Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
خارطة طريق حزب الله لما بعد الانتخابات
فيفيان الخولي
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الثلاثاء
10
نيسان
2018
-
0:01
"ليبانون ديبايت" ــ فيفيان الخولي
تتوالى إطلالات الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في موسم الانتخابات النيابية، وستتكثّف، خلال الفترة المقبلة، ليس بهدف تجييش الجمهور، ومحاولة استقطاب أكبر عدد ممكن من المناهضين له أو المترددين فقط، بل لإيصال رسائل داخلية، عمّا بعد استحقاق 6 أيار المقبل. وهو الأمر الذي لا يمكن وضعه إلا في إطار اتساع رقعة تخوُّف الحزب من معارضيه داخلياً الذين فرضهم القانون الجديد، وخارجياً من العودة السعودية والغزل الأميركي ببيروت.
والدليل أن نصرالله، للمرة الثالثة على التوالي، وهذه إحداها المباشرة، يتعمّق في المواجهة الشيعيّة، ويدخل في تفاصيل الحياة السياسية والاقتصادية والمالية، محاولاً كشف ألاعيب منافسيه الانتخابية، بل أعداؤه، كما سمّاهم، على الرغم من اشتعال الجبهات السورية، التي تمنّع عن التطرّق إليها، مكتفياً بصراعه انتخابياً.
ولا يمكن إخفاء قلق الحزب من العودة السعودية على الساحة اللبنانية، وهي ليست ناعمة، كما يصفها البعض، بل دبلوماسية قوية تقودها حنكة ولي العهد، وزير الدفاع السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الذي أخطأ في زوايا عدّة، لكن يبدو أنه اليوم، بمساعدة واشنطن، قادر على سدّ الثغرات التي أحدثها في السابق.
وجاء افتتاح جادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسط بيروت، كخطوة أولى، نحو تعبيد الطريق لما بعد الانتخابات، خصوصاً بعد جمع حلفاء الأمس، في مشهد واحد، باعتبار أنّ الرياض اليوم تميّز بين تحالفات الانتخابية القائمة، وتلك التي تتشكّل، بعد الاستحقاق، برعايتها.
على الجهة الأخرى، بدا الاهتمام الأميركي عبر بيان وزعته السفارة الأميركية في بيروت، منذ يومين، يلفت فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أن لبنان يواجه تحديات لا حصر لها بما فيها تدفق اللاجئين والتأثير المدمر لإيران وحزب الله، مشيراً إلى نجاح مؤتمر سيدر1 في باريس، وأثنى على تقدم الحكومة اللبنانية بقيادة رئيس الوزراء سعد الحريري في معالجة هذه التحديات الملحة.
ورحب ترامب بخطط لبنان لتعزيز اقتصاده من خلال خطة استثمار رأس المال والتزامه بتنفيذ الاصلاحات الضرورية، ملمّحاً إلى أن الشركات الأميركية تتطلع إلى الفرص الجديدة التي ستقدمها خطة الاستثمار الرأسمالي في لبنان.
بات الحزب مقتنعاً أكثر من أي وقت آخر أنّ المواجهة صعبة والمحاصرة الدولية تلاحقه، لذلك عمد في خطاباته إلى تسليط الضوء على وجوده في البرلمان والحكومة، والذي يجب أن يكون فعّالاً لمحاربة الفساد والهدر، وصولاً إلى التظاهر في الشارع، لكن من دون الاستقالة، منعاً لأية ضرائب على الشعب.
سلّم الأمين العام مهمّة الدفاع عنه، تنظيمياً، لرئيس الجمهورية ميشال عون، الذي جدّد تأكيده على أن الحزب قوة دفاعية عن جنوب لبنان، ووجوده في سوريا مؤقت، مع الأخذ بعين الاعتبار، اعتراف عون بشرعية نظيره السوري، لينشغل نصرالله بالأمور الداخلية اللبنانية، خصوصاً ما بعد الانتخابات.
كلام نصرالله الانتخابي يشير إلى أن الرجل يسعى إلى تثبيت الحزب ليس فقط كتنظيم مقاوِم للعدو الإسرائيلي ومعرّض للعقوبات الأميركية بين لحظة وأخرى، بل كجزء لا يستهان به في مراكز صنع القرار. وهي رسالة مباشرة إلى كل من الرياض وواشنطن، ومن يلتف حولهما من مؤيدين على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، أنّ مَن يحاصر الحزب، يخنق لبنان ككل، باعتبار أنّ اهتزاز هيكلية الأول تؤدي إلى سقوط البلاد، وسيذهب الحزب حتى النهاية، ولو أدّى به الأمر إلى افتعال حرب شبيهة بتموز 2006، لن يتردّد، منعاً لإنهائه.
يتحدّث نصرالله عن إفلاس الدولة، وهو الذي لم يعتد في كل إطلالاته إلا الحديث عن المقاومة والوجود خارج الحدود، في سوريا تحديداً. عرّج على نتائج مؤتمر "سيدر" والدين الذي يزيد عن 100 مليار دولار بعد عامين، محذّراً من تداعيات هذه القروض مستقبلاً، ومن عدم استخدامها بالأساليب غير القانونية، ليبرز من خلال كلامه أنه يسعى إلى اسناد مهمة مراقبة عملية صرف هذه الأموال على مشاريع تنموية واقتصادية إلى نوابه ووزرائه، وحلفائه، ما يعني أنّ المطالبة بحقائب سيادية أمر لا مفرّ منه.
يحاول الأمين العام اصطياد أهداف عدة، عبر تثبيت وجوده ميدانياً وسياسياً، مع مظلّة الرئاستين، الجمهورية ميشال عون والبرلمانية نبيه برّي، مستبقاً الرياض وواشنطن في تحركاتهما المرتقبة لما بعد الانتخابات، وهي المرحلة الجديدة التي تفرض على جميع الأطراف رسم خرائطها بما يتناسب مع مصالحها. الأمر الذي يطيل من عمر تشكيل حكومة جديدة، ومناقشة السلاح، ما يعني تأخير في الشروع بالإصلاحات المطلوبة، ويبقى تثبيت الأقدام رهن التدخلات الخارجية التي تتجنّبها معظم القوى، وتُقلق حزب الله.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا