Beirut
16°
|
Homepage
"ناخب سرّي" قد يفجّر مفاجأة
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | الثلاثاء 03 نيسان 2018 - 1:00

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

يحتاج كلّ موسم إنتخابي إلى عدّة شغل خاصة به، توفّرها الظروف أو تفرضها قوى الأمر الواقع السياسيّة، ولا شك أن كلّ إنتخابات، في أي دولة كانت، تأخذ شكل الصراع بين المعارضة والموالاة، على قضايا سياسيّة أو حياتيّة عامّة، وهذا أمر بديهي، سليم وطبيعي، لكن ما هو غير طبيعي ذلك الذي يحدث في لبنان حيث تتغيّر وتتبدّل كلّ القواعد السياسيّة الثابتة.

فلا تعود الموالاةً موالاةً ولا المعارضةُ معارضة، تتقاتل الموالاة مع الموالاة والمعارضة مع المعارضة ثمّ تتصارع الأخيرة مع الأولى في أمكنة ويتمازجان متحالفين في أخرى لمقارعة أخصام مشتركين! هكذا تجري الأمور حتى بتنا لا نعرف من هي المعارضة ومن هم الموالاة.


لا يدخل شيء في النادي اللبناني إلا ويتم تشويه. أنها بيئة مشوّهة وتشوّهها مستَمد من دستور اوجد على شكلٍ مصلحي ليُلبّي تطلّعات تكتّل الطوائف، فتم إرضاؤها على حساب الدولة، فاصبحت الامور قابلة للتغير والتبدل والتلون ولا تستتب، ومثالنا الحي الحالي يكمن في انموذج المعارضة والموالاة.. إذ يكاد ينقرض هذا المصطلح من البيئة اللبنانية التي ترسم مقتضيات مصالحها فقط.

فتكون مثلاً لائحة إنتخابيّة لتيّار ما في الدائرة كذا موالاة ثمّ تُستصبح عليها في أخرى تَلبس ثوب المعارضة والعكس صحيح، وهكذا دواليك حتّى نكون أشبه بـ"تمازج مصالح"، لا نعرف من مع من ولا من ضد من. أنها عدة الشغل الانتخابيّة..أنها "دويّخه".

مصطلح تشوية المفاهم السياسيّة وتلويث كلّ عناصر الأمة بها، ينسحب على "السرايا اللبنانيّة لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي" أو ما يعرف إختصاراً بـ"سرايا المقاومة" التي طمست بأمراض هذا الجسد، فادخلت إلى عمق دائرة مرضه لتَجد نفسها فجأة تقبع في وسط اللعبة الانتخابيّة، تلصق فيها التسميات والإتهامات ثمّ يجري تشويه معالمها من قبل الآخرين.

يقول متابع أن السرايا تكاد تكون الحزب الوحيد –إذ إصطلح تسميتها حزباً- المختلف عن سائر القوى الموجودة. هي أشبه إلى "القوة السرية" منها لحزب. قوّة لديها قدرات بشريّة، عسكريّة، بنيويّة وماليّة تبقى طيّ الكتمان.

وفي زمن الإنتخابات تُصبح القوى السياسيّة مهتمةً بالبحث عن تفكيك شيفرة "السرايا" إنتخابياً لما تتمتّع به من قدرات، وما يزيد من الإهتمام أنها لم تصدر موقفاً من هذه الإنتخابات.

فلم تعلن دخولاً أو عزوفاً عنها، ولم تسمِ مرشّحين في أيّ دائرة، ولم تقاتل على دخول لوائح، ولم تَدعم مرشّحين أو تُعلن تجيير أصواتها للوائح معيّنة، لم تقم بأي حملة إنتخابيّة أو توزّع موقفاً أو بياناً فيه عبارة إنتخابيّة واحدة علماً أن لديها أصواتاً وقاعدة تجييريّه مميّزة، وتمتلك قيادتها تصوراً إنتخابياً، وهناك عدد كافٍ من المرشحين الذين يحظون بدعمها، ولديها لوائح "خرج دعم".. وبالتالي تُصبح كل العدّة الانتخابيّة متوفّرة بين يديها وتجعل منها ناخباً سرياً.

ومن منطلق قدرة الإنتشار التي تحظى بها السرايا في المناطق وداخل الطوائف، نُصبح أمام قوّة لها تأثير قد تغيّر أو تبدّل في مصير لوائح وأرقامها، ما يجعل منها فريقاً يشكل خطراً على قوى، وقد تحوّل جنّات مرشّحين إلى كوابيس، بالتالي هي ورقة إنتخابيّة مجدية قد تجري الاستفادة منها.

في فترة الإحتجاز القسري للرئيس سعد الحريري في السعوديّة، نُظم لقاء جمع ما يقارب الـ1000 قيادي مناطقي من "السرايا" مع الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، أضاءَ على الدور المقبل للسرايا، ربما يلتمس الشيء القليل منه اليوم.

فقد أصبحت السرايا منذ تفعيل الدخول إلى فترة السخونة الانتخابيّة مادةً متناولة من قبل الخصوم، فبعض الافرقاء السياسيين وجّهوا صوبها "لَطشات" مطلقين على أتباعها أوصافاً كـ "الأوباش" و "سرايا الفتنة"، وهو أمر تعتبره مصادر متابعه أنه نابع من "نقزة" متعاظمة من حضور السرايا ودورها، وما التصويب عليها إلا دليل على إمتلاك الفئات المهاجمة لارقام تدلّ على قدراتها، وربما قد تسللَ اليهم أنها قوّة ذات قدرة على "هندسة الأرقام".

وفي هذا المقام تصح نبوئة السيّد نصرالله التي أعلن عنها خلال ذلك اللقاء، إذ قال: "ستتعرّضون خلال الفترة المقبلة للتجريح بكم وبدوركم".

لذا وعلى أبواب الانتخابات، ثمّة توجّه عام بات يتّضح شيئاً فشيئاً يقوم على "شيطَنة السرايا" المعطوفة على فتاوى "التَكفير السياسي" الهادفة، وفق مصادر، إلى تأمين مستويين:
- الأول تذكير البيئات الشعبيّة المعبّئة ضد السرايا، أن أي تصويت خارج الاطار العام المعلن عنه من "ولي النعمة" يصب في خانة تقديم الخدمات للسرايا ومن خلفها حزب الله.
- الثاني تشويه صورة اللاوائح الأخرى المنافسة عبر استحضار تهمة السرايا ولصق تلك اللوائح بها.
- الثالث الاستمرار في السياسات التخويفيّة التي تَفلح في التعبئة الانتخابيّة، والتي تقوم على ذرائع "إستباحة الطائفة".

إن أكثر ما يثير ريبة "الخائفين" هي الارقام التي يجري تناولها للمتنسبين إلى السرايا في المناطق ذات التنوع الطائفي وتصل في بعض الاحيان إلى 10 آلاف منتسب، ينظر اليهم كـ"بلوك إنتخابي" موزّع على أكثر من دائرة، ولهؤلاء القدرة على تغيير معالم معركة إنتخابيّة في حال جرى إستخدام تلك الاصوات كما يجب.

ولعلّ التصويب على لوائح القوى المحسوبة على الثامن من آذار في دوائر محدّدة يذاع فيها أنّ نسب المنتمين إلى السرايا مرتفعة، تقدم جواباً شافياً حول حقيقة تلك المخاوف وإمتلاك تلك اللوائح لعنصر سرّي مخفي قد يفجّر مفاجأة في السابع من أيّار القادم.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
مذكرةٌ من ميقاتي بشأن عطل رسمية... اليكم التفاصيل 9 "الحالة كانت خطيرة جداً"... الحريري يتعافى 5 الضاحية الجنوبية تغلي عسكريًا: تفاصيل ليلة سقوط "السفّاح"! 1
في ذكرى اعتقال جعجع ... نائب سابق يكشف عن حقائق كبرى! 10 سقطة غير مبرّرة لنائب التغيير... من أنتَ؟ 6 الأب إيلي خنيصر يُحذّر من الشهر "المزاجي"... أسبوعان مجنونان بانتظاركم! 2
بعد إصابته بجروح خطرة جراء طلق ناري... نقل كينجي جيراك إلى المستشفى! 11 بيان "هام" من هيئة ادارة السير ! 7 حفل يتحوّل إلى مأساة... ابن بيروت جثّة هامدة! 3
تعميم أوصاف جثّة رجل مجهول الهوية... هل من يَعرف عنه شيئًا؟ 12 لاعادة النازحين وكشف خبايا جريمة سليمان... تعاون بين الدولة اللبنانية والسورية! 8 بالتفاصيل… شعبة المعلومات تفك لغر فرار داني الرشيد 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر