"ليبانون ديبايت"

لطالما خاض البقاع الغربي معارك انتخابية ببعد وطني، وفقاً للمرشح للانتخابات النيابية عن المقعد الشيعي في دائرة البقاع الغربي ــ راشيا النائب أمين وهبة. لكن هذه القاعدة خُرقت اليوم وأصبحت ببعد خارج الوطن، الأمر الذي يوافق عليه وهبة في حديث لـ"ليبانون ديبايت".

ويوضح أنه حتماً يوجد وجوه ولوائح مدعومة من النظام السوري في البقاع الغربي، وهناك لائحة وصفها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، بأنها في حال ربحت تعتبر "إعادة وصل ما انقطع". بالتالي هناك لوائح ومرشحون يتكلمون لغة النظام السوري ويمارسون سياسته وكل أساليبه. لكن بقية البقاعيين لديهم كرامة وقيم وهؤلاء يعتبرون أن الانتخابات استحقاق وطني يجب أن يؤكد فيه اللبنانيون أن البقاع ينتمي إلى قلب هذا البلد، وهو جزء من لبنان، على حد تعبيره.

يلفت وهبة إلى أن رموز اللائحة المنافسة باتت واضحة أنهم يلجؤون إلى الرشاوى وابتزاز الناس في أعمالهم، ويحاولون تهديدهم بلقمة عيشهم في مؤسسات هم مؤثرين فيها، في حال لم ينتخبوهم، وإلا فإن هؤلاء البقاعيين سيفقدون عملهم. لكن البقاعي كرامته مهمة بالنسبة له، ويرفض الخضوع، وفقاً لوهبة.

ويؤكد أنّ هذه الأساليب استعملت ذاتها في العام 2009، لكنها باءت بالفشل، باعتبار أن معظم البقاعيين داسوا على مصالحهم الشخصية لصالح تلك الوطنية. لدى النائب المرشح ثقة كاملة بأهله ومؤيديه، ويشير إلى أن أعضاء لائحة المستقبل يعملون جاهدين في المنطقة، متأملاً الفوز، مع قبول نتائج الصندوق.

يفتخر وهبة بالخط السياسي المستقبلي الذي ينتمي إليه، ويشير إلى أنه ليس من شيمهم تفتيت الخصم في هذه المعركة، على الرغم من أن الأخير يتبع هذا الأسلوب، وفي الوقت الذي "ننادي بقضية الدولة التي تليق باللبنانيين وتضحياتهم، والمحافظة على الاستقرار، يلجأ الطرف الآخر إلى التهجم والتحريض المذهبي والطائفي. واللبنانيون باتوا على دراية بهذا الأسلوب، وعدم مصداقيته. ونحن على ثقة بأن السياسات التي نتبعها تدافع عن مصلحة كل اللبنانيين حتى عن مصلحة من يقاسموننا في السياسة"، على حدّ قوله.

يلمس السياسي البقاعي تحوّلاً تدريجياً "لمصلحة منطقنا ونهجنا السياسي الذي نتّبع، حتى على صعيد الطائفة الشيعية، وهناك المزيد منهم من يلتحق بهذا النهج تدريجياً.

يحمل إلى البرلمان، في حال الفوز، ملفات كبيرة، أبرزها البيئي، خصوصاً نهر الليطاني الذي يؤرق البقاعيين، بعدما تحوّل إلى نهر للروائح الكريهة والأمراض والأوبئة، لافتاً على أنهم أقروا مشروع برنامج بقيمة 730 مليون دولار، وسيلاحقون هذا البرنامج لتنفيذه وتسريعه لمعالجة جميع أشكال التلوث.

بالإضافة إلى تأمين فرص عمل للبقاعيين لأنهم يعانون كبقية اللبنانيين، إذ يتخرج عدد لا يستهان به من الطلاب ويبقون من دول عمل لسنوات، فضلاً عن تشجيع المستثمرين في منطقة البقاع، باعتبار أنها منطقة واسعة والأراضي فيها أرخص من غيرها، وبالتالي هذا عامل جذب.

أضف إلى انجاز الأوتوستراد العربي الذي سيقصّر المسافة والوقت بين البقاع وبيروت، فضلاً عن الإفادة الاقتصادية من هذا الأوتوستراد، وتحريك ملف إيجاد وسائل لتصدير وتسويق المزروعات بعدما انقطعت السبل البرية للتصدير الخارجي عبر دول الخليج.