"ليبانون ديبايت"

من النادرين الذين جاؤوا بالإنماء إلى منطقة لم يبرع ممثلوها إلا بتلبية الولائم الكبيرة، وتقديم واجب العزاء وعقد المصالحات بين العشائر المتخاصمة في المواسم الانتخابية.

يقسم أبناء بعلبك الهرمل باسم النائب السابق يحي شمص ويعلقون آمالاً على فوزه علّه يكون قشة النجاة من غرق الحرمان والتهميش الممنهج الذي تعاني منه المنطقة منذ أكثر من ربع قرن.

يشكّل خوض شمص، الذي خرق مستقلاً المحادل الانتخابية في انتخابات 1992 بالرغم من قوانين الانتخاب العرجاء، للمعركة النيابية على القانون الجديد هاجساً للثنائي الشيعي، ما دفعهم لإشهار أسلحتهم السياسية والعقائدية جميعها للدفاع عن مقاعدهم المهددة.

ويدأب حزب الله على تحويل المعركة في بعلبك الهرمل من انتخابية لسياسية، وكانت أخر محاولاته استغلال زيارة القائم بأعمال السفارة السعودية الوزير المفوض وليد بخاري والسفير الإماراتي في لبنان حمد الشامسي لبعلبك ومرافقة مرشح تيار المستقبل على لائحة "الكرامة والأنماء" حسين صلح للوفد.

ويفسّر شمص في حديثه لـ"ليبانون ديبايت" أن "الفريق الآخر له مصلحة في تحويل المعركة من انتخابية لسياسية، ووضْع كل منافس له في خانة الخصم، لاستقطاب أكبر عدد من الناس ولشد عصب المناصرين له. لكن ليس لدينا خلاف مع أبناء منطقتنا ولا نخوض الانتخابات كمعركة سياسية بل كاستحقاق ديمقراطي له علاقة بالتمثيل المحلي للمواطن في بعلبك الهرمل، وله علاقة بإنماء المنطقة وبموقفها وكرامتها وموقعها التاريخي".
وعن زيارة بخاري والشامسي لبعلبك، يؤكد أنه "إذا كان مرشح تيار المستقبل موجود مع الوفد لأبعاد معينة، لا علاقة للائحة الكرامة والإنماء بهذا التوجه لا من قريب ولا من بعيد، ولم يكن لدينا علم بهذه الزيارة ونستغرب حصولها في هذه الفترة وبهذا الظرف ولا نعرف أسبابها".

لا ينفي شمص أن الزيارة تسببت بضرر للائحة الكرامة و"الإنماء"، ولا يتوانى عن وصفها بالمشبوهة، وعندما توجهنا له بالسؤال لماذا مشبوهة؟ يكتفي بالقول "لا أعرف حتى الآن كيف تجري الانتخابات وماذا هناك تحت الطاولة".

وفي ما يخص تحالفه مع حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل، وهو التحالف الذي استغله حزب الله واستعمله كسلاح بوجه اللائحة وحظوظها، يشدد شمص على أنه انتخابي، "أنا متحالف مع أبناء منطقتي لما فيه خيرها بغض النظر عن خياراتهم السياسية الخاصة بهم".

وعن الوعود لأبناء بعلبك الهرمل في حال وصوله مجدداً للندوة البرلمانية، يقول شمص "ابن بعلبك الهرمل يعرف جيدا أن يحي شمص ينتمي لهذه المنطقة بكل جوارحه وقوته وكل ما يملك، أنا ابن هذه المنطقة تربّيت فيها وسأبقى وأموت فيها".
ويضيف "كل إمكانياتي سأسخرها بخدمة أبناء منطقتي لأنها بحاجة للإنماء وتستحقه لأنها ضحّت عبر التاريخ، وإذا وصلت للندوة البرلمانية سأعمل جهدي أن أقف عند مطالب منطقتي بكل الوسائل المتاحة وسأثبت ذلك في حال حالفني الحظ في المعركة الانتخابية".