"ليبانون ديبايت" ــ فيفيان الخولي

يبدو أنّ "التيار القوي مكمِّل، وما في شي بيوقفو" حتى "الأوفياء للعهد"، إذ إنه يسحب هذه المرّة، الحلفاء قبل الخصوم في الشمال اللبناني. وتتهم مصادر مقرّبة من حزب الله التيار الوطني الحرّ بإعداد وفبركة فيديوهات تروّج لسيطرة الحزب ديمغرافياً على قضاء جبيل، كما يسعى إلى تشويه صورة الطائفة الشيعية ووجودها في المنطقة. ويستعين المفبركون بخطابات الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في الثمانينات، يتحدث خلالها عن استعادة حقوق الطائفة شمالاً.

لم يوارب المرشح عن المقعد الشيعي على لائحة حزب الله في دائرة كسروان جبيل الشيخ حسين زعيتر الباب، بل يوجّه أصابع الاتهام مباشرة إلى المرشح على لائحة "لبنان القوي" عن المقعد الماروني النائب سيمون أبي رميا بخوض معركة ضد الحزب، ويساهم في تشويه سمعته في القضاء.

ويدير أبي رميا غرفاً سوداء تقتضي مهمتها بتصويب السهام نحو زعيتر، في محاولة لإقصائه وعزله انتخابياً. علماً أن الشيخ ساهم في انتخابات النيابية عام 2009 بتدريب ماكينة التيار الانتخابية ثم تمكينها وتفعيل دورها في الاستحقاق البلدي عام 2016 في قضاء جبيل، وفقاً للمرشح ذاته.

مصادر حزب الله تطالب قيادة "الوطني الحرّ" بوضع حدّ لتصرفات أبي رميا، مشيرة إلى أنّ هذه التحركات ليست من شيم التيار، لا سيما أن الطرفين تحالفا في بعض الدوائر، مثل بعبدا، وبيروت الثانية، كما انفصلا في أخرى مثل بعلبك الهرمل، ولم تجر أية تحركات من شأنها توتير الوضع بين الطرفين، وتمّ تجيير أصوات الحزب في مناطق عدة لصالح لوائح التيار، مثل المتن الشمالي.

وتحذّر هذه الأوساط من تداعيات خطوات المرشح الماروني التي ستحمل بصماتها إلى ما بعد الانتخابات، ما قد يحفر ندوباً على ورقة التفاهم ويجعل الالتقاء في القضاء صعباً بظل وجود "محرتقين".

وتعتبر أن ما قاله وزير الخارجية والمغتربين رئيس التيار جبران باسيل، سابقاً، خلال اجتماعاته مع قادة الحزب، إن ما بعد الانتخابات ليس كما قبلها، باعتبار أنّ ظروف الاستحقاق تتطلب استخدام أساليب عدة، حتى وإنْ لم تصب لصالح الحزب، على أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل الانتخابات، ليس بمحلّه. وتلفت إلى أنّه إذا بقي الوضع كما هو عليه في التحريض ضد الحزب طائفياً، فالأمور لن تكون لصالح أي طرف وستنعكس سلباً على الأداء.

ويبدو أن مفتاح رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح جوان حبيش الذي سلّمه لنصرالله شرّع باب الدائرة على مصراعيه ليوجّه الأمين العام نصيحته بأنه "يجب الحفاظ على مناخ التعايش في جبيل ـ كسروان على الرغم من الافتراق الانتخابي والابتعاد من الحساسيات". ولفت إلى أن "بعض القوى السياسية تعتاش على الفتنة الطائفية وتلجأ الى شد العصب كون مشروعها لا يسير الا بالعصبية المناطقية والطائفية".

لم تنكر مصادر الحزب ذاتها أنّ كلام نصرالله موجّه إلى "الوطني الحرّ" في المنطقة، مشيرة إلى أنه داخل مجالس الحزب يجري الحديث عن أن خطوة حبيش التي اعتبرها نصرالله رمزية مدعومة من مرجعية مسيحية عليا. وهذه الأخيرة معنيّة بالتوافق العوني وحزب الله في المنطقة الشمالية، باعتبار أنّ أي خطأ بين الجهتين هناك، يضرّ كل من يدور بفلك هذه المرجعية، وحتى هي ذاتها.

لائحة "لبنان القوي" برئاسة العميد المتقاعد شامل روكز تنوعّت ردود فعلها تجاه مفتاح كسروان بين داعم لهذه المبادرة ومنتقد لها، ما دفع المصادر لتقديم نصيحة "حليف"، إلى وجوب تنظيم قواعد التيار وتوحيد مواقفه بعد الانتخابات، تحديداً في ما يخص حزب الله، لأنّ زعزعة العلاقة ستؤثر حتماً على أية قرارات مصيرية سياسية معني بها الطرفان.