوّعة والمُلوّنة طائفيّاً ومناطقيّاً وعمرياً"، اذ سيسلك مسار الترشيحات كلّ البلدات اللبنانيّة من أقصى الشمال حتّى آخر الجنوب، بما فيها الدوائر التي تُعتبر محسوبة النفوذ على احزاب معيّنة".

ورأى ساسين أنّ "ما يُفرّق التيّار الوطنيّ الحرّ عن غيره من الأحزاب يَكمُن في اعتماده آلية داخليّة انتقى من خلالها أسماء المُرشّحين بعد مُنافسة ديمقراطيّة وانتخابات شهدها البيت الحزبيّ، أفرزت وجوهاً "نيابيّة" جديدة من المُلتزمين ومن النوّاب الحاليّين". وذكّر بأنّ "التيّار كان أوّل حزب يُطلق برنامجاً انتخابيا عام 2005 إيماناً منه بأهميّة الاستحقاق وضرورة انبثاقه عن مشروع واضح وصريح وجدّي ومُفصّل لاستكمال بناء الدولة الفعليّة وتحقيق الإنجازات التي وقّعها العهد بنجاح تامّ، والتي كان من ضمنها القانون الانتخابي النسبيّ الذي يُثبت مرّة جديدة حرص الوطنيّ الحرّ على تعزيز الديمقراطيّة في خطوة جريئة فتح خلالها الباب أمام جميع القوى السياسيّة والمدنيّة والمُستقلّة والشبابيّة لإحداث الخرق والتمثّل داخل مجلس النوّاب".

إشارة الى أنّ التيّار الوطنيّ الحرّ تقدّم الى انتخابات 2005 ببرنامج انتخابيّ من أهمّ قوامه العلمانيّة، والتغيير والإصلاح، والشفافيّة، وتدقيق الأموال العامّة والمسؤوليّة والديمقراطيّة، وإنهاء الفساد. وفاز حينها مع حلفائه بواحد وعشرين نائباً من أصل مئة وثمانية وعشرين مقعد في البرلمان اللبنانيّ، بانتظار برنامج 2018 وعدد المقاعد التي سيكتسبها التيّار في المعركة الانتخابيّة المُنتظرة.