"ليبانون ديبايت" - نهلا ناصر الدين

هم مشغولون طوال الوقت بسبب طبيعة عملهم السياسي، وما زاد طين الانشغال بلة أنهم يتحضرون اليوم لاستحقاق الغد الانتخابي، فبالكاد تستطيع أن تقتنص من يومهم دقائق قليلة ومن هواتفهم التي لا تتوقف عن الرنين مكالمة مختصرة.

إلا أن "ليبانون ديبايت" استطاع اقتحام لحظات انشغالهم والتطفل على حياتهم الشخصية للحظاتٍ أوصلوا خلالها رسائل وجدانية لأمهاتهم في هذا اليوم الذي تتجدد فيه الطبيعة لتنضج حباً يصعُب وصفه بالحروف أو اختصاره بالكلمات.

يقول النائب في كتلة الكتائب اللبنانية إيلي ماروني "العلاقة بيني وبين والدتي مميزة جدا. توفي والدي وأنا في الخامسة من عمري. كانت في كثير من المحطات هي الأم والأب، تعِبتْ وعانت حتى كبرنا أنا وأخوتي. وبعد سنوات من التعب، وفي الوقت الذي جاء دورها لترتاح، استشهد شقيقي أمام عينيها ما تسبب لها بجرح كبير، إلا أنها بقيت متماسكة صبورة جامعة لشمل العائلة، وحافظت على ابتسامتها وأبقت بيتنا مفتوحاً للجميع".

يتوجه ماروني لوالدته بمناسبة عيد الأم بالمعايدة الحارة، ويؤكد أن هذه المناسبة تمرّ بغصة على منزلهم بسبب اغتيال شقيقه، ويلفت "مهما قلنا بحقها نبقى مقصرين لأن الكلمات لا تفي ولا تقابل عطاءها على مدى كل هذه السنوات. أطال الله بعمرها فهي ليست جزءاً من حياتنا، بل هي كل حياتنا، هي كل المحبة والألفة والعائلة في بيتنا".

بدوره، يقول النائب في كتلة الإصلاح والتغيير غسان مخيبر بهذه المناسبة "لم يخطِئ من قال أن الدنيا أم، فهي من المهد إلى لحدنا وليس إلى لحدها هي الملاك والحب الأكبر".

ويضيف مخيبر "اختبرت هذه السنة كما في السنتين الماضيتين حباً كبيراً في حياتي هو حب زوجتي إنما حب الأم لا يضاهيه شيء. حمى الله والدتي وكل الأمهات والرحمة الكبيرة على كل الأمهات اللواتي رحلن وشكلن الملائكة في السماء كما هنّ ملائكة على الأرض".

ويجزم الوزير السابق فيصل كرامي أنه مهما قدم لوالدته يبقى مقصّراً بحقها، "رضاها قبل كل الدنيا، ونحن لا ننتظر عيد الأم لنجتمع بوالدتي، فلا يكتمل يومي أنا وأشقائي الثلاثة من دون زيارتها والحصول على بركة رضاها".

أما وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسبيان الذي فقد والدته منذ سنوات توجه لأمهات لبنان بصفته يترأس الوزارة الأم للنساء بالمعايدة الحارة وقال "للأم كل احترام وتقدير ومحبة، فهي ليست فقط مسؤولة عن تكوين العائلة بل عن تكوين الوطن ككل. وبالتالي قد يكون هذا اليوم مناسبة لننحني إجلالا لكل تضحياتها على مرّ العصور".

وتوجه وزير الشباب والرياضة محمد فنيش لوالدته المتوفاة بطلب الرحمة والمغفرة في هذا اليوم، وقال "الأم هي نبع الحنان والعطاء وهي الانسان الوحيد الذي يعطي من دون مقابل، وتجسّد الحياة كلها بتضحياتها".

نائب القوات اللبنانية فادي كرم يوجه عبر "ليبانون ديبايت" هذه الكلمات لوالدته التي افتقدها منذ سنوات "كل ما نقوله بحق الأم قليل، وكل ما يقال فيها يكون من القلب، لأنها هي الأقرب للقلب. خسرتُ والدتي منذ سنوات، وحتى الآن أشعر أنها لا زالت إلى جانبي ودائما أفكر بها لا سيما في الظروف الصعبة، لأنها كانت دائما إلى جانبي في مثل هذه الأوقات، وكانت صديقتي وبيت أسراري". وتوجه كرم لمعايدة الوطن أيضاً بهذه المناسبة "لأن الوطن كالأم يحتضن جميع أبنائه على اختلافهم وخلافهم".