"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

في السّادس من ايّار يُسلّم نوّاب عكار خالد الضاهر، ومعين المرعبي، وخالد زهرمان، وخضر حبيب، ونضال طعمة، ورياض رحال، وهادي حبيش مقاعدهم لخلفائهم. في حين قد يحتفظ عدد منهم بوكالته لولاية جديدة، يُعلّق عليها العكاريّون آمالاً كثيرة علّها تنقل المنطقة من الأكثر فقراً وحرماناً الى الأكثر عدلاً ومساواةً وانصافاً على الصعيد الإنمائي، والاجتماعي، والاقتصادي السياحيّ والوظيفيّ وطبعاً المعيشيّ. وهي المنطقة التي اشتهرت بوصفها خزّان الجيش والشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءً لها وللوطن من دون أيّ مقابل.

أحزاب، وشخصيّات سياسيّة، ومدنيّة، وعسكريّة تتنافس على سبعة مقاعد نيابيّة في دائرة الشمال الأولى، تتوزّع بين السنّة بثلاث مقاعد، واثنان للروم الأرثوذكس، ومقعد علويّ، وآخر مارونيّ. وتسعى الى نيل ثقة النّاخبين الذين يبلغ مجموع عددهم المحليّ والاغترابيّ 283691، وأصواتهم التفضيليّة، في معركة حامية بين العناوين الثلاثة الرئيسيّة، "البقاء ـ العودة ـ إثبات الوجود".

هذا الواقع العكّاري التنافسيّ انعكس على اللوائح الانتخابية المُسجّلة التي بلغ عددها سّت، وهو رقم مرتفع نسبيّاً، وهي "نساء عكار" المؤلّفة من مُرشّحات يغيب عنها أي تمثيل للمرشّحين الذكور، و"لبنان السيادة" المدعومة من الوزير السّابق اللواء أشرف ريفي، و"القرار لعكار التي تضمّ تحالف الشخصيّات المُستقلّة، تيار المردة والحزب السّوري القومي الاجتماعي. بالإضافة إلى "المستقبل لعكار" التي جمعت "القوّات" و"المستقبل" بتحالف واحد، بالإضافة الى لائحة "عكار القوية" وفيها "الوطني الحر" والجماعة الإسلاميّة ومستقلّين، وصولاً الى لائحة "قرار عكار" المدعومة من تحالف وطني.

الخبير الانتخابي انطوان مخيبر أشار الى أنّ "تيّار المستقبل هو الأقوى في عكار، وقادر من خلال لائحة "المستقبل لعكار" على حسم مقعدين سنّيَين، وآخر مارونيّ سيذهب حتماً للنائب هادي حبيش، وتأمين المقاعد الأساسيّة، خصوصاً مع تشتّت المجتمع المدنيّ في لوائح عدّة، الامر الذي يُصعّب عليه احداث الخرق المطلوب".

ولفت الى أنّ "لائحة عكار القوية قادرة بدورها على تأمين الحاصل الانتخابي، وضمان مقعد ارثوذكسيّ واحد سيذهب لمرشّح التيّار الوطنيّ الحرّ اسعد درغام، فيما المقعد الارثوذكسي الثاني لم يحسم بعد ونتائجه تتوقّف على الوجهة التي سيختار تيّار المستقبل سلكها اي لناحية المقاعد التي يسعى الى التمثّل فيها. الامر الذي يتيح المجال ايضاً للائحة القرار لعكار ان تتمثّل في حال تأمينها الحاصل الانتخابيّ".

ورأى أن "القانون الانتخابيّ الجديد يتيح للتيّار الوطنيّ الحرّ بقوّته الذاتيّة وعبر تحالفاته أن يتمثّل نيابيّاً في عكار وارثوذكسيّاً بشكل خاصّ، ومن شأنه أيضاً أن يرفع حظوظ المرشّحين العلويّين في حال نجحوا في ادارة العمليّة الانتخابيّة بالشكل المطلوب".

واعتبر مخيبر أنّ "النظام النسبي المعتمد في انتخابات 2018 يصبّ لصالح الأحزاب والمجموعات أكثر من المستقلّين الأفراد، لا سيّما في عكّار حيث يعتبر الحاصل الانتخابي مرتفعاً مع تخطيه عتبة العشرين ألف صوت. الامر الذي يحتّم على المجتمع المدني توحيد قواه في اللوائح الانتخابيّة، لخلق الحالة المطلوبة القادرة على تأمين الحاصل والدخول في لعبة المنافسة، وهذا ما لم يحدث نتيجة التشرذم والانقسام الذي رافق وضعه في عدد كبير من الدوائر".