"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:

كارثة بيئية تهدد تلاميذ مدرسة راهبات العائلة المقدسة المارونيات في دير الأحمر، وأهالي المنطقة. سنوات مرّت على تشغيل محطة تكرير المياه المبتذلة في سهل ايعات الّا انها لم تقم هذه المحطة بدورها فعليا سوى فترات معدودة، في ظل عقبات ميكانيكية وتشغيلية أدت إلى انبعاث روائح كريهة تصل مداها الى المناطق المجاورة وتؤذي بتلوّثها صحة التلامذة والأهالي وسلامة المزروعات التي تصل اليها مياه غير صالحة للريّ.

تحوّل انشاء محطة التكرير هذه من نعمة الى نقمة بسبب عدم تشغيلها، ما تسبب بمعاناة لأهالي ومزارعي وتلامذة دير الأحمر الذين رفعوا الصوت احتجاجا على التقاعس في تشغيل المحطة من بعلبك. ونفذوا اعتصاما امام مدرسة راهبات العائلة المقدسة المارونيات عند مدخل البلدة احتجاجا على الاضرار الناجمة عن المحطة التي تصل مياهها الملوثة إلى جوار المدرسة التي تضم حوالي 550 تلميذا.

في هذا الإطار، تحدّث رئيس لجنة الأهل في المدرسة ميشال عبيد لـ"ليبانون ديبايت" موضحا حقيقة المشكلة التي تسببت بهذه الكارثة، مشيراً إلى أنها تزداد سوءا وتتفاقم يوما بعد آخر، مع وعود بحلول ذهبت مع الريح. وأوضح عبيد ان الشركة المتعهدة في تشغيل المحطة تتقاعس عن القيام بذلك بهدف التوفير، اذ تبيّن ان المولد المسؤول عن تشغيل المحطة يستهلك مادة المازوت بكمية هائلة، وبالتالي بتكلفة مرتفعة، ضاربة عرض الحائط بسلامة الناس وصحتهم.

وشكى عبيد من تضرر حالة التلاميذ الصحية، اثر الحشرات التي تحوم حول مجرى المياه الملوّثة الذي يمر بمحاذاة المدرسة، لا بل بلصقها. "يأتينا الأولاد كل يوم بنوع جديد من الحساسية بسبب هذه الحشرات، بالإضافة الى الروائح الكريهة الخانقة التي تحيط بالمكان، ويا محلا فصل الشتاء أمام الصيف".

وفي ما يتعلّق بري الأراضي الزراعية من تلك المياه الملوّثة، أكد عبيد "وجود مزارعين بلا ضمير يستعملون المياه في الري الّا ان رئيس بلدية شليفا اتّخذ قرارات صارمة بهذا الخصوص تقتضي بمنع استعمال المياه المبتذلة بالري تحت طائلة دفع غرامة مالية وتوقيف العمل في الزراعة لمدة عام".

وأضاف عبيد "المزارعون في دير الأحمر باتوا يلجؤون للحلول البديلة للري عبر تمديدات تصل الى الآبار الارتوازية ما يكبدهم خسائر اضافية إثر ارتفاع التكلفة عليهم، وهم غير مجبورين على ذلك لأن هناك مجرى مياه يمكنه أن يفي بالغرض لو لم تكن المياه الآتية إليه ملوّثة".

وعن الوعود بالمعالجة، قال "طفح الكيل. بعد كل اعتراض، يجتمع المسؤولون ويعدوننا بحل، وطبعا حلولهم على المدى البعيد وتتطلب الانتظار سنوات اضافية وهذا لم يعد محتملا، لأن صحة أطفالنا باتت في قلب الكارثة، والمسؤولون يعدون ويرحلون، وعود بالهوا. لم نترك جهة معنية وغير معنية لم نناشدها، فيما الحل يكمن بكبسة زر عند تشغيل المحطة حتى لو التكلفة عالية". وسأل "ألم يكن المسؤولون عن هذا المشروع على علم بالتكلفة وهذه التفاصيل التي حالت دون تشغيل المحطة؟".

وحذّر عبيد من خطوات تصعيدية "قد نضطر الى اتخاذها قد تصل بنا الى الحفر وقطع مجرى المياه عمدا، علّه إذا طافت المياه عند مصدرها في منطقتهم يتحرّك المسؤولون جدّيا". وأمل "لو يتركوا أهل دير الأحمر بحالهم. مياهنا تكفينا ولا نحتاج مياه الغير التي تأتينا ملوّثة. وإذا كان هدف تلويث مياهنا تهجيرنا من أرضنا هذا ما لم ولن يحصل يوما. فليحل المعنيون الموضوع قبل ان تتصاعد المشكلة أكثر".