Beirut
16°
|
Homepage
واشنطن لبيروت: "التوطين مقابل النَفط"
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | الخميس 15 آذار 2018 - 0:30

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

ثمَة ثلاثة أمور يجب طرحها في حال أردنا فهم غرابة القرارات التي يتخذها الرئيس الاميركي دونالد ترامب أو تقييم سياساته في لبنان.

1- إما أن الرجل يقيم وزن سياساته على العلاقات التجارية – الشخصية
2- إما أن الرجل يعاني من جنون وغير موزون العقل كما يصفه الاعلام الاميركي

3- إما أن صهره هو الرئيس الفعلي الذي يحرّك السياسات كما تشتهي علاقاته

في الاسباب الثلاثة هناك صلة ارتباط يمكن ان تفسر "تهور ترامب". فالعلاقات التجارية على سبيل المثال هي التي عرّفته الى وزير خارجيته "المقال" ريكس تيلرسون، وهي تقف خلف الاطاحة به، وهي ايضاً السبب في جنون ترامب والزاوية التي يتحرّك من خلالها صهره كوشنير.. لذا ومن البديهي انها تقف وراء الضغط السياسي – الاقتصادي الذي يمارس على لبنان.. إذاً فإن الموضوع "تجارة بتجارة" وفق ما يقول سياسي مخضرم!

وطالما أن ترامب يقيم سياساته على المصالح التجارية، فما الغريب في أن يعقد صفقة تجارية مع إسرائيل قوامها "النفط اللبناني" إذ أن الاولى ساعية الى منع بيروت من استخراج حقوقها بشتى السبل والثانية لا يبدو انها متشجعة للخطوة اللبنانية بل ترى مصالحها من عيون تل ابيب.

لذا يمكن ان نلتمس صفقة الادارة الاميركية من ثلاث مستويات ايضاً:

1- زيارات دايفيد ساترفيلد وما ادلى به في بيروت، المعلن منه وغير المعلن
2- المناورات العسكرية داخل اسرائيل المطعمة بالعنصر الاميركي
3- المناورات السياسية الجاري اتباعها في بيروت ذات الوجه الاقتصادي

ثمة تساؤل يطرح ايضاً في بيروت، لماذا انفجر الموضوع الاقتصادي – المعيشي فجأة على نحوٍ ادى برئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى التحذير من اننا –كنّا أو بتنا- امام قوس او ادنى من استنساخ ازمة اليونان، ولماذا بدا هذا الانفجار فاقعاً بعيد إتضاح النية اللبنانية والشروع في خطط التنقيب وصولاً الى تلزيم استخراج الحقوق من قعر المياه؟ لماذا تراكمت كل هذه الضغوط دفعة واحدة، ولماذا الجهات المصرفية تسرب بانها تشعر بضغط وحملة تشن عليها وطبعاً على لبنان من خلفها؟

هل الموضوع مرتبط بالانتخابات النيابية؟ يجيب السياسي "ممكن، لكن لا.. هناك اشياء اكبر".

الاشياء الاكبر يفسرها على انها متطلبات دولية تاتي على شكل من اشكال الضغط، وهذا الضغط الذي نعاني ونشعر به اليوم موزع على عدة مستويات القاسم المشترك فيه ان محرّكه وسببه وذريعته هي النفط. أقصاه المستوى الاقتصادي واخطره البعد العسكري الذي تتولاه اسرائيل كشكل من اشكال الابتزاز الذي يأتي كرسائل تصب في بيروت، ومنها ما يسقط على لبنان عبر الوافدين اليه من زوار برتبة مسؤولين دبلوماسيين الذي يحملون رسائل على شكل صفقات لا تتراعى و المصالح اللبنانية.

في آخر زيارة لمساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى دايفيد ساترفيلد الى بيروت، التمس نوع من انواع الصفقات التي جاء يعرضها على خلفية التأزيم الحاصل بملف البلوكين 8 و 9 وبناء الجدار الاسمنتي.

قيل ان الموفد سمع في بيروت ما لا تحبذه بلاده وحليفتها، لذلك خرج منها يخيرنا بحلٍ واحد العودة الى "خط هوف" و "عدم تخيل تحقيق أكثر مما نستطيع" كأنه يقول لنا "لا نفط ما دمتم لا تأخذون بالمشورة الاميركية"، ما كان مدعاةً لردٍ من الرئيس نبيه بري الذي لم يجد سوى حل وحيد لمعضلة "أزمة الحقل" تقوم على حق لبنان في كامل مساحة الـ860 كيلومتراً طارحاً الذهاب نحو ترسيم بحري.

كلام نقله الموفد الى تل ابيب ووصلها ثقيلاً على نحوٍ يصعب هضمه، فاختارت الرد على الرد اللبناني ووضعته في جعبة الموفد الاميركي الذي سلم بالوضع الراهن وتوجه الى واشنطن ليسلمها تقرير نتائج زياراته شاكياً "التصرفات اللبنانية" التي صنفت في المنظور الاسرائيلي "غطرسة لبنانية" كما ورد في تقرير معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب حول أهمية ودور "صفقة الغاز الكبرى".

يشكك السياسي بوجود غطرسة لبنانية بل يلفت النظر الى وجود غطرسة اميركية تدعم "اللعب بالنار" الاسرائيلي، يمكن التماسها من وراء ما تركه ساتيرفيلد في بيروت وتحديداً داخل الصالونات التي زارها، تصل حد ربط استخراج النفط الذي هو حق لبناني صرف، بتوطين الفلسطينيين لا فقط القبول بخط هوف، وهو طرح اوجد اميركياً كممر وحيد نحو استكشاف الثروات واستخراجها.

وعلى مبدأ هوف "take it or leave it" قدم الاميركي سينايو خاص به. وطّن وخذ ما تريد، ولسان حاله يقول: "ليس النفط بل اكثر من ذلك.. خذوا البحر كله، خذوا اليابسة خذوا كل شيء حتى قبرص.. لا يهم، لكن اتركوا النفط".

كلامٌ خطير يستدعي البحث والتدقيق سيما وانه صادر عن رجل دبلوماسي مسؤول، وسيما اخرى انه استتبع لا بل سبُق بـ"غطرسة" قامت على تحريك الملفات الضاغطة على لبنان دفعة واحدة على نحوٍ مضر وبنيّة جرميّة متوفّرة ومقصودة وكأن المراد إبتزازه بها.

لذا يستنتج السياسي أن كل هذا الضغط على المستويين العسكري والاقتصادي الذي نشعر به اليوم، يهدف الى انتزاع اعترافات او تنازلات من بيروت مقبولة اميركياً واسرائيلياً تسهم برفع حالة الضغط والوصول الى مستوى الراحة، وهذه الراحة لن تتوفر طالما ان بيروت مستمرة في التعنت والثبات على مواقفها.

ثمة جهل في تحديد مدى القدرة على الاستيعاب والتحمل والى ماذا ستؤول اليه الاوضاع من الآن وحتى الصيف القادم، وكيف سيكون شكل المواجهة في هذا الملف، والى متى ستيبقى الضغوطات قائمة.

هذا الامر ينسحب على كل الملفات وليست الانتخابات النيابية بعيدةً عنها، إذ ان اشكال الضغط الانتخابي الجاري اتباعها في بيروت بصورة عامة، لا يمكن فك ارتباطها عن المسار الضاغط ككل، ولا يسهل الوصول الى حل لها، طالما ان كوشنير عازم على استدراج عروض لتل ابيب و"عمه" مندفع صوبها.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بعد قطعه جثة زوجته ودفنها في الحديقة... قوى الامن توقف القاتل 9 القضاء يهدر جهود القوى الامنية… اخلاء سبيل عصابة خطف 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
"بالشتم والضرب"... الاعتداء على نائب رئيس المجلس العام الماروني! 10 فرنجية ليس شيطاناً والياس بو صعب خسارة كبيرة... نائب عوني يحذّر من قنبلة ستنفجر ونداء إلى بري! 6 إقامة دائمة لـ "السوريين" 2
هجوم مسلح في الاشرفية... اليكم التفاصيل! 11 صور "تظهر" حجم الأضرار في القاعدة الإيرانية المستهدفة! 7 زياد أسود يكشف خلفيات "فصل" بو صعب وعن "حضانة" باسيل: ما حدا باقي! 3
هذا ما تضمنته خطة التسوية الفرنسية للجنوب 12 "خلافا للشائعات"... صواريخ "العراق" تكشف خفايا الهجوم على ايران! 8 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر