"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:

في خطوة جريئة وسط الشعارات الرنّانة والوعود الوهميّة، لجأ رئيس حركة المستقلّون المرشّح عن المقعد الماروني في المتن رازي الحاج الى توزيع برنامجه الانتخابي على أهالي المتن عبر كُتيّب بعنوان "متن متجدّد... للبنان جديد". وطرح من خلاله مشروع احياء الطبقة الوسطى وبناء المواطنية في لبنان، عارضا مشروعه الاقتصادي بالتفصيل لبناء دولة ديمقراطية حديثة وتجديد الحياة السياسية.

اللّافت في الأمر، انه أصبح بإمكان أهالي المتن محاسبة الحاج على كل وعد أو هدف ذُكر في الكتيّب ولم يُنفذ، حتى لا تبقى الوعود حبرا على ورق. وقال لـ"ليبانون ديبايت"، "لا يحق لي كمرشّح ان أطلق شعارات رنّانة لمجرّد التباهي وأتناساها بعد الاستحقاق المقبل. والخطوة التي أقدمنا على فعلها هي لإتاحة الفرصة أمام المواطن لمساءلتنا ومراقبة تنفيذنا للمشاريع الموعودة او على الأقل طرح مشاريع قوانين".

سجّل الحاج عتبه على الاعلام الذي يسمح بسيطرة مرشحين دون آخرين على الانتخابات من خلال اعطاء الأفضلية لأصحاب الأموال. وحذّر من خطورة رفع الكلفة لإمكانية الظهور الاعلامي ما يلغي تكافؤ الفرص بين المرشّحين، ويبرز أشخاص على حساب غيرهم. والبعض يظهر عبر برامج تتطلب مبالغ طائلة للتمثيل على الشعب ومحاولة التأثير على الرأي العام محاولين الظهور بصورة التواضع والتشابه بالمواطن.

وأضاف الحاج أنه "حان وقت الجد والحقيقة. علينا المبادرة ببناء الوطن، والتأكيد على كفاءة وقدرة الأفراد بإنجاز المشاريع". وأسف على جهل بعض المرشحين دور النائب الفعلي بالبرلمان، الأمر الذي اعتبره "المضحك المبكي"، مشيرا الى ان البعض يعتبر وظيفة النائب هي خدماتية مناطقية بحت في الوقت الذي هي تشريعية ورقابية على الأداء الحكومي.

رأى رئيس حركة المستقلّون اننا "ذاهبون باتجاه أزمة بنيوية على المستوى الاقتصادي. وعلينا ان ندرك كيفية وضع مشاريع تخفف الأعباء على المواطن على جميع المستويات، بدء من معاملاتهم الرسمية الى تفاصيل حياتهم اليومية وهمومهم، وايجاد حلول فعالة لكل تلك المآسي التي يعاني منها المواطن.

صبّ تركيز المرشّح الشاب على كيفية استنهاض اقتصاد لبنان واعادة إحياء الطبقة الوسطى وبناء المواطنية عبر اصلاح البنى التحية والهيكلية العامة. أضف الى تحسين القطاع التربوي واحقاق اللامركزية الادارية ومعالجة الواقع الصناعي والبيئي والصحي.

أما عن تحالفه مع حزب القوات اللبنانية على اللائحة، لفت الحاج الى ان "المتن قلب لبنان" تمثّل الوجوه الجديدة التي تطمح الى تغيير الواقع الذي لم يتغيّر على مر السنوات. وهي تضم الى صفوفها كفوف نظيفة لم تُجرّب بعد، وتستحق ان تعطى فرصة. كما أسف لما يتم تسويقه في المتن من محاولات تحجيم لهذه اللائحة، وتحديد امكانيات أفرادها في الوقت الذي لا شيء محدّد قبل 6 أيار موعد الاستحقاق.

ورأى ان القوات اللبنانية حزب وجهته العمل المؤسساتي، وليس مبنيّا على رأي زعماتي مفروض. "وهذا ما برهنته تجربتنا بالتحالف معه، نظرا للاحترام الذي يكنّه الحزب لحلفائه، والأخذ بآرائهم". وقال "القوات تقف الى جانب الشباب وتدعمهم وتتبنى مشاريعهم، لمساعدتهم في تقديم نموذج جديد على مستوى العمل العام. وهذه خطوة جريئة من الحزب، على أمل أن تُثمر هذه الثقة المتبادلة كما أثمر أداء وزراء القوات في الحكومة".