Beirut
16°
|
Homepage
عز الدين وارسلان تكشفان تحديات الأمومة والسياسة
ريتا الجمّال | المصدر: ليبانون ديبايت | الاربعاء 21 آذار 2018 - 0:00

"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

هنّ نساء رائدات في المجتمع... هنّ عاملات كادحات في القطاعين العامّ والخاصّ... هنّ أمهات الأجيال والأوطان والقضيّة والشهداء... هنّ زوجات وجدن أنفسهنّ نتيجة التقاليد والمجتمعات الذكوريّة امام واقع فرض عليهنّ التخليّ عن العمل مقابل العائلة، فانتفضن على القمع والتمييز وطمر الأحلام والإقصاء، ايماناً منهنّ بقدراتهنّ في لعب دور "الميزان" بين الحياة المهنيّة وتلك الاسريّة. فكان النجاح الكبير الذي اعاد للمرأة حقوقها المدنيّة، وعزّز مكانتها في المجتمع وجعل منها شريكة في الحياة الزوجيّة، أمّ في البيت العائليّ، وعاملة في المراكز المهنيّة العليا.

صحيح أنّ المرأة اللبنانيّة عانت كثيراً قبل تفعيل دورها في المجتمع، على الرغم من أنّها أثبتت في كلّ الامتحانات والاستحقاقات أنها الأكثر كفاءةً ومعرفةً وعلماً، لكنّ هذا العدد القليل من النساء اللواتي تعاطين في الشّأنين السياسيّ والعامّ، قابله عمل جبّار وإنجازات كثيرة وقّعت عليها الأمهات عائليّاً ومهنيّاً في خطوة تؤكّد ارادتها القويّة وادارتها المُنظّمة في كلّ الميادين. وتشكّل حافزاً لكلّ الزوجات بأنّ دورهنّ في المجتمع لن ينتهي بسبب الزواج والعائلة بل يُستكمل بنجاح مضاعف ويكبر يداً بيد مع الشريك والأولاد، بوصفهم الداعم الأوّل لمسيرتها التي لا يمكن أن تخلو من تضحيات عادةً ما تلتصق بروح الأمّ منذ اليوم الأول من أشهر الحمل التسعة وتبقى طوال حياتها.


وبمناسبة عيد الأمّ، يلقي "ليبانون ديبايت" الضوء على امرأتين أثبتت تجاربهما أنّ الأمّ قادرة على التوفيق بين العائلة والعلم والعمل، وتبوء أعلى المراكز المهنيّة في المجالات كافةً، من دون اهمال بيتها ودورها في تربية اولادها.

الوزيرة الدكتورة عناية عزّ الدين، والمرأة الوحيدة في حكومة الرئيس سعد الحريري، هي أمّ لابنتين هما بتول وسارة فران، وصاحبة سيرة ذاتيّة مليئة بالشهادات العلميّة والدورات التدريبيّة في لبنان والعالم، وصاحبة ومديرة مختبر التحاليل الطبية والأنسجة. شملت نشاطاتها الحقلين الطبيّ والاجتماعي، قبل أن يقع الاختيار عليها لتوليّ وزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية، وخوض معركة الانتخابات النيابيّة بعد سجلّها الحافل بالإنجازات، الذي كان من المُمكن ان يضاف اليه نجاحات كثيرة لولا تضحيات الأمّ في سبيل عائلتها.

عز الدين روت تجربتها لـ"ليبانون ديبايت" وما اذا ساهمت الوزارة في تغيير حياتها الاسريّة، قائلة: ان "تنظيم سلّم الأولويّات والتوازن بين العائلة والعمل أمر ضروري وأساسيّ لنجاح الأمّ على الأصعدة كافةً، لكنّه يختلف عادةً بحسب عمر الأبناء، اذ إنّ هناك مراحل حساسّة ودقيقة ومهمّة في حياة الأولاد تتطلّب وجود الأمّ وبقاءها الى جانبهم وتدفعها في أماكن معيّنة الى التخليّ عن خيارات سواء أكاديميّة او مهنيّة".

من هنا، اعتبرت أنّ "عملها الوزاري اليوم يأتي بعدما كبرت ابنتيها، وأصبحتا في عمر يخولّها سلك هذا الطريق كما الاستحقاق النيابيّ، الذي ما كانت لتسير به في الماضي كونه يتطلب جهداً كبيراً ومسؤوليّة وطنيّة امام الشعب اللبنانيّ، ستأخذ منها مساحة كبيرة من الوقت، وهذه الخطوة كانت بالتأكيد ستؤخذ على حساب اولادها، بينما هي اليوم بدعم عائليّ كبير ومواكبة دائمة".

وأشارت عز الدين الى أنّ "دور المرأة لناحية تنظيم سلّم الأولويّات لا يجب ان يقتصر فقط على المرأة العاملة بل يشمل الأم بشكل عام التي عليها ان تكون متابعة لتفاصيل الحياة اليوميّة والمواضيع العامة ومشاكل المجتمع، حتى تكون على معرفة تامّة بالتحديّات التي ممكن ان يواجهها أبناءها وتقف الى جانبهم لتقدّم لهم النصائح وتدلّهم على الطريق الصحيح، والتوفيق بالتالي بين دورها كأمّ واهتماماتها بعائلتها والمساحة العامّة".

وكشفت عز الدين عن أنّ "المرأة الناجحة والطموحة تمرّ بصعوبات كثيرة وبمحطات تفرض عليها الاختيار بين العمل والعائلة، وقد مرّت بظروف شبيهة تخلّت فيها عن مراكز وخيارات كثيرة مهمة على الصعيد المهنيّ من أجل أن تكون الى جانب ابنتيها في محطات اساسيّة من حياتهما".

الأميرة حياة ارسلان، هي ايضاً من الأمهات اللواتي تمكّن من التوفيق بين الاسرة والعمل، وضعت بصمات عدة في الشأنين العام والاجتماعي، ووقعت كتابها الشهير "الامير فيصل مجيد ارسلان - اعتنق الوطن مذهباً". وأسست جمعيّة "لبنان العطاء الخيرية"، واضعةً حجر الاساس لعدد كبير من المجمعات التربويّة وانخرطت أكثر في العمل الإنساني لتكون نموذجاً عن المرأة العالمة والأمّ لأربعة اولاد.

وقالت ارسلان لـ"ليبانون ديبايت" إنّ "الأمّ لا تخطو اي خطوة الا وتصبّ في مصلحة أولادها، ودائماً ما تبذل المرأة العاملة في الحقل العام والاجتماعيّ والسياسيّ جهداً كبيراً في سبيل لبنان وتطويره حتى يعيش اولادها معززين ومكرمين في وطن يليق بهم وبطموحاتهم، ولضمان بقائهم فيه. لكن للأسف الاوضاع السياسيّة والازمات المتراكمة تبطل هذا التوجه وترحّل اولادنا الى الخارج".

وأكّدت ارسلان ان "التنظيم اساسي للتعاطي في الشؤون الخاصة والعائليّة والمجتمعيّة. من هنا ضرورة وضع الامور في مكانها الصحيح، والمرأة قادرة على النجاح في مختلف المجالات بمجرّد ضبط العلاقة بالعائلة والمحيط". وأشارت الى أنّها اختارت الاهتمام بالعائلة لصالح ادارة عمل خاص ومهن كانت تطمح اليها، لكنها في الوقت نفسه انكبت على تأسيس جمعيات لتحقيق طموحات على الصعيد الانساني والاجتماعي وتحسين وضع المرأة.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
تحذيرٌ "عاجل" من اليوم "الحارق" المُرتقب... وهؤلاء عرضة للخطر! 9 صدمةٌ بين الأهالي... بلدة لبنانية تستفيق على مأساة! (صورة) 5 يخضع منذ الصباح للتحقيق... والتهمة صادمة! 1
اسرائيل تحضّر لـ "اقتحام برّي" في الجنوب والجولان! 10 هذا ما يحصل متنياً 6 "رسائل خطيرة على الهواتف"... وتحذير جدّي إلى المواطنين! 2
أسعارٌ جديدة للمحروقات! 11 بعد فصل طالبة لبنانية من جامعة أميركية... دعوةٌ من إعلامي لبناني! (فيديو) 7 "إجتياح من نوع آخر" لمدينة لبنانية! 3
ممارسات إسرائيلية تشكّل تهديداً لمطار بيروت! 12 المهندس "أبو علي" ضحيّة جديدة للإعتداءات الإسرائيلية! 8 "الثمن مُكلف جدًا"... لافتة تُثير الإستغراب في الغبيري! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر